النصر حليف الظالم والمظلوم .. نقطة نظام

على هذه الأرض أشياءٌ كثيرة لا تروقني ولا تروقك، وحتى لا نجلد ذاتنا أكثر، سنقترب من بعضنا ونحاول فهم الآخر، لا نريد سوادًا أكثر مما نحن فيه، فأينما تحطّ ناظريك ستجد ما يدفعك لليأس، لكننا لا نريد ذلك على البتة.

خلال مشروع " الشرطة في عيون الإعلاميين" وجدت زميلًا يجعل المواطن على خطأ في عدم احترامه للشرطي، فوقفت متسائلًا ألسنا نحن من نكتب الخبر ونسوقه ونزرعه في عقل المشاهد؟! فلربما ظنون المواطن عن مهنة الشرطي ضحية تقرير أنت  كتبته يومًا يا زميلي.

لا يهدف المشروع لأن نذوب في الجسم الشرطي ولن نقبل أن يكون كذلك، لكنني متفهمة  لاخوة لنا يحاولون قدر المستطاع أن يجعلونا قريبين منهم في تدريباتهم وكل تفاصيل عملهم قبل أن نرميهم بأبشع الكلمات.

لكل شيء إذا ما تم نقصان، وهذا ينطبق على كل شيء في حياتنا، وعلى أي جسم مؤسساتي في البلد، لا أودّ تعميق الصورة النمطية، لأنني منذ فترة لا بأس بها عقدت لساني  عما يحدث في البلد، لأن الفوضى تولد فوضى، لا بدّ أن تبتعد قليلًا عن الأخبار والصور لتتعمق في الحدث اكثر؛ ليس مهمًا، ما أودّ قوله أن بعد هذه الفترة وجدت  إعلام البلد إن لم يكن حزبي فهو شخصي، وتعمّه الفوضى، وهذا ليس تعميمًا، الوضع السياسي في البلد مأساوي جدًا، ولكل تجربته وحقه في السخط.

أرفض تلميع  جهة ما، لكن ما المانع إن كنا على مقربة من جهاز شرطي  يحاول جاهدًا أن نحترمه، الصدق مفتاح التفاهم ولو أننا صادقون في احترام بعضنا لما أصبحنا أندادًا في الميدان، ولا أستغرب الإنقسام طالما هناك من يشوه صورة إعلامي هنا وشرطي هناك،  وهذا ما كان متاحًا خلال المشروع كنا قريبين جدًا بدون كاميرات بدون تسجيلات، كنا حقيقيين نوعًا ما تحدثنا عمّا يزعجنا منهم  وعمّا نراه ليس صحيحًا في أفعالهم،  لا أريد أن أقتبس أقوالهم لأنها ولو كانت صحيحة أرفض أن أتقبلها هكذا كيفما يقولون، وهذا لا يعني أنني لا أحترمهم.

ندرك كثيرًا حجم الخلل في هذه المؤسسة ولأن لكل مقام مقال، هذا المشروع خاصٌ بالشرطة والإعلام حتى نكسر النديّة اذا تقابلنا في حدث ما، فمثلًا القوات الخاصة حالما نزلت للشارع فهذا يعني أنّ على الجميع المغادرة، وهذا يفسر لنا عدم تقبلهم لوجودنا أثناء التغطية، ولهذا لسنا في صدد الحديث عن كل أخطائهم وأخطائنا كمواطنين أبدًا، كلنا نحبُّ لهذا البلد الحبُّ والسلام، ولكننا لا نعمل على ذلك.

في المشىروع تعرفنا أكثر ولربما أدركنا أكثر، ولربما توسيع الأفق  وتقبل الآخر سيجني أكثر من التعصب والانغلاق على الذات.

الشرطة لا تخلو من الخلل، ولكن ما يمكن أن نسلط أقلامنا نحوه في هذه المرحلة هو القضاء، فهذا الجسم يجب أن يكون نزيهًا مستقلًا، وهذا ما  لا يتمتع به قضاؤنا، لو نفتح الموجة تجاهه قليلًا يمكن أن يعدل من مساره قليلًا ويعاقب المجني، ويأخذ المجني عليه حقه.

هذا المشروع قائم عليه المقدَّم لؤي ارزيقات وباشراف من داخل الكلية الشرطية النقيب أحمد أبو محميد، تمّ على ثلاث مراحل، الافتتاح والنقاش والنزول مع الشرطة في الشارع وتدريبات مع الطلبة المستجدين في الكلية.

ختامًا؛ كان مشروعًا مفيدًا،  ولربما خير ما يقال أن "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" في كل الميادين شرطيًا أو مواطنًا، فمتى نصرنا المظلوم ومنعنا آخر عن الظلم عدنا لعهد الأمة التي نحب، وهذه اعتبرها قاعدة رقابية بامتياز يمكن أن ننتهجها كإعلاميين لننهض لهذا البلد على المسكوت عنه.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.