الرئيس .. و .. محمد عساف

لم يدهشني اتصال فخامة الرئيس أبو مازن بملك الطرب الفلسطيني و نجم غزة الفنان الصاعد / محمد عساف ..هذا الأسطوره الذى ألهب حماس الشعب الفلسطيني بأغانيه الوطنية ...بدءاً من (( شدي حيلك يا بلد )) مع الفنان المحبوب جمال النجار .. ثم في ((علي الكوفية )) ..التى باتت إحدى معالم الفن الثوري الفلسطيني وعلامة بارزة تميز الجزء الأكبر من الشاب الفلسطيني حين يتغنى بها ويرددها في الاحتفالات..

اعتقدت بأن فخامة الرئيس ...اتصل على محمد عساف من باب الواجب لا أكثر ...بعد أن هاجمته بعض قيادات حماس من خلال منابر المساجد في أيام الجمعة.

هذا الفنان الفلسطيني الذي أراد أن يخرج من غزة ليصعد بفلسطين إلى عالم النجومية ... كما فعل كاظم الساهر في إبراز عدالة القضية العراقية واستباحة بلادنا من قبل أعداء الشعوب العربية ..

علقت على اتصال الرئيس حينها بأن هذا من باب رفع العتب فقط لا اكثر ...ولكن عندما ذهب ابن فخامة سيدنا الرئيس إلى لبنان لحضور ‘حدى حلقات( آرب أيدول ) غمرنى فرح شديد بأنفخامته قام  بارسال ابنه ليشجع ويدفع فناننا الصاعد باتجاه النجومية ...

و أما قمة الدهشة والاستغراب ...أن يتوقف النجم المحبوب ((راغب علامة)) بالأمس عند محطة مهمة في تاريخ إعجاب القادة بأبناء شعوبهم .. عندما تحدث عن مكالمة هاتفية بينه وبين فخامة رئيسنا أبو مازن (( أمد الله في عمره )) ...ليوصيه بنجوم آرب أيدول بشكل عام والفنان الفلسطيني محمد عساف بشكل خاص.

أعتقد ..بأن محمد عساف لم يكن بحاجة إلى هذه التوصية ((وهو الأقوى و الأقدر والأجدر بنجومية آرب أيدول ..وبشهادة كل أساتذته و زملاءه )).. بقدر ما كان هذا الشاب بحاجة إلى الدعم والإسناد وهو في بداية مشواره الفني ..قبل ست سنوات أو اكثر .. وكان فعلا بحاجة الى تبنيه من قبل أي مؤسسة فلسطينة رسمية أو غير رسمية .. فلم يكن اى من الذين تم تفريغهم للعمل في تلفزيون الفلسطيني أجدر أو أحق منه .... وهو الذي غنى لفلسطين و قائدها أبو عمار رحمة الله عليه ... وغنى لفتح بشكل خاص ..

لم أنس ذلك اليوم الذى اتصلت فيه بهذا الشاب الوسيم وطلبت منه أن يغنى كلمات كتبتها لأغنيتين كانت وصفاً للحالة الفلسطينية والفتحاوية بشكل خاص في ذكرى استشهاد القائد الأعلى أبو عمار رحمة الله عليه في عام 2007..

فكانت الأغنية التي غناها محمد عساف ..((هذه فتح)).. و الأغنية الأخرى اعتذر عنها ..

في ذلك الاتصال الهاتفي .. قال لي محمد عساف : أنا يا عمي مش خايف انحبس .. لكن والله مصروفي ما بكفي اطلع موصلات من خانيونس إلى غزة ..

كان في ذلك الوقت في الثانوية العامة ...

قلت له: خذ سيارة على حسابي وتعال الى غزة ..

وفعلاً حضر محمد و ذهبنا بسيارتي للاستوديو حيث كانت الأغاني جاهز للتسجيل ....ولم يستطع الا أن يغني أغنية(هذه فتح) ..

وتفاهمت مع محمد عساف .. أن مكتب الرئيس سيقوم بصرف تكلفة الأغاني .. وقد وعدت من الدكتور الوزير السابق (ك.ش).. والدكتور (ع.ن)مدير عام مكتب الرئيس في غزة ... وابلغته اننى سجلت له مبلغ مئتى دولار عن الأغنية... وكذلك للملحن وللموزع بالإضافة لأجرة الأستوديو .. وقلت له: هذه منى مئتي شيكل مقدما .. وعندما يصرف المبلغ ..سوف أكمل لك... واقنعته ان هذا ليس اجر.. وإنما حافز لك لكى يستمر في مسيرته الفنية ...

وبقيت اسأل الدكتور (ع.ن) عن مصروفات الأغاني التي استعدوا بتغطيتها ...الا أن فخامة الرئيس لم يكلف نفسه بصرف هذا المبلغ الذي لا يتجاوز ثمن تذكرة طائرة لأقصر رحلة لموظف في سلطتنا الوطنية ينوي النقاهة .. وتحملت المصاريف عنك سيادة الرئيس ..

هذا جعلنى أشبه حالتنا في غزة مع فخامة الرئيس .. بالاب الذى ترك زوجته لتعيش مع رجل أخر .. وترك اولاده ضحية لهذا الزوج .. ليفترى ويعربد عليهم .. وبعد سنين يحطم أحد الأولاد قضبان سجن العبودية الذي فرض عليه ..ليحقق نجاح يشهد له الجميع عليه ..

فيذهب الأب متأخراً للبحث عن ولدٍ قد كبر .. ويجب التباهى به

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.