أنا شجرة في حديقة بيت ريم تلحمي بكفر نعمة !
نعم انا شجرة صبار لبت دعوة ريم التي عزمتنا اشجارا تزرعنا في حديقة بيتها الجديد على كتف وادي شمال غرب رام الله الذي بحثتُ عن موقعه عند السيد " غوغل " الذي امسك بيدي ودلني على مكان الحديقة التي قررت ريم زراعتنا بها ، قال لي " غوغل : تقع قرية كفرنعمة على الخط الأوسط إذ يتفرع من مدينة رام الله ثلاثة خطوط نحو الغرب الأول من بيتونيا إلى بيت عور ثم صفا.... الخ. والثاني عين عريك، دير بزيع، كفر نعمة، بلعين. والثالث عين قينيا، الجانية، راس كركر، خربثا بني حارث !
الله يعطيك العافية يا اخ غوغل تدلنا على بلادنا التي قُلعت منا وتعيدنا ريم تلحمي اشجارا تمارس حق عودتها في حديقة بيتها ، بين غرب رام الله وغربة المنافي ، في وطن ينمو في الذاكرة نمو اشجار حديقة بيت ريم تلحمي في كفر نعمة ، وعلى شجرة صبار مثلي تتحسس اشواك اشواقها في غربتي الاسكندنافية ان لا تكفر بنعمة كفر نعمة التي انعمت على فلسطيني مشرد مثلي ابن قرية الشجرة في الجليل ان يعود شجرة تزرع صبرها فوق جبال القدس ، وتشرب حنين قهوتها الصباحية في ضيافة ريم تلحمي ابنة شفا عمرو في الجليل ،قريبا من الشجرة بين الناصرة وطبريا ، وتنمو على مهلها على صوت " عاشقة " ريم تلحمي " طار الحجل حط الحجل.
لما البلد نامت على حضن الجبل " وعلى شجرة صبار هي انا في حضن الجبل في كفر نعمة ان تقلع اشواكها بيديها لعل حجل " عاشقة " ريم تلحمي " يحجل " بي الى يافا لأشارك عصفورا من عصافير الجليل " قرقشة " منقوشة زعتر في مطعم سعيد ابو العافية على شاطئ يافا ، ويعيدني اخر الليل الى حديقة ريم تلحمي ، لكي " اتفشخر " على اصدقائي بقية الاشجار وانا اسهب بالحديث عن سحر يافا ، وبعدها اغفو قرب صبرة الراحل حسين البرغوثي التي قررت ريم ان تزرعني قربها ، واستعيد ما قاله : " أنا إنسان بسيط جداً يساء دائماً فهمه ولهذا كنت دائماً على الهامش .. هامش الحياة و الكلام " وقرب هذه البساطة اغمض عيني وانام يا حسين !
نحن اشجار حديقة بيت ريم تلحمي في كفرنعمة نمارس بساطة الراحل حسين البرغوثي في حقنا في وطن بعيدا عن " الزعبرة " النضالية والتغني بدماء غيرنا التي نغمس بها ريشة فصاحة الخطاب الذي لا يفصح الا عن دبلجة رديئة لبطولة يقوم بها اخرون بدلا عنا ، الوطن في بلاغة الخطاب غير الوطن في بساطة حديقة ريم تلحمي ، التي تزرعنا في بلادنا بلا برامج سياسية لفصائل تفصل فلسطين على قياسها وتحجب راياتها الصفراء والخضراء والحمراء علم فلسطين في مهرجانات انطلاقاتها المباركة ، الوطن حديقة افضل من الوطن المقبرة التي يحلو للبعض في حماسة الهتاف ان يجعلنا " على القدس رايحين شهداء بالملايين " ومن سيقيم في القدس حين نكون " شهداء بالملايين " ؟!
في حديقة ريم تلحمي الوطن فوق التراب وليس تحته ، تنمو جذورنا في حديقته لترفع رؤوسها اشجارا باسقة تطل على بلادها على كتف وادي في كفر نعمة وتحلق عاليا كطيور حجل "عاشقة " ريم تلحمي عندما " البلد نامت على حضن الجبل "
شكرا ريم تلحمي التي جعلتنا نحدق في حديقتها بحق العودة الى وطن يكون حديقة وليس مقبرة !