معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت يعقد مؤتمره السنوي السابع

 زمن برس، فلسطين: عقد معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع دراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر، اليوم الثلاثاء 29 آذار 2016، مؤتمره السنوي السابع، الذي جاء بعنوان: "النضال من أجل الحرية: الأسر، القمع، والتضامن: حركات المقاومة في فلسطين والولايات المتحدة.

وافتتح المؤتمر رئيس الجامعة عبد اللطيف أبو حجلة، متحدثاً عن أهميته هذا العام، إذ يتناول تجارب النضال التحرري لشعبنا الفلسطيني ولشعوب العالم بمختلف أشكالها، ويناقش الأبعاد المشتركة لحركات التحرر الوطني في فلسطين وفي أماكن أخرى من العالم.

واستعرض أبو حجلة الدور الوطني لجامعة بيرزيت قائلاً: "كانت الجامعة جزءًا من النضال ضد الاحتلال، بطلبتها الأسرى والشهداء، أو من يحملون المشروع التحرري معهم، كما يحملون كتبهم الدراسية،  وكانت الجامعة بإدارتها وموظفيها مقاومة تاريخيا لأي عملية قد تحولها إلى كيان منفصل عن هموم شعبها الذي يرزح تحت الاستعمار، بل كانت نموذجا للمؤسسة المعرفية القادرة، من خلال علاقتها المتجذرة بمجتمعها، على مقاومة السياسات الاستعمارية التي تسعى إلى اقتلاع مكونات الشخصية الوطنية الفلسطينية وهويتها".

من جهتها، قالت مديرة معهد دراسات المرأة أيلين كتاب إن المؤتمر يسعى لنقاش الأبعاد المشتركة للنضال التحرري لكل من الفلسطينيين والشعوب الأصلانية وحركات التحرر الوطني الأخرى في العالم الثالث في مواجهة الأنظمة الاستعمارية الاستيطانية، ولا يهدف فقط لدراسة تجارب وآليات القهر المشتركة، بل يتناول أيضاً استراتيجيات المقاومة بما في ذلك البنى التنظيمية وتشكيل مجتمعات المقاومة، مؤكدة في ذات السياق أن المؤتمر يقوم على نهج مقارن لحركات التحرر لكل من الشعوب الأصلية، والسود، وشعب بورتوريكو في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك حركة مقاومة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.

فيما قدمت أستاذة الدراسات الإثنية في جامعة سان فرانسيسكو رباب عبد الهادي كلمة دراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر، التي أكدت فيها أن حركة المقاومة الفلسطينية وحركات نضال السكان الأصليين، والسود والملونين في الولايات المتحدة، تطرح تحديات جذرية لأي مضمون معياري لمفهوم "الحرية"، فقد ناضلت تلك الحركات من أجل الحرية والكرامة.

وأضافت: "إن اعتبار حركات التحرر من العالم الثالث، بما فيها تلك الخاصة بالسود والشعوب الأصلية في الولايات المتحدة، خارجة عن القانون، ووصفها بالإرهاب، ترك لها حرية لم تعد متاحة للحركات والثورات التي أصبحت دول مستقلة، وهي حرية المجازفة خارج إطار أية حدود مرسومة، بحيث يكون الأسر والموت جزءاً لا بتجزأ من نضال هذه الحركات من أجل الحرية".

انعقد المؤتمر على ثلاث جلسات، ناقشت الأولى بنى القوة وعلاقات الإخضاع، حيث حلل المتحدثون التقاطعات بين الاستعمار، والعنصرية، ونظم علاقات النوع الاجتماعي والجنسوية التي واجهتها حركات المقاومة.

وتحدث في هذه الجلسة: أستاذة علم الإنسان في جامعة بيرزيت ريما حمامي، والأكاديمي مانويل لافونتين، وأستاذة التاريخ في جامعة بيرزيت رنا بركات، وأستاذة التاريخ في كلية باروك الأمريكية جوانا فرنانديز، فيما ترأست الجلسة أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة بيرزيت رانية جواد.

أما الجلسة الثانية، فتناولت سبل وأشكال المقاومة التي تم تطويرها لمواجهة قهر الحياة في ظل الأنظمة الاستعمارية العنصرية، بالاعتماد على نموذج "قانون" وغيره من النماذج المناهضة للاستعمار، وفحصت الجلسة النضال المسلح والعنف الثوري واستراتيجيات تفكيك وتعطيل الحياة المستعمرة، فضلاً عن الاستراتيجيات التي تبتدع عالماً بديلاً من خلال التضامن المجتمعي والتعاون الذي يعزز النضال من أجل الحرية.

وتحدث في هذه الجلسة التي ترأسها أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية د. رامي سلامة: الأستاذة في معهد دراسات المرأة بجامعة بيرزيت د. أميرة سلمي، والمحاضرة في جامعة كولومبيا لشورا وايت هورن، والأستاذة في معهد الصحة العامة والمجتمعية بجامعة بيرزيت ريتا جقمان، والمحاضر في تاريخ السود والحركات السياسية هانك جونز، والأستاذة في دائرة الاقتصاد بجامعة بيرزيت سامية البطمة.

أما الجلسة الثالثة والأخيرة، فبحثت عنف الدولة ومكافحة التمرد، وناقشت الاستراتيجية الرئيسية التي استخدمت ضد حركات النضال التحرري في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية من قبل الأنظمة الاستعمارية الإسرائيلية والأمريكية، وتمثلت في الأسر الجماعي وخلق مجتمعات مضبوطة عرقياً.

وركزت هذه الجلسة التي ترأسها أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة بيرزيت علاء العزة، على أوجه التشابه والخبرات المشتركة ونقاط الاستمرارية والانقطاع في الأسر كآلية لمكافحة التمرد.

وتحدث في الجلسة مدير برنامج أرشيف الحرية كلود ماركس، وأستاذة الإنثروبولوجيا بجامعة بيرزيت لينا ميعاري، والحائزة على منحة سوروس للعدل راشيل هزريج، والمناضل الفلسطيني نضال أبو عكر، والصحفية فيحاء شلش والتي قادت الحملة الشعبية لدعم زوجها المضرب عن الطعام محمد القيق.

حرره: 
د.ز