مصدر مصري مسؤول: لا علاقة للفلسطينيين بما جرى من أحداث عنف بمصر

غزة/ سناء كمال
أكد مصدر مصري موثوق" أن لا علاقة للفلسطينيين بأعمال الشغب والفوضى التي تحدث في بعض الأماكن المصرية، وما تقوله بعض وسائل الإعلام المصرية من أن الفلسطينيين لهم يد كبيرة بعمليات إطلاق النار على مصريين معارضين لجماعة الإخوان المسلمين".
وأوضح المصدر الأمني الذي رفض الكشف عن هويته في تصريح خاص لزمن برس" أن الشعب المصري ورجال الأمن كذلك يعلمون أن الشعب الفلسطيني تربطه علاقة قوية بنظيره المصري، ولا يمكن لهم أن يتورطوا بأي أعمال شغب ضدهم، لأنه تربطهم به علاقة طيبة وحضارة مرتبطة على مر آلاف السنين".
وقال المصدر:" ما يتم تداوله في الإعلام المصري، حول القبض على مواطنين يحملون الجنسية الفلسطينية صحيح، ولكنهم يعتبرون من الإسلاميين المتشددين في حركة الإخوان المسلمين، التي لا تؤمن بالدولة بقدر ما تؤمن بأن العالم الإسلامي كله دولة واحدة".
وأوضح المصدر" أن السلفيين المتشددين يعتبرون أن كافة البلاد الإسلامية واحدة، لا يفرقون بين أي دولة وأخرى، ويعتبرون أنها جميعا بلاد تحت الخلافة الإسلامية ودولة إسلامية واحدة".
وتابع" أعداد الفلسطينيين الذين تم إلقاء القبض عليهم وبحوزتهم سلاح قليلة جدا لا تكاد تذكر، ولا يحسبهم المصريون على الشعب الفلسطيني المناضل الذي قدم الشهداء والتضحيات من أجل تحرير بلادهم المنهوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار المصدر" إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة عالمية، تؤمن بتوحيد الدول الإسلامية كافة تحت لواء الدولة الإسلامية بغض النظر عن الجنسيات العربية، منوها إلى أن العاملين في المكتب الإرشاد العام لا يحملون جنسية واحدة بل تتعدد جنسياتهم".
وكانت وسائل إعلام مصرية صرحت في أكثر من مرة بأنه تم إلقاء القبض على فلسطينيين بحوزتهم سلاح وكانوا يطلقون النار على المتظاهرين في ميدان التحرير، ومناطق أخرى بمصر محملةَ إياهم المسؤولية عن إثارة الفوضى في صفوف المصريين.
وفي ذات السياق يتابع الفلسطينيون الأحداث في مصر بقلق شديد، خاصة بعد بيان القوات المسلحة ليلة أمس الذي أعلن عزل الرئيس المصري محمد مرسي ووضع خارطة طريقة لمستقبل مصر تضمنت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
في ظل ذلك يترقب الفلسطينيون التأثيرات المنتظرة لما جرى في مصر على الوضع في قطاع غزة.
ويرفض المواطنون الفلسطينيون زجهم في الشأن الداخلي المصري، ويعتبرون أنه حتى لو تم القبض على عناصر من حركة حماس كما تزعم وسائل الإعلام المصرية فإن حماس هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين ولا يجب التعامل مع ذلك على أنه تدخل فلسطيني.
الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري نفى ما يتم تناوله في وسائل الإعلام المصرية حول تورط حركته في الأحداث، مشيرا إلى أن الأنباء التي تتناولها الوسائل عن ضبط مجموعة حمساوية في مقر الإخوان المركزي عارٍ عن الصحة.
وقال في تصريحات صحافية :"الفلسطينيون الذين تم اعتقالهم أخيراً في مصر غير مرتبطين بحماس لا من قريب أو بعيد"، موضحاً أن أحدهم مقيم في مصر منذ 30 عاماً، ولا يمكن تصديق مسلسل تورطه أو تورط غيره من الفلسطينيين في إراقة الدم المصري وأعمال التخريب الدائرة".
وأكد أبو زهري" أن الجهات المعادية للمقاومة الفلسطينية تحاول استغلال المشهد المصري الحالي لتشويه صورة المقاومة، وترك انطباع عند الجمهور المصري أن حماس هي العدو".
المحلل السياسي هاني حبيب قال" إن جهل الإعلام المصري بالوضع الفلسطيني هو ما يجعلهم يكيلون بالاتهامات للفلسطينيين، وأن فرضية التورط في الشأن الداخلي المصري لا تطال حماس فقط بل الكل الفلسطيني، بكافة انتماءاتهم الفصائلية وتلاوينهم السياسية".
من جانبهم يحث المواطنون أنفسهم على الدعاء بصلاح حال مصر، وأن تكون النتائج الأخيرة لصالح الشعب المصري، ويدعون قادتهم بعدم الإدلاء بتصريحات توحي بالتدخل بالشأن المصري الداخلي.
وتقول الصحافية ماجدة البلبيسي:" نحن نريد لمصر الحبيبة بالطبع الاستقرار والأمن ومع مطالب الشعوب الديمقراطية بدون اراقة أية قطرة من الدماء"، داعيةً إلى ضرورة توخي الحيطة والدقة في التعليق على الشأن المصري".
وقالت:" علينا عدم زج أنفسنا بمواقف مع هذا الجانب أو ذاك لأننا لسنا طرفاً في الصراع الداخلي، وأن هذا شأن مصري بحت وإن كنا نتأثر على المستوى الإنساني بما حصل، وكل ما يهمنا أن تنتهي هذه الأزمة لما فيه الخير لمصر وشعبها وتجنيبها ويلات الفتن والحرب الأهلية لا سمح الله".
ويعيش الغزيون أوضاع إنسانية صعبة منذ بدء أحداث مصر خاصة في ظل ازدياد أزمة الوقود وشحته، وإغلاق الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي لمدينة رفح، والتي تصل إلى مصر لإدخال البضائع.
وكثّف الجيش المصري من وجود دباباته على حدود قطاع غزة، في خطوة أكدت إسرائيل أنها جاءت بالتنسيق معها. وقال مصدر أمني في الحكومة المقالة إن "الجيش المصري كثّف انتشار دباباته على الحدود مع غزة في الأيام القليلة الماضية".