أين الشباب من التدوين ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بالكاد يعرف اليوم شبابنا ومن هم في مجتمعاتنا ما هو التدوين وفيما يستخدم وما هي فوائده , فهناك اليوم تساؤلات كثيرة عن التدوين ذاك الشيء الممتع والرائع , واليوم للأسف نرى شبابنا غير مهتم بثقافة التدوين وممارسته , فلماذا هذا ؟ .. الى الآن العديد لا يعرفون ما هو لكي يدخلوا في تجربته , فكيف سنعمل على تعريف الشباب بالتدوين ؟

لتدوين يعتبر شيء حديد إلى الآن على شبكة الانترنت العربية بالرغم من وجود ذلك الكم الهائل من المدونات , لكن أغلبها للأسف بلا فائدة وأغلب أصحابها يأخذ فكرة أخرى عن التدوين , فالتدوين ليس كما يظن البعض انه امتلاك موقع الكتروني عبر هذا العالم الافتراضي والكتابة به او نقل الأخبار والصور فقط والاهتمام به بهذا الشكل الظاهر .

إن التدوين ليس كما ترون أيها الاخوة الكرام , فان التدوين كان في البداية هنا مثل شيء شخصي ربما بدأ بكتابة اليوميات من قبل كل شخص وما حدث معه في يومه الذي قضاه وتدوين الملاحظات وما سوف يستفيده في المستقبل منها , هذا شيء مبسط عن التدوين لكن على الواقع وليس في العالم الافتراضي , فهو بدأ هكذا .. حتى تطورت الامكانات وتوصلنا إلى الخدمات التي توفر تلك الدفاتر الصغيرة لكن عبر الانترنت وأجهزة الحاسوب .

ما هو التدوين ؟ , هذا سؤال يسأله لي العديد عندما أريهم مدونتي واقول لهم شاركوني .. بالتأكيد أن هذا الشخص لا يعرف ما هو سيسأل عنه , وأي شخص ستقول له عليك أن تخوض التجربة في التدوين سيقول لك ما هوا التدوين في البداية , فكيف لشخص أن يجرب شيء وهو لا يعلم ما هو ولا أي نظرة عنه او ملخص لمعناه وما فائدته .

يجب أن نعطيهم نظرة ايجابية عن هذا الشيء وان نقدم لهم الفوائد الكبيرة التي نجنيها , فمثلاً سنقول لهم بأننا نحاول من خلال التدوين ان نثري المحتوى العربي عبر الانترنت وان نصفيه من المواضيع المنقولة والمنسوخة من خلال كتابتنا لمواضيع مفيدة وتجارب شخصية نقوم بها نحن ليستفيد منها الآخرين .

وأيضاً بالإضافة لذلك سيعود بفائدة شخصية على من يمارسه , فسوف تكون له القدرة على كتابة المواضيع والمقالات وسوف تتحسن لديه اللغة العربية أكثر كما حدث لدي , وبالإضافة للعديد من الفوائد التي نجنيها فنحن نجد المتعة الكبيرة في التدوين ونعتبر هذه المدونات بمثابة شخصية أخرى او ظل لنا على الانترنت , او يعتبرها البعض بيته , ومنهم من يعتبرها بمثابة طفله الصغير الذي يعتني به .

من الجميل أن يأتي شخص قد عاش يوماً مهما في حياته واستفاد كثيراً منه , ويسجله في وريقات صغيرات في دفتر صغير ويكتب عليها ملاحظاته وما استفاده .. سيقول البعض ما هي الفائدة من هذا .. أهي صرف حبر " عالفاضي أم فضاوة وقت " ؟ لا طبعاً , انما هذه الكتابة ستعود بالفائدة عليه فعندما يسجل هذا سيتعلم مستقبلاً مما كتبه اذ وقع في شيء مماثل , وعندما يقرأ له الآخرون ويستفيدوا كما استفاد هو فهذا شيء ممتاز لنشر الفائدة بيننا كشباب . 

ماذا علينا نحن كمدونون أن نفعل لنجعل  أكبر قدر من الشباب يتجه إلى سكة التدوين ؟ , علينا الكثير والكثير .. فعندما يسألك شخص ما هو التدوين , عليك أن تقدم له تعريف عن التدوين وايجابياته وفوائده وما سوف نجنيه منه مستقبلاً .. ومن هم كبار المدونين الذي استفادوا ويمكن أن يكونوا قدوة لنا في العالم الافتراضي .. لذلك عليك من الآن ان تقدم نظرة متميزة عن التدوين في مجتمعاتنا وبين أهلنا .. وأقاربنا , لكي نبني مجتمع افتراضي عربي متميز لا يحتوي على محتوى منقول ومنسوخ .. ولنجني ثمار هذا التدوين مستقبلاً بإذن الله .

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.