ليبرمان محطم السقوف

ليس بالضرورة أن يكون وزير الدفاع من الجيش ولكن يجب أن تكون له تجربة أمنية
 

ليزا روزوفسكي

في حوار مع صحيفة «يوستي» والذي تم اقتباسه بشكل استثنائي في «ynet»، قال أفيغدور ليبرمان ـ على ضوء تعيينه المتوقع لمهمة وزير الدفاع ـ بأنه «حطم السقف الزجاجي للجمهور الروسي». هذا القول غير دقيق.

صحيح أنه انجاز لليبرمان الذي واجه حتى الان الرفض بان يكون رقم اثنين في السلطة، لكن السقف حطمه منذ عقدين حين عُين مديرا عاما لليكود ومديرا عاما لمكتب رئيس الحكومة.
بالنسبة لجمهور المهاجرين، الذين قرر ليبرمان تمثيلهم مرة اخرى (بعد أن قال في الماضي وبشكل واضح ان إسرائيل بيتنا ليس حزبا لفئة معينة). المشكلة بالنسبة له ليست السقف بل الارض، نقطة الانطلاق الاقتصادية والاجتماعية، خلال سنواته كوزير، لم يفعل ليبرمان شيء لتحسين هذه القضايا. حسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء فقد كانت نسبة العمال الغير مهنيين وعمال الخدمات والبيع والصناعة والزراعة في العام الماضي، عالية جدا في اوساط القادمين من اوروبا الشرقية قياسا مع مواليد البلاد ـ 57 في المئة مقابل 41 في المئة، بالمقابل فان نسبة المدراء من بين القادمين الجدد تصل إلى النصف بالمقارنة مع القدماء ـ 5.8 في المئة مقابل 13.6 في المئة.
حسب معطيات سابقة ان القادمين من دول اوروبا الشرقية يشكلون نصف عمال المقاولين في إسرائيل. فارق الدخل بين الإسرائيليين القدماء وبين القادمين الجدد لم يتغير منذ عام 2000 (قبل دخول ليبرمان لاول مرة إلى الحكومة كوزير للبنى التحتية بعام) وحتى عام 2014 وهم حوالي 67 في المئة. لا زال القادمون يعيشون في غيتوات ومركزون في الضواحي الاقتصادية والاجتماعية.
هل سمعنا صوت تحطم السقف الزجاجي حين وصل ليبرمان إلى وزارة الخارجية ـ معقل النخبة الاشكنازية؟ ليس فعليا. لن نسمع عن موجة تعيينات للقادمين في سنوات التسعين للوظائف الرفيعة في الوزارة مع دخوله اليها. السفير الاول من بين مهاجر سنوات التسعين عين في ظل غياب ليبرمان في نهاية العام الماضي.
المشكلة هي أن الغيتوات والوضع الامني الصعب وشعور الاجحاف هي التي تغذي حزب ليبرمان. وهم ايضا الذين يمنحونه الامل بتحسين الوضع في الانتخابات القادمة التي تتعاظم على ضوء التفاخر بالوسط، هذا التفاخر الذي يثيره تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع.
ولكن كما حصل في وزارة الخارجية فان من الصعب الاعتقاد بان ليبرمان سيزيد من نسبة متحدثي الروسية في الوظائف الرفيعة في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي. العمليات التي أدت إلى تعيين قائدي كتيبتين من اصل دول اوروبا الشرقية في السنوات الاخيرة استمرت أكثر من عقدين، ومثلما هو الحال في الوظائف العامة ووسائل الإعلام ـ فان نجاح القادمين مرتبط بنقطة الانطلاق الاجتماعية ـ الاقتصادية لهم وباسئلة من نوع أين يسكنون ويتعلمون، مع من هم يخدمون وهل لدى آبائهم شقق وامكانية لتمويل دراستهم الاكاديمية.
اضافة لذلك أعلن ليبرمان انه يتنازل عن حل المشكلة التي تهم القادمين ـ والمرتبطة بعلاقة الدين والدولة («واضح لنا ان الاحزاب الحريدية هي جزء من الائتلاف»). عمليا ان الوعد الواضح الوحيد الذي قدمه لجمهور ناخبيه المتصلب مرتبط بمسألة التقاعد. حين تهدأ الضجة التي سببها تحطم السقف الزجاجي ـ سيكون هذا هو المعيار الذي يحاكم ليبرمان بناء عليه.

حرره: 
م.م