"مهرجان كعك القـدس" الثـاني يعيد للمدينة تمّيزها

القدس : "اختلفت الوجوه و الأصوات..اختلف كل شيء من حوله ؛ إلا أنه لا يزال يحتفظ بتلك النكهة الخاصة التي تعبق بعراقة مكان، كــأنه أحد الرموز التي تشبثت بها المدينة من أجل الصمود. هو تراث الأجداد الذي يحـدثــكَ بلذةٍ و شهية عن ذكريات كانت و لا تزال معطّرةٌ برائحة الزعتر والزيتون .. هو كعك مقدسيّ بامتياز ."

احتفلت مدينة القدس أمس و للعام الثاني بمهرجان "كعك القدس" في مدرسة دار الطفل العربي بالشيخ جرّاح، وذلك بمشاركة محافظها عدنان الحسيني، ومديرة مدرسة دار الطفل ماهرة الدجاني، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية على مدار 8 ساعات حضرها جمهور واسع من القدس وضواحيها وذلك بمبادرة مجموعة شبابية تسّمى "عايشة القدس

وافتتح المهرجان الذي نظمته مجموعة "عايشة القدس"، بمعارض يدوية و حرفية فلسطينية كما و شمل على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية الضخمة التي تخللت الرسم على وجوه الأطفال وتوزيع البالونات والهدايا . هذا وقدمت كشّافة نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي عرضاً كشّافياً كافتتاحية لباقي الفعاليات التي استمرت حتى الساعة الثامنة مساءاً، و اختتمت فرقة " زمن" العكّية المهرجان بفقرة أغاني ملتزمة وشعبية فلوكلورية بحضورٍ كبير .

ويعقد المهرجان بعد نجاح حققه العام الماضي، ليتضمن فعاليات لكافة الفئات العمرية، شملت مسرحيات ونشاطات ترفيهية وثقافية للأطفال، ومعارض حرف ومنتجات يدوية من صناعة سيدات مقدسيات، بالإضافة إلى مأكولات مقدسية مثل الكعك المقدسي والحلويات المقدسية.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "عايشة القدس" هي عبارة عن تجمع خليط من شباب القدس اجتمعت لإبراز الصورة الحضارية، هدفها تشجيع الحياة الاجتماعية ؛ من خلال إعادة الحياة الثقافية والفنية لمدينة القدس وابراز الطابع العربي للمدينة التي تعاني من الحصار الاسرائيلي ومحاولة عزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية. هي مجموعة لا تنتمي لأي حزب سياسي أو مؤسسة معينة، وإنما فقط للقدس كرمز للسلام والتعايش الحضاري ما بين جميع المقدسيين سواء مسيحيين أو مسلمين.

وأكد متحدثون باسم مجموعة "عايشة يا قدس" أن كامل ريع المهرجان سيعود لرعاية التعليم الجامعي لبعض الأيتام في المدينة و في حديث خاص مع إحدى عضوات مجموعة "عايشة القدس " ، منى الدجاني ، و لدى سؤالها عن سبب اختيار كعك القدس بالذات كرمز لهذا المهرجان أكدت أن هذا لما يعكسه الكعك من خصوصية لمدينة القدس ، فهو يعبّر عن تاريخ و ماض عريق و مميز للمدينة ، و يحافظ على هويتها من التشويه أو الضياع .

وأوضحت الدجاني أن هذا النشاط يأتي لتسليط الضوء على ما تعانيه مدينة القدس العربية من تهميش وعزل وحصار خانق عليها من قبل الاحتلال ، فهذا المهرجان ما كان إلا لتذكير الأجيال الجديدة بما لكعك القدس، والذي اشتهرت المدينة بصناعته، من ذكريات لدى أبناء الشعب الفلسطيني والذي اعتاد شرائه لدى كل زيارة يقوم بها الى المدينة المقدسة، إضافة الى تزويد السكان بالأمل في زيادة الترابط بين أبناء المدينة ، و كنوع من إعادة الوحدة إلى صفوف الشعب الفلسطيني .

و أشارت الدجاني أن هذه خطوة مهمة لإنعاش اقتصاد المدينة من خلال تعريف سكانها بالمنتجات الفلسطينية . و في حديث الدجاني عن طموح المجموعة المستقبلي شددت على مسؤولية المجموعة تلبية احتياجات سكان القدس لمثل هذه الفعاليات الترفيهية الفنية .

زمن بـــــرس

____________

ف م