من انتفاضة الى انتفاضة: لدينا دبابات ومقاتلات لكن ليس لدينا وسائل قتالية ضد سكاكين المطبخ

اذا لم تكن هنا في المستقبل حياة هادئة لجيراننا ولنا، سنعيش نحن ومن حولنا في الجحيم
ايتان هابر
قبل اسبوعين – ثلاثة اسابيع، في أمسية غنائية في بيتح تكفا لذكرى عوزي حيتمن، جار وصديق، جلس في الصف خلفي زئيف راف وزوجته. واعتراف شخصي: أنا أحب جدا زيف راف وابناء عائلته. فهم في نظري تجسيد للصهيونية المناسبة: من جهة، بساطة وفظاظة لدرجة الحماسة، عداء وعدم ثقة بالجيران العرب. ومن الجهة الاخرى، فهم نموذج حقيقي للحاجة الى السلام الذي بدونه ليس لنا حياة على وجه هذه الارض.
انتم ستقولون الان لانفسكم: راف؟ راف؟ هذا الاسم يرن لي من مكان ما… راف؟ لنذكركم: ابنته، هيلينا، قتلها ارهابي عربي بسكين قرب محطة الباص في طريقها الى مدرستها في بات يام. كانت له، لزئيف، كل الاسباب في العالم لان يكره الاعداء حتى الموت. ومع ذلك فقد حبس عداءه وانخرط في حملة السلام. زئيف راف، اب ثاكل، صهيوني فخور.
لقد سبق أن عرفنا في التاريخ المحلي «ارهاب السكاكين». في بداية التسعينيات في القرن الماضي كان اليهود يخافون التجول في الشوارع. وقد فسر «ارهاب السكاكين» في حينه بانه سلاح الضعفاء، الافراد، غير المنظمين في منظمات ارهابية، اولئك الذين ليس لديهم وسائل قتالية. وعن هذا كان أسيادنا يقولون: وهي التي تعطي. وبتعبير آخر كانوا يقولون: «لا تكذبوا على أنفسكم. ففي العشرين سنة الاخيرة تقدمت منظمات الارهاب من ارهاب السكاكين الى ارهاب الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي يحوزها مثلا حزب الله. 100 الف صاروخ ومقذوفة صاروخية، وسيكون من سيقولون – أكثر بكثير. في اليوم الاخير من حملة الجرف الصامد أطلقت حماس الخاضعة، المسكينة، المغلوبة عشرات الصواريخ نحو اراضي اسرائيل. صحيح جدا: دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي تقدما جدا في هذه السنوات. لدينا الطائرات الاكثر تقدما في العالم. لدينا دبابات. ليس لدينا وسائل قتالية ضد سكاكين المطبخ.
رغم كل ما قيل حتى الان، فاننا نواصل الايمان والعيش والتصرف وكأننا نحن ملوك العالم. ليس هناك مثلنا. نحن رفعنا معتقد «الردع» الى أعلى الدرجات. منظمات الارهاب تخاف منا. الجيوش العربية تعرف قوتنا. وهم لن يتجرأوا (لن يتجرأوا؟ وماذا كانت حرب يوم الغفران؟).
سجدنا للردع. رحبنا وتباركنا به. الحقيقة هي انه لا يوجد شيء كهذا يسمى الردع. ربما كان ذات مرة، ولكنه مات، دفن ولم يعد. الفترة المنقضية بين الحروب والانتفاضات على انواعها هي فترة اعداد، بالاساس في الجيوش العربية وفي منظمات الارهاب. هناك ايضا، ربما بتأخير، فهموا بان لا حاجة الى القتال كل الوقت. فهموا هناك بانه يجب تنظيم النفس، جمع الكثير من الوسائل القتالية، التفكير، التأهب وعندها الخروج الى الطريق الدموي.
يمكن الصراخ في المؤتمرات الحماسية «من مع تصفية الارهاب؟» (ومن لا، في واقع الامر؟) ويمكن الكذب على أنفسنا بان في هذه الحملة أو الاخرى سنصفي الارهاب بالفعل، ولكن هذا ليس صحيحا على الاطلاق. لا يمكن تصفية افكار الثأر والاحباط لدى الفلسطينيين وغيرهم ممن يأخذون السكين من المطبخ ويخرجون لصيد اليهود. نحن يمكننا أن نقتل ألف نشيط ارهاب، ان نحبس نصف مليون منهم في سجون جماعية. نحن لا يمكننا أن نقتل شعبا كاملا يريد أن يقتلنا. هذه مسألة سنوات. هذه مسألة تعليم. هذه مسألة مدى بعيد للحياة في ظل الارهاب وفهم واعداد في أنه اذا لم تكن هنا في المستقبل حياة هادئة لجيراننا ولنا، ستعيش الشعوب حولنا وعلى ما يبدو نحن ايضا في الجحيم.
والآن، «من مع تصفية الارهاب فليرفع يده؟». واوري شني، لم يعد يمكنك ان تقطع الميكروفونات. في المرحلة القادمة انتقلوا الى السكاكين.
يديعوت
ايتان هابر