227 مواطناً حاولوا الانتحار في الضفة منذ بداية العام

ديالا الريماوي

(خاص) زمن برس، فلسطين: منذ بداية العام 2015 وحتى شهر سبتمبر الحالي، سجّلت الشرطة 13 حالة انتحار في الضفة الغربية بواقع انتحار 9 ذكور و4 إناث، في حين تم تسجيل 227 حالة محاولة انتحار بواقع 158 حالة محاولة انتحار بين صفوف الإناث، و69 حالة محاولة انتحار في صفوف الذكور.

المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات أوضح" أنه مقارنة بالعام الماضي، فإن حالات الانتحار كانت مرتفعة في 2014  إذ سجلت الشرطة 23 حالة انتحار، بواقع 15 حالة انتحار بين الذكور، و8 بين الإناث، في حين تم تسجيل 230 حالة محاولة انتحار، من بينهم 114 أنثى".

وبيّن ارزيقات لـ زمن برس أن معظم حالات الانتحار إما كانت تستخدم وسيلة الشنق (الحبل)، أو الحبوب، والمواد السامة، مشيرا إلى أن معظم الذكور كان يلجأون إلى استخدام الشنق، في حين كن الإناث يلجأن إلى استخدام الحبوب.

بدوره، قال مدير معهد الطب الشرعي في جامعة أبو ديس صابر العالول إن 99% من حالات الانتحار كانت تستخدم الحبل، في حين كانت أعداد قليلة  تتناول الدواء كوسيلة انتحار.

أما عن الأسباب التي تدفع للانتحار، يقول زريقات إن الأسباب كانت تعود إما لمشاكل عائلية، أو عاطفية، أو حالات نفسية، وكانت أعمار الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار أو من حاول الانتحار تتراوح ما بين 20-40 عاما.

الطب الشرعي وجهة النيابة العامة

الشرطة وفور تلقيها بلاغا حول إقدام شخص على الانتحار، تتوجه على الفور للمكان وتقوم بالتحفظ على الجثة وتحويلها إلى معهد الطب الشرعي لتشريحها، من أجل الحصول على تقرير يؤكد إذا ما كان الشخص أقدم على الانتحار أوتعرض لجريمة قتل.

في هذا السياق، يوضح العالول لـ زمن برس أن"  تقريراً يصدر من النيابة العامة بتوصية من رئيس الطبيب الشرعي بوجود شبهة جنائية، وبناء على ذلك لا بد من إجراء تشريح للجثة، لمعرفة السبب الرئيسي للوفاة إذا ما كانت حالة انتحار أم جريمة قتل".

وبعد صدور تقرير من الطب الشرعي يؤكد على أن الشخص أقدم على الانتحار، تباشر الشرطة والنيابة العامة بالتحقيق ومعرفة الأسباب التي دفعت الشخص للانتحار.

أما فيما يتعلق بالبلاغات التي تتلقاها الشرطة عن محاولة أحد الأشخاص عل الانتحار، يتوجه قسم حماية الأسرة والأحداث بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية وشبكات حماية الطفولة، إلى عائلة الشخص وأخذ إفادته، ومن ثم يتم تقديم الدعم النفسي والإرشادي للشخص، وتقديم العلاج المناسب له.

ما الذي يدفع شخصاً ما للانتحار؟

وعن المراحل التي يمر بها الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار، قال الأخصائي النفسي محمد براغيث إن الشخص الذي يعاني من ضائقة اقتصادية، أو يفشل في تحقيق إحدى طموحه، أو تتكرر الانتكاسات سواء العاطفية أو الاقتصادية أو حتى السياسية عنده، تظهر عليه أعراض الاكتئاب والذي يتطور حتى يصل إلى أعلى مراحله "الانتحار".

وأوضح لـ زمن برس أن العقل الباطني يسيطر عليه الأفكار السوداوية بالكامل، وبالتالي أسباب الانتحار تنحصر في حالة متردية تدفع الشخص إلى الانتحار باعتبار أنه الحل النهائي، وهو ما يعني أن الشخص لا يتخذ قراره قبل لحظات من الانتحار، بل يتخذ قراره مسبقا، وفقاً لما قاله براغيت. 

وأشار براغيت إلى"  أن الشخص المكتئب تظهر عليه علامات الانطواء، وعدم الاختلاط، يحزن أكثر مما يفرح، ويصبح يتحدث عن الحياة بطريقة توحي إلى أنه يريد إنهاء حياته، وهنا يأتي دور العائلة التي عليها أن تتابع أبنائها، وبمجرد أن تظهر عليهم تلك العلامات لا بد من أن استشارة أخصائي نفسي حتى لو كان بغير علم ابنهم.

الاحصائيات أظهرت" أن الإناث كن يحاولن الانتحار، في حين أن الرجل كان هو من يقدم على الانتحار، يفسر براغيث ذلك بأن الرجل هو أقدر وأشجع في الاقدام على الانتحار، في حين أن الإناث كن يحاولن جذب الانتباه، وذلك من أجل الحصول على أشياء ترغب بها، كذلك يعود الأمر إلى اختلاف سيكولوجية المرأة عن الرجل" كما أوضح براغيت.

واختتم براغيث قوله بأن الانتحار ظاهرة خطيرة تهدد البنية المجتمعية الفلسطينية، لذلك لا بد الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي دفعت الأشخاص إلى الانتحار.