يهود ممتازون

يهود

لم يكن صدفة رفض بن غوريون تسمية الدولة يهودافقد فهم أن هذا الاسم يعني أن اسم سكانها يهود

بقلم: ناحوم برنياع

شارون بن حاييم هو مدير عام «آي.إي.سي» منظمة اليهود الاسرائيليين في أمريكا. الحرف الاول في اسم المنظمة ليس المعنى الانجليزي لكلمة مهاجرين وانما المعنى الانجليزي لكلمة اسرائيل. التقيت في الاسبوع الماضي مع ابن حاييم في واشنطن وعندما سألته ما المبرر لتنظيم منفصل لاسرائيليين سابقين قال لي ببساطة إن الاسرائيليين لا يتم استيعابهم في الجالية اليهودية، ولا يريدون الاندماج فيها، فهم مختلفون.

يتبين أنه يجب الطيران عشرات آلاف الكيلومترات من اجل اكتشاف جسم كهذا: اسرائيليون، في اسرائيل نفسها غابت هذه الكلمة عن الوعي. السياسيون الذين يركضون في هذه الايام وراء اصوات الناخبين يكثرون من استخدام كلمة يهودي في خطاباتهم. أقسم اليمين على الدفاع عن الارث اليهودي والمؤسسات اليهودية والاحترام اليهودي والأمن اليهودي، والوسط – اليسار أقسم على الدفاع عن الاغلبية اليهودية والمصلحة اليهودية. أنا أبحث عن الاسرائيليين في خطاباتهم ولا أجد. عندما نسمعهم نتخيل أن اسرائيل ليست دولة سيادية، بل هي جالية يهودية اخرى في الشتات، يحتاج ابناءها إلى التذكير الدائم بأصلهم وإلا فانهم سيذوبون مع غير اليهود.
ليس صدفة رفض بن غوريون تسمية الدولة يهودا، كما اقترح عليه بعض زملائه، فقد فهم أن اسم الدولة اذا كان يهودا فان سكانها سيسمون يهودا ويذوب الاختلاف بينهم وبين اليهود في الشتات. كان بن غوريون صهيونيا فذا. تخيلوا الاسم الذي سنعيش تحته لو كان القرار بيد السياسيين امثال نتنياهو، ليبرمان أو بينيت.
يتحدثون عن اليهودية بخوف وقلق مقدس ولا يعرفون تفسير ما الذي يقصدونه. لا يوجد يهودية في التوراة، وفي القواميس لها معان كثيرة ومتناقضة. اليهودية هي احيانا تعريفا ديمغرافيا، يهود فرنسا مثلا. واحيانا تعريفا دينيا، كمنافسة للمسيحية. هل يوجد يهودية اصلاحية ويهودية محافظة مثلما يوجد مسيحية كاثوليكية ومسيحية بروتستانتية؟ لا سمح الله. يقول الحريديون إن اليهودية هي نحن. هذا ليس صحيحا. يقول اصحاب القبعات المنسوجة، اليهودية هي نحن. احيانا اليهودية هي تعريفا تاريخيا، عرقيا أو قوميا – كل واحد وتعريفه لليهودية.
في احدى المرات كان نفتالي بينيت رئيس جمعية «سميت» اسرائيل لي، الآن عندما اصبحت اسرائيل له فهي غير موجودة في خطاباته. هو يدعو إلى تبني القيم اليهودية كبديل للصهيونية القديمة، العلمانية، تلك التي اقامت الدولة، ولا يقول ما هي القيم اليهودية. ولكن التلميح واضح: نحن البيت اليهودي، لدينا قيم افضل ويهودية اكثر.
هل يوجد لدى من اشعل المدرسة ثنائية اللغة وهو يحاكم الآن ويضحك مثلما ضحك يغئال عمير ويضعوا القبعات على رؤوسهم، قيم اكثر من قيم ضحاياهم، اولاد المدرسة المحترقة؟ أنا متأكد أنه لا يوجد. هل يوجد لدى المستوطنين الذين يقيمون يوميا بؤرا استيطانية غير قانونية على حساب اراضي الفلاحين الفلسطينيين، قيم اكثر من اولئك الذين جاءوا للتظاهر ضدهم؟ أشك في ذلك.
إن الحديث عن القيم اليهودية يوجه لنوع خاص من الناخبين: انتبهوا لا يوجد لي أم عربية. إنتخبوني: أنا أكره العرب بالضبط مثلكم.
لقد حان الوقت لفعل ترتيب ونظام، يوجد شتات يهودي وتوجد دولة اسرائيل، والعلاقة بينهما عميقة، ويا ليتها تبقى كذلك على مر الزمن. الشعور بالمسؤولية المتبادلة، وتشمل ضمان بيت دافيء لكل يهودي يريد المجيء إلى هنا، كانت الارثوذكسية تعترف به كيهودي أم لا. اسرائيل هي دولة هجرة. ولا تحول الناس إلى يهود: انها تحولهم إلى اسرائيليين.
في اسرائيل يعيش اليهود وغير اليهود – اكثر من خمس السكان. البنية السياسية كان من المفترض أن تركز حول السؤال كيف نسبب للاسرائيليين البالغ عددهم 8 ملايين بأن يشعروا آمنين اكثر، وراضين اكثر، فخورين اكثر في دولتهم. لا نحتاج من أبو مازن إلى اعتراف وانما اعتراف السياسيين الذين يطلبون اصواتنا. ليتركوا التاريخ اليهودي، فهو استخفاف بمن هو اكبر منهم، ليخدمونا، ليخدموا ناخبيهم.
ولكنهم مشغولون بأمورهم، صحيح انهم يرمزون لنا: أننا زعماء فاشلون، فشلنا ضد حماس، فشلنا ضد إيران، فشلنا في السكن، فشلنا في غلاء المعيشة، لكننا .

يديعوت 

 

حرره: 
م.م