نتنياهو يتاجر بدماء الفرنسيين ويحرض ضد الفلسطينيين

نتنياهو في فرنسا

عماد الرجبي

(خاص) زمن برس، فلسطين: حملة تحريضية يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ضد السلطة الفلسطينية والفلسطينيين، بالتزامن مع هجمات دامية شهدتها فرنسا، يهدف من خلالها الى وصم النضال الفلسطيني "بالارهاب" وتعزيز مكانته في الانتخابات البرلمانية المقررة في منتصف آذار.

وشهدت فرنسا خلال الايام الماضية هجمات كان اعنفها هجوم متطرفين على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية الذي اودى بحياة 12 شخصا، اضافة الى هجومين منفصلين متزامنين شرقي وشمال شرقي فرنسا ادى احداهما الى مقتل اربعة يهود فرنسيين.

وقال نتنياهو في كلمة القاها خلال مراسم تأبين ضحايا هجوم المتجر الفرنسي التي نظمت في "الكنيس الكبير" في باريس: "عدونا جميعا  هو الإسلام المتطرف: داعش، حماس، بوكو حرام، القاعدة، النصرة، الشباب، حزب الله|.

من جانبهما، حث وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، يهود فرنسا، على الهجرة الى اسرائيل ليتمتعوا بالامن. بينما ادعى، نفتالي بينت، ان فلسطين وقطر تدعمان وتمولان الإرهاب وتشاركان في الوقت ذاته في مسيرة مناوئة للإرهاب.

وتعقيبا على ذلك، قال مختص الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، إن نتنياهو يبذل جهودا على عدة أصعدة منذ وقوع هجمات فرنسا تهدف الى تعزيز شعبيته قبيل الانتخابات القادمة.

وكشفت صحف اسرائيلية أن نتنياهو مارس ضغوطا على فرنسا للمشاركة في مسيرة باريس المنددة بالارهاب.

وأنطلقت أمس مسيرة مليونة شارك خلالها 50 من قادة العالم بينهم الرئيس عباس، ونتنياهو.

وأوضحت، أن فرنسا لم ترد مشاركة رئيس الحكومة الاسرائيلية في المسيرة لانه قد يحول مركز الاهتمام الوحدة الاوروبية ضد الارهاب الى الصراع العربي-الاسرائيلي اضافة الى أنهم رأوا في المشاركة انها جزء من الحملة الانتخابية لحزبه "الليكود".

واوضح في اتصال مع زمن برس، أن نتنياهو حاول استغلال الهجمات للربط بين نضال الفلسطينيين الرامي الى التحرر من الاحتلال بوصفه "ارهاب" كما سعى الى ادانة الهجمات لتخويف يهود فرنسا بغية دفعهم للهجرة الى اسرائيل.  

وتابع، يحاول رئيس الحكومة الاسرائيلية استثمار الاجواء الناجمة عن الهجوم في بناء تحالف استخباري اوروبي يستغله لمحاربة الفصائل الفلسطينية في اوروبا بالزعم انها منظمات ارهابية.

وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس، عن وجود غرفة عمليات مشتركة بين اسرائيل وفرنسا. وأوضحت، ان ضباط من "الموساد والشاباك" توجهوا الى باريس للعمل بجانب الاجهزة الاستخباراتية الفرنسية بدعوى التصدي "للارهاب".

بدوره، قال المحلل السياسي، جهاد حرب، إنه اضافة للاغراض الدعائية للحملة الانتخابية المقبلة فان نتنياهو يسعى الى وقف التحرك الفلسطيني على الصعيد الدولي من خلال وصف الفلسطينيين بانهم "ارهابيون" وان السلطة تتحالف مع حركة حماس.

وأوضح حرب لـ زمن برس، ان نتنياهو يحاول وصم النضال ضد الاحلال "بالارهاب" بالخلط بينهما من أجل الغاء او تقليل العزلة الدولية عن إسرائيل.

وتعاني اسرائيل عزلة بسبب تعنتها في الاستيطان بالضفة الغربية والقدس الشرقية وتعثر عملية السلام في الاونة الاخيرة اضافة الى ممارساتها التي تنتهك فيها القانون الدولي وحقوق الانسان ضد شعبنا.

وفيما يتعلق بدعوة يهود فرنسا للذهاب الى اسرائيل بدعوى أنها آمنة، قال المحلل السياسي "إن الدعوة تهدف الى انتهاز الفرصة لاستغلالها في الانتخابات القادمة على اعتبار ان اسرائيل الاكثر حرصا على مجتمعها واليهود في كافة دول العالم".

واشار الى أن الدعوة تبين ملامح البرنامج الانتخابي المقبل لحزب الليكود الذي سيركز على ان اسرائيل الاكثر أمنا واهمال قضية الوصول الى سلام مع الفلسطينيين.

وعن فاعلية الدور الفلسطيني في الرد على الادعاءات الاسرائيلية، قال حرب، إن مشاركة الرئيس محمود عباس في مسيرة فرنسا المليونية للتنديد بالارهاب، امس، تعد رسالة واضحة على ان الفلسطينيين يقفون ضد الارهاب بكافة أشكاله.

وأضاف، أن البيانات التي أصدرتها الحكومة الفلسطينية المنددة بالارهاب وايضا الوقفة التضامنية مع فرنسا وسط رام الله،امس، هي جزء من الرسائل التي تعبر عن تضامن الفلسطينيين مع الفرنسيين والحريات بكافة اشكالها وعلى راسها حرية الرأي والتعبير.

لكنه رأى ان الفلسطينيين لم يوظفوا جيدا الاعلام الاجنبي لصالحهم للوصول الى الفرنسيين والاوروبيين بغية زيادة التضامن مع شعبنا.

حرره: 
ع.ن