الحاجة عائشة المصري..7 عقود وجرح النكبة لم يندمل

الحاجة عائشة المصري

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين:  تسترجع  السبعينية  عائشة المصري من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، ذكرياتها المؤلمة ولحظة التهجير من بلدها الأصل، رغم أن نكبات لاحقة كان أبرزها العدوان الأخير على قطاع غزة لاحقتها وكانت بنظرها أفظع وأبشع.

أشارت المسنة عائشة إلى شجرة ليمون  تتربع غصونها أمام منازل دمرت بأكملها في بلدة بيت حانون، ثم قالت:" ما قدرت أميز داري من دار جيراني إلا عن طريق هذه الشجرة"، موضحةً أنها أيضاً في عمر الخامسة حين هربت والدتها بهم من قصف  الدبابات على منازلهم في مدينة  "يافا" استدلت على ركام  المنزل بشجرة زيتونٍ كانت منتصبةً بجواره.

وتقول الحاجة عائشة التي تذكر لحظات النكبة كاملة وكأنها وقعت بالأمس"هي هي اللي عشناها بالحرب الأخيرة، بس الفرق بين نكبة 48 ونكبة ٢٠١٤ إني بالأولى كنت بنت صغيرة والأخيرة صرت أم لسبع رجال، وجدة لعشرين حفيد".

وتابعت:" في النكبة الأخيرة عايشت ما عايشته أمي وشعرت بالخوف على أولادي وأحفادي مثلما خافت علينا وكانت مستعدة تموت في سبيل حياتنا".

ثم مضت الحاجة عائشة تروي أجواء اللحظات الأولى لبدء العدوان الأخير على قطاع غزة:" كنا في رمضان، وتسحرنا وصلينا، وعند الساعة الخامسة فجراً بدات القذائف بالسقوط علينا من كل الجهات، وتناثرت ألواح الزجاج في كل مكان".

وتكمل:" ناديت على أبنائي وطلبت من الجميع أن يهربوا من المكان في لحظات ملأها الخوف والرعب".

وهنا تذكرت الحاجة عائشة ذات المشهد الذي عايشته مع والدتها وأخوتها الصغار حين حاولت والدتها أن تؤمن لهم مكاناً آمناً يحتمون به، حيث صرخت على والدتها حينها قائلةً:" بدك تموتي يما خلينا نطلع أمانة راح يقتلونا اليهود يلا نشرد ".

وبالوقت الذي كانت تستجدي أمها للهرب تشرح ما جرى معهم :" جرني عمي من يدي وأخذني بالملابس التي ارتديها فقط، لم ناخذ شيئا معناً، هربنا حفاةً لا نعرف إلى أين نذهب، وكانت الجثث ملقاة في كل مكان والجرحى استغاثونا أن نساعدهم لكن عمي لم يستطع أن ينقذ أحداً".

لم تستطع الحاجة عائشة أن تخفي دموعها وهي تروى لنا هذه الأحداث، خصوصاً وهي تستذكر لحظات الرعب والهرب إلى المجهول، حيث توفيت أمها وإخوتها الأربعة قبل أن يصلوا إلى جباليا شمال قطاع غزة.

وختمت الحاجة عائشة حديثها قائلةً:" النكبة هي النكبة ، يمكن بتتغير أوقاتها، لكن  إسرائيل كل هدفها ننسى بلادنا، واحنا عمرنا ما بننسى".
 

حرره: 
م.م