محمود السرسك.. احترف حب الحياة من رفح إلى بلاطه

بروح الرياضي العاشق للمستطيلة الخضراء والحالم دومأ بالأحتراف والتألق في وطنا بين كل وجع ووجع فيه يوجد مظهر من مظاهر الأحتلال البائسة وعبث كبير ناتج عن هذا السم المستشري والذي قتل الحياة في الجسد الفلسطيني الذي يستمر في الحياة رغما عن أنف الأحتلال ويستلذ بطعمها وإن كان ذلك الطعم بنكهة المرار والعلقم. هذا الأسطورة التي جاء صيته وشهرته بما لا يشتهي التفكير عند محمود السرسك الذي ما لبث يوما وهو في حواري غزة إلا وان يفكر بالنجومية وتحقيق الأهداف والانتصار ورفع الكأس عاليا والخروج من اكمت الوردة المحاصرة الى الضفة الأقل حصارا ونقمة من قبل المحتل .نظر بعين صائبة لما ألة إليه الاوضاع الرياضية في الضفة الغربية المحتلة شقيقة غزة .

من نهضة رياضية وعمران واحتراف وانفتاح على العالم من زاوية المرمى الى زاوية الحلم الذي بدأ يرى الضوء لكي يصبح حقيقة لدى هذا الفتى الغزي . حين خرج هذا الشاب للدنيا لم يستلقي على بستان ورود بل استلقى على عيون انتفاضة تبصر النور لكي تنطلق في العام 87 وهو تاريخ ميلاد اللأعب الاسير . الذي خرج لكي يتغزل بعيون الحياة من أحياء فقيرة سكنها اليأس والاحباط والحرمان . خرج هذا الفتى الرياضي من حي الشابورة في مخيم رفح بقطاع غزة . سمحت المساحات الضيقة لمحمود ان يخترق حلمة تلك المساحات الى عالم أكبر حين انضم الى صفوف المنتخب الفلسطيني لكرة القدم ويتشرف بالعلم الفلسطيني على صدرة وكذلك لاعبا مع نادي رفح الرياضي . جاءت الفرصة لمحمود ان يحترف في اندية الجزء الأصيل من الوطن الجريح . اندية الضفة الغربية . لكن الاحتلال لا يسرق إلا البسمة ولا يقتل إلا الفرحة في سنين الظلم التي عايشناها تحت كنفه الزائف .

أعتقل الأحتلال محمود في العام 2009 الى حد اللحظة ومنذ ما دخل الأسرى الأبطال في معركتهم السامية في الاضراب المفتوح عن الطعام كان هذا الرياضي من أول المضربين والمرحبين بهذا النشاط الرياضي لكي يحصل على الأنجاز والنصر كعادته في الملاعب الخضراء . وهو اليوم يدخل موسوعة غينس لأول واعلى إضراب عن الطعام متخطيا بذلك كل من أضربوا عن الطعام من الحركة الاسيرة ومتفوقا على ابطال التجربة الايرلندية في الاضراب . وحالته الصحية لا يرثى لها بعد تدهورها ومكوث هذا الرياضي في مستشفى سجن الرملة . لكن محمود السرسك سيكون اول المتأهلين في تلك البطولة الوطنية وذلك التحدي وعملية تكسير الاصابع بينه وبين المحتل . محمود الذي كان اصغر لاعب في صفوف المنتخب الوطني هو اليوم يمثل اكبر لاعب في بوتقة الصراع مع المحتل ولوي ذراعه . محمود اليوم ذاك الشبل الغزي العاشق وبقوة للمستطيلة الخضراء والعاشق بشغف للحياة .كانت مهارته تتجلى في اضراب رجولي أصبح حديث عشاق الحرية والمنادون بها في كل العالم .

محمود الذي جاء من المخيم ليحترف في المخيم الأخر من شقي الوطن ويربط جسد الوطن في شخصة هو الذي احب الوطن وراى في مخيم بلاطة وفريقة نقطة الانطلاق الى عالم اخر يحلم به . ولا زال يحلم رغم وجود الاحتلال في تلك الصورة المشوهه من الحلم كالكابوس الذي سيزول بمجرد بزوغ فجر الحرية . محمود الذي لا تنقصة الموهبة هو لأعب مميز بروحة ودماثة خلقة ومن عاشروه لا يقولون في هذا الفتى الذي سرق الانظار من المحتل وسجونه الا الرجولة والاخوة وحب الوطن . لكن الطريق إلى الحلم يا محمود لا تصطدم إالا بمحتل أرعن يقاتل الأحلام على كل الجبهات ولهذا عندما شك للوهلة الأولى بانك ستكون وجه فلسطين وحلمها الواعد واسمها القادم نال من روحك الرياضية وهو اصغر من ان ينل . اليوم نرى الأنتصارات المتتالية للأسرى نشعر بالأمل والطمأنينه على هاولاء الرجال . ففي فلسطين لا فرق بين رياضي وسياسي وثائر ومقاوم فضريبة الحب لهذا الوطن تتقسم على الجميع لتكون النتيجة أرضاء تلك الأرض الطيبة .. في ميادين المدن الفلسطينية شكل من يعشقون الرياضة ومن اجتمعوا على أسم محمود السرسك وجه الرياضية الحضارية . فجعلوا من كل ميدان ملعب ومن كل حارة وساحة أستاذ رياضي يلعبون ويمرحون وفي قلبهم حب وود لهذا الاسطورة الكل الشبابي صاح وصرخ من أجل محمود . واليوم صور تلك الموهبة الرياضية الغزية أصبحت على فانيلات الشباب والصبايا في الأرض المحتلة . كنجم واسطورة السنديته الثورية تشي جيفارا .

كل الناس تعبر عن حبها وتعاطفها مع اسطولاة الاأمعاء الخاوية بحمل الكره وتحدي كل المؤسسات الرياضية العالمية وأارسال الرسالة تلو الرسالة الى تلك المؤسسات بان حضارة هذا الشعب تتجلى في معتقلية ورياضيية . وهكذا كان محمود . لكن ما يطمئننا اليوم هو ان اصدقاء محمود في الاضراب والقادة والابطال التي كنا نحمل صورها سويا مع صور محمود هي اليوم بيننا تحمل صور محمود معنا . اي انها انتصرت على المحتل واصبحت تصادق العصافير في حريتها .. إن الجوع يا محمود هو الداء والدواء والخلاص لك من عتمة السجان والعودة الى عشيقتك المستطيلة الخضراء اصبر . فأخر المشوار هو ان تنال الحرية ويستسلم الظلم والأحتلال تحت قدميك .

فها هو ثائر حلاحلة وخضر عدنان وباقي رفاقك هم بيننا ينتظرون الاجتماع بك في اقرب فرصة في إحى ساحات الحرية في هذا الوطن الذي تحب ...