أمام تاريخين فاصلين!
في سلسلة الضغوط على الطرف الفلسطيني المفاوض وعلى الرئيس محمود عباس " أبو مازن " بخاصة دعا الرئيس أوباما الرئيس عباس في 17 / 3 /2014 لزيارة واشنطن والالتقاء به ، وسبق أن اتصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للالتقاء به في بداية شهر آذار للاتفاق معه على آلية محددة للاتفاق «الإطار » الذي يجب طرحه على الرئيس عباس.
وكون إسرائيل قوية مصلحة عليا أمريكية وكونهم ليسوا وسطاء يتمتعون بالحد الأدنى من متطلبات الوساطة، فهم يريدون أولاً وآخراً الركوع للفلسطينيين وللقيادة الفلسطينية والاستمرار الإسرائيلي بفرض الوقائع على الأرض الفلسطينية بحجة أنها كانت يهودية ، والاستعاضة عن الشرعية الدولية ، بالشرعية الإسرائيلية الأمريكية الجديدة وقراراتهم بشأن الصراع الدائر منذ عقود في المنطقة وفلسطين .
وعلينا التدقيق جيداً بما سربته الصحافة الإسرائيلية عن اتفاق " الإطار " الذي يعمل عليه كيري كما طرح على الرئيس عباس في باريس مؤخراً أطار عقل الرئيس عباس من رأسه . فاتفاقية " الإطار " كما يريدها نتنياهو وكيري تحدد العاصمة في القدس والتواجد العسكري الإسرائيلي في الأغوار والكتل الاستيطانية التي لا يعرف عددها حتى الآن والتوسع الاستيطاني وعدم عودة اللاجئين ... إلخ . أي أنهم يريدون إعطاء الاحتلال الإسرائيلي كل شيء وفي مقدمته تغيير الشرعية الدولية بشرعية جديدة هي «اتفاقية الإطار» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبرعاية أمريكية .
لقد قبل الفلسطينيون ومؤسساتهم الشرعية على مضض بالشرعية الدولية اعتقاداً منهم أنها ستنصفهم ، كونهم قبلوا بها ، لكن الشرعية الدولية لم تنصفهم رغم مضي عقود على ثورتهم انتظاراً منهم بهذا الإنصاف .
سيقابل الرئيس محمود عباس الرئيس الأمريكي أوباما في النصف الثاني من هذا الشهر بعد لقاء الثاني مع نتنياهو ، الأمر الذي يدعو للتساؤل ، والتساؤل يكمن في لماذا الرئيس الأمريكي يرمي بثقله في عملية التسوية لهذه الأزمة الآن ؟! هل يرى أن إمكانات النجاح كبيرة ؟ أم أنه يريد إنقاذ وزير خارجيته ويتحمل المسؤولية ؟ أم ماذا ؟ خاصة أن يتدخل في هذه التواريخ وقبل انتهاء المدة المحددة لمهمة كيري ، وقبل خروج الدفعة الرابعة من الأسرى بعد أن تعهد وزير الخارجية كيري بإخراجهم بعد أن أمضوا عقود في المعتقلات أو السجون الإسرائيلية .
وتاريخ 29/3/2014 هو الموعد المقرر لخروج الأخوة والرفاق الأعزاء وفقاً لالتزام وزير الخارجية الأمريكية للرئيس أبو مازن ، وعلينا أن نذكر أنه تم تنفيذ الدفعات الثلاث السابقة وبقيت الدفعة الرابعة ، علماً أنهم جميعاً مع رفاقهم بالأسر ، قالوا أكثر من مرة أنهم ذهبوا للمعتقل دفاعاً عن قضية شعبهم ، وأنهم ضحوا بحريتهم من أجل حرية شعبهم .
هذا ما قاله الشهداء قبل استشهادهم وما قاله الاسرى المعتقلون في معتقلات وسجون الاحتلال لأنهم يرفضون كل من يحاول ابتزاز مأساتهم في السجون الاسرائيلية على حساب شعبهم وقضيتهم العادلة .
إنهم تواقون للحرية أكثر من غيرهم ويريدون الخروج من المعتقل بأسرع ما يكون ، لكنهم يرفضون المساومة عليهم وعلى قضيتهم وقضية شعبهم . هؤلاء هم أسرى الحرية وهذا موقفهم .
*عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير