حان الوقت لعودة "غزة" المختطفة

لسنوات عديدة مضت، اتحفنا واشبعنا خطاب جماعة الاخوان المسلمين، الذي ارتكز في مضمونه على عدة ركائز، لعل ابرزها "الاسلام هو الحل" و "معاداة اسرائيل وامريكا والغرب" و "تحرير فلسطين" و "معاداة القومية والانظمة العربية".

فاذا بهم عندما استلموا دفة الحكم في مصر، منحوا الغطاء الديني لاتفاقية كامب ديفيد، ولم يعد الاسلام هو الحل في نظرهم بل الدستور والقوانين الوضعية، واصبحت الاستدانة من البنك الدولي حلال، وكذلك حققوا ومارسوا نفوذهم على حركة حماس، لتدخل في التزام مضمون بضمانة مصرية تركية لوقف الاعتداءات على إسرائيل ووقف أية أعمال عدوانية على الشريط الحدودي مقابل لا شيء!.

والملاحظ بان خطاب الاخوان المسلمين اثناء حكمهم لمصر، كان يضع الضمانات لامريكا والغرب، بانهم هم فقط من يستطيع المحافظة على المصالح الامريكية والغربية وكذلك ضمان امن اسرائيل، وبانهم حماة الديمقراطية فصناديق الاقتراع هي التي اتت بهم وليس الشعب، على حد قولهم، وخطاب آخر مغاير لشعبهم بانهم محاربون من الجميع لانهم يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية، والاطياف السياسية الاخرى ترفض المشاركة بالحكم معهم، واطلاق الفتاوي الدينية بالقتل دون اي رادع ديني او حتى اخلاقي، ونشر الفوضى والفتنة الطائفية بين الشعوب الاسلامية، بينما كانت كل المؤشرات والدلائل تشير الى ان حكمهم ظلامي ولا يقبل الاخر، فاصبح حكم المرشد والجماعة اولى بالتطبيق، واعتقدوا بان ما يقدمونه من فتات للشعب تحت اسم الزكاة والتبرعات، يستطيعون شراء الشعب المصري الحر، الذي ثار على الظلم والاستعباد، ولم يدركوا بان في زماننا المعاصر انتهى حكم الحزب الواحد، فالتنوع ومشاركة الاطياف السياسية الاخرى في الحكم هو سمة عصرنا الحديث.

فتحية اكبار الى الشعب المصري العظيم، والى قواته المسلحة التي انحازت الى خيار شعبها، والذي استطاع ان يصنع تاريخا مشرقا، في اسقاط حكم المرشد والجماعة والعشيرة، لان مصر ام الدنيا وستبقى القلب النابض للوطن العربي من المحيط الى الخليج.

اما بالنسبة لنا كفلسطينيين، فاننا نواجه في غزة حكم ظلامي، تلطخت يداه بدماء شعبنا الفلسطيني، ويحكم شعبنا الابي بالحديد والنار، وعداك عن تكميم الافواه ومصادرة الحريات، وبعد ان ارتكز خطابهم على المقاومة والتشدق بها، اصبحوا حماة حدود اسرائيل، واصبحت المقاومة في اتفاقياتهم "اعمال عدوانية"، حتى ان الامر وصل بهم الى تخوين ومطاردة واعتقال وقتل كل من يطلق صاروخا على اسرائيل، ويعملون من اجل اخونة غزة، مصرين على تماديهم في انقلابهم الدموي على الشرعية الفلسطينية، ضاربين بعرض الحائط المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني، مستمرين في اقامة امارتهم الاسلامية بغزة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والاستقواء بالخارج وخضوعهم لحكم المرشد وجماعة الاخوان المسلمين.

فلذلك نقول لقد حان الوقت لعودة "غزة" المختطفة، فهيا يا شعبنا يد بيد لنتمرد على الطغمة الظلامية، التي تتحكم بجزء غالي من الوطن، بهدف استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية بين طرفي الوطن، من اجل تحقيق آمالنا وتطلعاتنا في الحرية والاستقلال.

* مدير المكتب الصحفي الفلسطيني - الدنمارك

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.