أرواح أكاديمية شريرة في الجامعات الأمريكية

أرواح اكاديمية

في الحرم الجامعي الامريكي تتعاظم الميول المناهضة لاسرائيل

بقلم: بن ـ درور يميني

منظمة محاضري دراسات الشرق الاوسط MESA تتخذ قريبا قرارا داعما للمقاطعة، الامتناع عن الاستثمارات والعقوبات ضد اسرائيل. MESA هي على ما يبدو المنظمة الاهم في الاكاديمية الأمريكية: من هناك تأخذ وسائل الاعلام الخبراء الذين يشرحون النزاع الاسرائيلي – العربي، وهناك ينبت الطلاب الذين سيصبحون في المستقبل محللين وباحثين.

منذ قبل سنين كتب د. مارتين كارمر كتابه «أبراج عاج على الرمال»، الذي عني بالروح الشريرة التي تسيطر على دراسات الشرق الاوسط. وقد كتب الكتاب قبل عمليات التفجير في الولايات المتحدة ونشر بعدها فورا، في تشرين الاول 2001. وادعى كارمر بان النظريات السائدة التي سيطرت على المجال أدت إلى الفشل التام في فهم الشرق الاوسط.
هكذا مثلا، فان احد رجال الاكاديمية البارزين في MESA البروفيسور هشام شرابي، قال في 2002 ان «اليهود يخططون للسيطرة على العالم العربي، والامريكيون دخلوا إلى المنطقة للسيطرة على مصادر النفط». ومرت 12 سنة. اليهود لم يسيطروا على شيء والولايات المتحدة تدفع مالا طائلا على كل برميل نفط. شرابي نفسه ترأس في تلك الايام «مركز الدراسات العربية المعاصرة» CCASفي جامعة جورج تاون، وتحت إدارته أصبح المركز جهاز دعاية مناهضة لاسرائيل. حتى هنا لا جديد. مسموح قول كل شيء. الموضوع هو أن المركز نفسه كان في قائمة المؤسسات التي حظيت بمساعدة المؤسسة الامريكية الرسمية لغرض تقدم التفاهم بين الولايات المتحدة والعالم العربي. اكثر من عقد من الزمان مر، والوضع في MESA اصبح سيئا من سنة إلى سنة. البروفيسور جوان كول، الذي كان رئيس MESA ادعى بان غزة هي «النتيجة الاسوأ للاستعمار الغربي، باستثناء ما حصل في الكونغو البلجيكية». وقد جاءت أقواله في 2007 بعد فك الارتباط. وفي الكونغو البلجيكية كان قتل شعب لنحو 10 مليون نسمة. ومنذئذ قتل برعاية الاستعمار 10 مليون شخص في آسيا وافريقيا. من الصعب التصديق بان ترهات من هذا النوع الدون تخرج على لسان شخص ما. ولكن ها هو الرجل الذي قال هذا الامر الاخرق كان رئيس MESA فماذا يقول هذا عن دراسات الشرق الاوسط؟
والمسيرة مستمرة. الكثيرون من رؤساء MESA وقعوا على عرائض تجعل اسرائيل وحشا ينفذ، او يخطط لان ينفذ، جرائم ضد الانسانية. فقد دعوا وهم يدعون إلى المقاطعة. وهم مؤيدون واضحون لكل مبادرة مناهضة لاسرائيل. هنا وهناك حصل لي أن اصطدمت في الحرم الجامعي الامريكي مع رجال MESA. وكانت الجدالات معهم بشكل عام محرجة، فهم يطلقون إلى هواء العالم كمية كبيرة من الاكاذيب المخيفة.
البروفيسورة سارة روي ادعت مؤخرا بانها «رأت بام عينها كيف أخذ جنود اسرائيليون رضيعا وبدأوا يلعبون به بالركل، وتسببوا له بالصراخ والبكاء، وكأنه كرة قدم». المبدأ هو نفسه، إلى هذا الحد أو ذاك، في أن ما لا يمكن دحضه صعب أخذه بجدية. فلا يمكن دحض مثل هذه القصة. يمكن فقط ان يضاف بان الخبيرة بشؤون حماس لم تروي أبدا لطلابها بان حماس تروج بشكل منهاجي لابادة اليهود. ولماذا تروي؟ فهذا سيدمر لها نظريتها المناهضة لاسرائيل.
لقد عني كارمر حتى الان بالاكاذيب التي تبثها هذه السيدة. المشكلة هي أن روي ليست مجرد بروفيسورة اخرى. فهي تعرض نفسها كابنة لناجين من الكارثة، وهي بالاساس باحثة كبيرة في مركز دراسات الشرق الاوسط في هارفرد. والمركز، كما تجدر الاشارة، يأخذ اسم المتبرع الرئيس الملياردير السعودي وليد بن طلال.
هؤلاء هم البارزون والمتصدرون. يوجد كثيرون آخرون، معروفون اقل، ولكنهم اسوأ بكثير. إذن نعم، يوجد مجال للقلق، وذلك لانه اذا كان هذا هو التعليم الذي يتلقاه الطلاب الشباب، فما الذي سيعلمه المحاضرون في العقد القادم؟

يديعوت 

 

حرره: 
م.م