"تصفية القضية باسم المشروعية الاسلامية"

رام الله: حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود هباش، من تبدل موقف "حماس" من قضية الأنفاق، ووصفها بـ"انتهازية سياسة مقيتة".

وأشار الهباش إلى أن المواقف تتبدل تبعا للمتغيرات السياسية، وأن حسابات المواقع والمصالح هي التي تتحكم بمواقف حماس، معتبرا موقف "حماس" المتبدل بشأن قضية الأنفاق، بعد وصول مرشح الإخوان المسلمين إلى كرسي الرئاسة بمصر، "انتهازية سياسة مقيتة"، فالعدل والإنصاف يقتضيان أن يكون الموقف من القضية الواحدة ثابتا، لا أن يتبدل تبعا للشخص أو النظام،مشيرا ان حماس لطالما خونت الرئيس المصري السابق حسني مبارك بشأنها.

وردا على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس "موسى أبو مرزوق" التي أكد فيها أن إغلاق الحكومة المصرية الأنفاق جاء بشكل لم يتم في عهد مبارك، قال الهباش: "إن الرئيس مرسي يعمل ليل نهار من ضمن رؤيته من أجل خدمة بلده وأمنها القومي".

وشدد الهباش على ثبات موقف الحكومة الفلسطينية من قضية الأنفاق، واعتبارها ظاهرة مشينة لا تليق بالشعب الفلسطيني، حيث إن المستفيد منها هم فقط "تجار الحروب"، مشيرا إلى أن مصر دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تتصرف فيما يخص تحقيق أمنها الوطني ومصالح مواطنيها، بالطريقة التي تراها مناسبة، دونما أي وصاية أو تكفير.

وانتقد وزير الأوقاف الفلسطيني،وصف الحمساويين حكومتهم بالإسلامية التي تطبق شرع الله تعالى، واعتبره مثيرا للسخرية، موضحا أن "قطاع غزة إقليم واقع تحت سلطة متمردة على الشرعية، فضلا عن أنها لا تطبق من شرع الله شيئا"، وقال إن "حماس ارتكبت جريمة شرعية في حق الإسلام عند تنفيذها الانقلاب في قطاع غزة".

واعتبر الهباش التعاطف الحزبي من قبل حماس مع الحكومة المصرية "أمرا واضحا لا يخفى على أي شخص"، مع تأكيده أن مصر كدولة تختلف عن مصر كحركة للإخوان المسلمون، حيث إنها تتصرف بمسؤولية، بعد أن أصبح محمد مرسي رئيسا لكل المصريين، ويعمل من منطلقات وطنية.

وحذر الهباش من احتمالات تصفية القضية الفلسطينية من خلال المشروعية الإسلامية، التي اعتبرها أكبر جريمة يمكن أن تحصل بحق الشعوب العربية والإسلامية، واعتبرها رديفا للخيانة العظمى، في حال ساعد ما يسمى بالربيع العربي، الذي ساهم في صعود الإخوان المسلمين، إلى ترسيخ موقع حركة حماس بقطاع غزة، التي عدها الخطوة الرئيسية لتصفية القضية الفلسطينية.

الشرق الاوسط

______

س ن