"ابن بطوطة" يجمع 180 فناناً عربياً في عرض مسرحي غنائي ضخم بميلانو

ابن بطوطة

زمن برس، فلسطين:  استقبل الجمهور الايطالي والعالمي عرض "ابن بطوطة" العربي، على مسرح "إكسبو ميلانو"، بحرارة وترحاب.

وكتبت الصحف الايطالية منبهرة عن العرض  الذي يجمع حوالى 180 فناناً من مختلف بلدان العالم، وهو العرض الذي جاء بعد قرار من وزارة التجارة العُمانية والمفوض العام لجناح سلطنة عُمان في "إكسبو ميلانو" وشركة "أرابيسك" للإنتاج الفني، المنافسة في مجال المسرح الغنائي الأوبرالي في عقر دار "تياترو لا سكالا" والبلد الذي صدّر الأوبرا إلى العالم.
وترجم ذلك من خلال عرض "ابن بطوطة" المسرحي الغنائي الذي عُرض سابقاً في المنامة عندما كانت عاصمة للسياحة العربية، ومن ثم في دار الأوبرا السلطانية في عُمان.
ويسافر العرض الأوبرالي الضخم والمتقن الذي يؤدي فيه دور البطولة الممثل المصري القدير عبد الرحمن أبو زهرة، بالمشاهد الى الدول العربية التي زارها الرحالة ابن بطوطة، عارضاً ما يميّز كل بلد منها ثقافياً واجتماعياً.
ويبدأ العرض الذي تدعمه هنا وزارة السياحة العُمانية وشركة عُمان لإدارة المطارات والطيران العماني و"بنك عمان العربي" وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة "الدقم"، من مطار مسقط حيث تلتقي فتاة (أدت دورها في شكل مميز وحماسي لافت المصرية رويدا أحمد) بابن بطوطة الذي أتى الى عالمنا اليوم من بوابة التاريخ. ويبحر الإثنان في عالم الأسفار والرحلات الشيّقة، مع 180 فناناً بين ممثل ومغنٍ وراقص، إضافة إلى الموسيقيين والتقنيين، وهم من مصر وعُمان ولبنان وسورية، وألمانيا وهنغاريا وإيطاليا وفرنسا والنمسا.
ويتوقف ابن بطوطة في العرض عند كل بلد زاره ليقصّ لنا حكاياته معه في شكل درامي وإخراجي ممتع دمج فيه وليد عوني بين الكلاسيكي والحديث، فتتداخل الأقسام الستة وتنفصل بسلاسة، عابرة الأزمان والأمكنة والقارات، مبدّلة رقصاتها ومقطوعاتها الموسيقية وديكوراتها وخلفيتها المشهدية المتمثّلة بالـ "فيديو آرت" والغرافيكس (النمسوي كارولي فيرينزي)، مقدمة عرضاً فنياً متكاملاً وخير مسوّق لحضارة هذه البلاد وثقافتها في شكل فني راق ومهني.
العرض الضخم الذي قُدّم، مؤخراً، على مسرح "إكسبو ميلانو" المغلق، لليلة واحدة فقط، جذب مئات الزوار الآتين من مختلف بقاع الأرض والذين وقفوا في نهاية العرض لأكثر من خمس دقائق يُصفّقون ويصرخون "أحسنتم".
وأوكل المنتج أحمد أبو زهرة، الإخراج في العرض للمخرج ومصمم الرقص الحديث اللبناني وليد عوني، وقيادة الأوركسترا والتأليف الموسيقي للمايسترو المصري هشام جبر، وكتابة السيناريو والدراما للكاتب المصري سعد القليعي والشعر والقصائد للمصري نادر صلاح الدين، وتولى كتابة القسم العُماني من رحلات ابن بطوطة صلاح الفهدي، والإضاءة لسابر هيمينغ، والأزياء لدينا نديم.
وهذه الأسماء المعروفة في الوسط الفني بإبداعها وتميّزها، شكّلت تركيبة مهنية وفنية راقية نظراً لانسجامها في التفكير وإدارة الأمور.
وهذه الهارموني التي تلمسها بين الممثلين والمغنين والتقنيين والمخرج والموسيقيين والراقصين، أعطت العرض زخماً قوياًن فكل منهم كان متحمساً لأداء واجبه على أكمل وجه، وبحب وشغف فريدين، لأن هذا العمل يؤدي رسالة للإضاءة على الوجه المشرق للعالم العربي.
وأشار أحمد أبو زهرة إلى أن فكرة العرض اقترحتها وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت آل خليفة ومعاونوها، عندما كانت البحرين عاصمة للسياحة العربية، ثم تطوّر العرض من حيث الشكل والرؤية والإخراج، ليُقدّم في دار الأوبرا السلطانية في عُمان ثم ليمثّل السلطنة في "إكسبو ميلانو"، بعد النجاح الذي حظي به".
ويضيف أن "الغرض من العرض هو التسويق للسياحة والثقافة العربيتين خصوصاً في عُمان، في شكل إيجابي وموضوعي.. أردنا الإضاءة على الوجه المشرق لبلادنا التي تعيش الآن أزمات عدة أولاها التطرّف.. نحن نسلّط الضوء على النماذج الإيجابية في حياتنا وخصوصاً ثقافة السلام والتعايش".
ولهذا الغرض اعتمد العرض على المباشرة والمسرح الاحتفالي الغنائي الكلاسيكي. ولكن رؤية وليد عوني المعاصرة والفردية خصوصاً لجهة تصميمات اللوحات الراقصة، جعلت من "ابن بطوطة" عرضاً تتداخل فيه مدارس عدة من المسرح، ليجمع بين التاريخي والحديث.
ويقول عوني الذي يخوض تجربة المسرح الغنائي للمرة الأولى: دمجنا بين الواقع اي النص وكلمات الأغاني، وبين الخيال او السحر المتجسد في الموسيقى والرقص، فبين السحر والواقع والتكنولوجيا (غرافيكس وفيديو آرت)، نذهب الى الفانتازيا المطلوبة.
وعرض ابن بطوطة الموسيقي الراقص، هو شامل كتجربة اخوضها تملك كل عناصر الإبهار والواقعية والسحر والجمال والخيال".
ويشرح أنه في هذا العرض عاد الى "المدرسة الرحبانية، مع قراءة ابن بطوطة قراءة سردية، ولكنني أدخلت عناصر الفانتازيا والبعد عن الواقعية، بحكم اننا في العصر التكنولوجي والقرن الحادي والعشرين وملزمون بدمج الفانتازيا بالتكنولوجيا مثل شاشات led التي تظهر في خلفية المسرح، وهذه الشاشات هي نوع من الإبهار المطلوب جماهيرياً.. وهنا نستخدم التكنولوجيا في شكل بسيط لتساهم في خيال المشاهد وتساعده على السفر مع ابن بطوطة عبر الأزمان".
 

حرره: 
م.م