بالصور: أندونيسي يحقق حلمه بالزواج من فلسطينية

أندونيسي
 
يوسف حماد
زمن برس، فلسطين: شمس صباح جديد تشرق على الشاب الإندونيسي محمد  حسين مسلم في قطاع غزة، دون أهله ومدينته الجميلة وذويه، وهو سعيد بذلك حتى الذروة، لأنه حقق كما يعتقد أقصى أمانيه بالتواجد على أرض الأنبياء والمقدسات في غزة.
 
لم يتوقف الأمر على الإيماءات الدينية بل كان محمد (26 عاماً)  وهو من جزيرة جاوة الإندوينسية يحلم أن يأتي لقطاع غزة ليرتبط بفتاة فلسطينية بعد أن شاهد لوحة فنية لفتيات فلسطينيات من غزة يحملن السلاح،  وهو ما ضاعف حلمه وأقصى أمانيه الممتد لعدة سنوات، حتى  أضحى الأمر حقيقة تصعب محمد من تصديقها في البداية.
 
مضى الآن 10 أيام  على زواج محمد من فتاة غزية وذلك بعد سنوات عديدة من العمل من أجل ذلك.
 
وسرد محمد مسلم تفاصيل المحاولات التي كان يقوم بها لخطبة جنان الرقب "18 عاما" من جنوب قطاع غزة "، وهو في حضرة أمه الافتراضية والتي ساعدته في العرس لأنه لا يوجد له عائلة في غزة وهي أم محمد الأقرع من شمال غزة، قال "لقد قدمت إلى غزة ضمن قوافل عدة، حيث أعمل في وكالة "مروج" الاندونيسية للأنباء، وأيضا ضمن طاقم مؤسسة الإسعاف والطوارئ الطبية الاندونيسية، التي تقوم ببناء مستشفى شمال غزة في منطقة الشيخ زايد.
 
ويضيف وهو يجلس بجوار زوجته جنان، وصديقة الدائم فكري الذي تربطه به علاقة طفولة وهم في اندونيسيا :" عندما خرجت من جزيرة جاوا، قال لي أبي الذي له 20 من الأبناء والبنات، لقد وهبتك لغزة، حتى تكون صالحاً هناك، مشرفاً لكل اندونيسيا في بلاد الأنبياء والمقدسات والشهداء". وفق حديثه.
 
ولم تفارق الابتسامة وجه محمد خلال حديثه عن طريقة زواجه، وأضاف"انا من عائلة متوسطة الدخل في اندونيسيا، درست اللغة العربية والانجليزية في بلادي، و أدرس الآن في الجامعة الإسلامية بتخصص شريعة اسلامية، وتعرفت على نصيبي  حيث أن والد زوجتي يعمل في الجامعة، وأصبحت أزورهم بصورة دورية، يقوم بدعوتي إلى تناول الطعام كل فترة، وكان لديه عدة فتيات فطلبت الزواج من إحداهن، ولكنه قال ما زالت صغيرة".
 
وتابع قائلاً:" كانت جنان " كتكوته"، ولم أقف عند قرار والدها بل ذهبت إلى عدة أناس للتدخل والتوسط في الأمر منهم  أبو العبد هنية وكان هذا في عام 2011  كان حينه رئيس وزراء الحكومة ، ثم توجهت أيضا إلى وزير الداخلية حينها فتحي حماد وعدد من قادة حماس ونواب المجلس التشريعي وقاموا بالتواصل في الأمر، لصالح ان أتزوج من جنان، وتم التوافق على أنها ما زالت صغيرة".
 
يكمل مسلم وهو يبتسم بشغف أثناء الحديث "لقد انتظرت 3 سنوات، حتى انتهت جنان من التعليم الدراسي، والآن هي في الجامعة وقد مضى 10 أيام على زواجنا ، أنا سعيد للغاية بهذا الأمر وأهلي سعداء أيضا، سوف أغادر إلى اندونيسيا حتى نزور أهلي هناك، ثم أعود واستقر في قطاع غزة للأبد".
 
مسلم يريد أن يجعل دمه ونسله مقدس بقوله "أنا أريد أن اخلط دمي وجنسي بدماء الفلسطينيين وهم الشهداء".
 
جنان الرقب "18 عاما"، قضى عدد من عائلتها في العدوان الأخير  على قطاع غزة، تقول وهي تجلس بجوار زوجها محمد على بساط أرضي في منزل أبو محمد الأقرع والذي كان وزوجته مثال الأب والأم له في يوم زفافه فأصبح يأتيهم في زيارات كأنه في حضرة ذويه، قالت لقدس نت "أنا سعيدة للغاية، بزواجي من أول اندونيسي تزوج فلسطينية، أشعر وكأنه مثالي واني تزوجت رجلاُ من الجنة، سوف نبنى أسرة فلسطينية بدم أندونيسي حتى الحياة في غزة واجب ديني على الجميع".
 
جنان التي كانت تتحدث على حياء بعض الشيء بدى في حديثها السعادة التي تتمناها أي فتاة في إكمال حياتها بالزواج ولكنه بصورة أكبر".
 
محمد مسلم الذي يتحدث العربية بصورة جيدة جدا، ولغته الأصلية هي المالاوية التي يتحدث بها جزء كبير من دول جنوب شرق آسيا " أظهر صوراً، لعائلته في "جزيرة جاو الاندونيسية" بأعلام فلسطينية رافعين علامة النصر وقال:" لنا أصدقاء من الهند والصين متزوجين من فلسطينيات، خاصة بدر خان الهندي الذي اقترن بإبنه القيادي في حركة حماس أحمد يوسف" حيث اعتبره مثال ناجح للعلاقة الفلسطينية مع باقي الدول وتربطه علاقة صداقة قوية مع بدر خان.
 
وختم مسلم أمانيه بدعوة الشباب الفلسطيني الى الزواج من فتيات اندونيسيات أسوة به كما فعل في غزة بالزواج من فلسطينية والتي يعيش معها حياة سعيدة على حد تعبيره.
حرره: 
م.م