اليوم مصر تكتم انفاسها

من المفترض ان تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية نتائج الجولة الثانية، وتحدد المرشح الفائز، الذي سيتولة رئاسة مصر للمرحلة القادمة. هذا إن لم تؤجل الاعلان لاسباب تتعلق بالطعون المقدمة من قبل حملتي المرشحين الدكتور محمد مرسي، مرشح تنظيم الاخوان المسلمين، والفريق احمد شفيق، المرشح المستقل. مع ان حملة مرشح الاخوان المسلمين وفي مقدمتهم المرشح الرئاسي مرسي، اعلنوا فجر الاثنين في الرابعة صباحا بشكل قاطع، ان الدكتور مرسي، هو الفائز، وقبل ان تعلن اللجنة المختصة النتائج، ليس هذا فحسب، بل ان امين عام حزب الحرية والعدالة ادلى بكلمة المنتصر، وجهها للشعب المصري، "مطمئنا" القوى السياسية والاجتماعية والثقافية وعموم الشعب، الى انه "رئيسا" لهم جميعا "دون تمييز". وتابع مرسي وتنظيم الاخوان المسلمين هجومهم الارهابي على الشارع والقضاء المصري والمجلس العسكري الاعلى، بان اصدر كتابا يوثق فيه نتائج نتائج جولة الاعادة، التي يؤكدوا فيها فوز مرشحهم. وقاموا بانزال عناصرهم وانصارهم ومن لف لفهم الى ميادين التحرير ل"لاحتفال" بفوز مرشحهم، فضلا عن الشروع بمعركة التحدي للارادة السياسية والقضائية المصرية. في حين ان حملة الفريق احمد شفيق، لم تتسرع باعلان النتائج، واعلنوا في مؤتمر صحفي اول امس، ان التقديرات تشير الى ان مرشحهم المستقل، هو الفائز، ولكنهم سيتركوا للجنة الانتخابات المركزية تحدد الفائز، وسيلتزموا بالنتائج اي كانت. المشهد في مصر سيكون اليوم الخميس مختلف عن الامس واول امس وما قبله، اليوم ستكون مصر كأن الطير فوق رأسها، كاتمة انفاسها رغم ضجيج حركة الاخوان المسلمين والسلفيين وانصارهم من انصار ممارسة الارهاب على القوى السياسية وعموم الشعب المصري.المشهد يشبه اللحظة التي تسبق العاصفة، لاسيما وان الاخوان المسلمين رغم التصريحات "الناعمة" و"المراوغة" و"المخادعة" لديهم مخططهم بغض النظر عن الفائز لفتح ابواب جهنم على مصر الشعب والقوى السياسية والمجلس العسكري لتكميم افواههم، وارغامهم على التسليم بالامر الواقع، وفرض "فوز" مرسي على مصر كلها؟! لذا على القوى الوطنية والديمقراطية والليبرالية المصرية الاستعداد لمواجهة التحديات المطروحة عليهم، والدفاع عن الذات وعن الشعب والخيار الديمقراطي ، وايضا الدفاع عن المصالح القومية عموما وخاصة القضية الفلسطينية. لان مصر إن كانت ونهضت، كان العرب ونهضوا، وان كبت كبا العرب شاؤوا ام أبوا. a.a.alrhman@gmail.com