المصالحة إلى جمود والحدث المصري يلهم شباب فلسطين

رام الله: فيما غطت غبار الاحداث الدائرة في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش المصري على ملف المصالحة الفلسطينية عبر امين مقبول عضو وفد فتح للحوار مع حركة حماس عن أمله بان يدفع التغيير الحاصل في مصر لاقناع حركة حماس بضرورة المسارعة لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
واضاف مقبول قائلا ‘ربما تكون التغييرات الحاصلة بمصر تساعد في دفع حركة حماس نحو المصالحة’.
وبشأن انشغال مصر بوضعها الداخلي وانعكاس ذلك على ملف المصالحة الفلسطينية، قال مقبول ‘الدور المصري لن يتوقف بالعمل لتحقيق المصالحة لان هذا الملف كان مع جهاز المخابرات المصرية، واعتقد بان الاجواء ستكون مواتية اكثر لانجاز المصالحة ‘، وذلك في اشارة الى مرحلة ما بعد عزل مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين التي تدعم مواقف حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بقوة السلاح حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.
وعبر مقبول عن أمله بان لا تسقط مصر وخاصة جهاز المخابرات العامة الذي يتولى ملف المصالحة الفلسطينية، ذلك الملف من حساباته واهتمامه، مضيفا ‘انشغالات مصر في الفترة الماضية كانت اكبر من متابعة ملفات اخرى’في اشارة الى ملف المصالحة.
وفيما عبر مقبول عن أمله بان تدفع التطورات الحاصلة في مصر حركة حماس لاستخلاص العبر والتوجه بشكل حقيقي نحو انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة كشف جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح عن اتصالات مع حركة حماس؛ للتباحث في ملفات المصالحة الداخلية.
وقال محيسن في تصريحات صحافية: ‘الاتصالات مستمرة بين عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح في الحوار الوطني، وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، من أجل التباحث في ملفات المصالحة التي مازالت عالقة’، مشيرا الى ان ما يجري في مصر أثّر سلبا على المصالحة، ومضيفا : ‘نتمنى أن تنتهي تلك الأحداث من أجل العودة إلى ملفات الحوار الوطني والبحث عن مخارج من ملفات المصالحة’.
وكانت حركتا فتح وحماس التقتا قبل شهر تقريبا في القاهرة برعاية المخابرات العامة المصرية، وجرى إقرار خطوات عدة من شأنها إزالة العقبات أمام المصالحة وتنفيذ اتفاقيتي القاهرة والدوحة.
وأعلنت الحركتان باجتماعهما في القاهرة قبل أشهر أنهما اتفقتا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات مجلس وطني في غضون 3 اشهر تنتهي في شهر اب المقبل.
وفي حين ما زال الانقسام الفلسطيني متواصلا بين الضفة الغربية وغزة من خلال حركتي فتح وحماس رغم الثورات العربية التي اسقطت انظمة متجذرة.
بدأت اصوات شبابية في الاراضي الفلسطينية تتعالى مطالبة بتمرد فلسطيني على القائمين على الانقسام لانهائه وتحقيق المصالحة الوطنية.
وفي ذلك الاتجاه نظمت مجموعة شبابية من مختلف جامعات الضفة الغربية برام الله مؤخرا مهرجان حاشد حضره عدد من الشخصيات والكوادر وذوي الأسرى والأسرى المحررين، في سياق تشكيل حراك ضاغط لتحقيق الأهداف المتعلقة برفع مستوى الوطنية، ولتوحيد شقي الوطن، وإيماناً بأن الوحدة هي صمام الأمان للنهوض بالقضية الفلسطينية، وطرحها في الميادين الدولية .
ويشهد قطاع غزة تحركات شبابية تدعو للتمرد على الانقسام والقضايا التي خلفها حيث دعت اوساط شبابية الى تحركات شعبية اليوم الجمعة تنديدا بالانقسام والتمرد عليه فيما بات يعرف بـ ‘يوم 5 يوليو’ . ونقل عن مسؤول الشباب المشاركين في يوم 5 يوليو عبد الرحمن ابو جامع انه آن الاوان ان يطالب الشباب الفلسطيني بحقوقه النائمة، وذلك من خلال ثورة تجمع الشباب للمطالبة بانهاء الانقسام بعد ان وصل الشعب لمرحلة فقد الثقة بقياداته المنقسمة وهي بالاصل قائمة بارادة الشعب والشباب.
وكان قد حدد النشطاء اليوم الجمعة للتظاهر في ساحتي الجندي المجهول بغزة والمنارة في رام الله ضد استمرار الانقسام، المتواصل منذ منتصف عام 2007، رغم ان بعض الشعوب العربية استطاعت خلع انظمة وعزل رؤساء مثل ما هو الوضع في مصر.
وعلى ذلك الصعيد أكد عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي محمود الزق أن العوامل والاسباب التي دفعت الشعب المصري للانتفاض في وجه حركة الاخوان المسلمين متوفرة الواقع الفلسطيني، مشيراً إلى أن التحرك الشعبي الواسع في وجه الحاكم قادم لا محالة.
وأضاف الزق في تصريح نشرته وكالة فلسطين برس للأنباء المحلية الخميس ‘ واهم من يعتقد أن قطاع غزة سيبقى مخلدا كما هو والمؤشرات تؤكد أن شعبنا جاهز لدفع الاستحقاق مهما ارتفع ثمنه في نضال عنيد ضد الانقسام الاسود هنا وفي كل انحاء الوطن ‘.
وقال إن الدروس المستقاة من مصر تؤكد أن الشعب أبدا لن تقهره القوة ولن تمنعه من التعبير عن موقفه النضالي ،داعياً جميع الصادقين أن ينخرطوا في النضال ضد الانقسام.
ولفت إلى أن الفصائل ستسعى لتجديد التحرك الفصائلي بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن هناك توجه لدى معظم القوى السياسية والمؤسسات الأهلية والمجتمعية لبدء تحرك جماهيري ضد الانقسام.
وتابع ‘إن ما حدث في مصر يجب أن نقرأه فلسطينيا وهذا أمر ضروري وواجب علينا حيث أن الاحداث قد أكدت أن الشعب قد يتحمل لفترة محددة ولكن في نهاية الامر لن يصبر طويلاً على أمور يرى أنها تمس حياته وكينونته’.
وأضاف ‘يجب أن يدفعنا ما جرى في مصر جميعاً كفلسطينيين أن لا نسير فقط بل يجب أن نتحرك بأقصى سرعة صوب مصالحة حقيقية تطوي الانقسام للأبد’، وتابع الزق ‘إن تداعيات ما حدث بالقاهرة ستخلق شروطا ملزمة وضاغطة لنا جميعاً لأن نفكر بشكل جدي بالالتقاء في منتصف الطريق لأن المستقبل يؤكد أن لا خيار لنا سوى هذا الخيار وأن ما حدث في مصر يؤكد أن اوهام البعض التي راهن عليها لم يكن لها اساس من الصحة والحقيقة ثابتة هو يجب أن ندرك أن عيوننا على فلسطين’.
وتداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى ‘فيسبوك’ صورة لحملة شبيهة لحملة تمرد بدولة فلسطين، جاء ذلك بعد الدعوة الشبابية لحملة تمرد فى مصر ونجاحها في اسقاط الرئيس مرسي.
ومن جهته قال الناطق باسم الحكومة المقالة التابعة لحماس في غزة إيهاب الغصين إن ‘دعوات الناطقين باسم حركة فتح للتمرد في قطاع غزة مماثل لما في مصر مدعاة للسخرية’، مؤكداً أن حكومته تقوم بدورها بقدر المستطاع للحفاظ على أمن وآمان المواطن الفلسطيني بغزة.
وأوضح الغصين في تصريحات صحافية، أن تصريحات ناطقي ‘فتح’ جاءت للتغطية على الاعتقالات السياسية المتواصلة في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية عبر التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال الإسرائيلي حسب قوله.