نغوص نحو جنون الاضطهاد

الاحتلال

ران أدلست

الغواصة «تنين» ستصل في الايام القريبة القادمة الى ميناء حيفا في ظل طلقات الخطب ونوافير المياه. وستضيف الغواصة مدماكا هاما في الثقة المتضعضعة بالنفس لدى حكومة اسرائيل ومواطنيها، وستكون ردا عمليا على تهديد النووي الذي احتمالات تحققه قريبة من الصفر. ما يستدعي حسابا عسيرا مع نظرية قتال اسطول الغواصات المستقبلي مثلما لمفهوم أمن حكومة اليمين. وبالذات في ضوء حقيقة أن الاسطول سيستوعب غواصتين اخريين. وهذا يعد فوضى مالية لا صلة لها بتهديدات المستقبل.

ان الدور، ولعله الاهم لاسطول الغواصات، هو منح قدرة الضربة الثانية أو التهديد بالضربة الثانية (وآمل ألا تكون الاولى) اذا ما وعندما تقرر ايران ان تطلق علينا صاروخا نوويا. والمنطق من استخدام الاسطول مبني على أربع غواصات. فهذا الفهم نقل من الولايات المتحدة (ليس عدد الغواصات) في الحرب الباردة، والاعتبارات لشراء الغواصتين الاضافيتين هي توسيع موضوع التهديدات من هنا وحتى السودان وحتى الخليج الفارسي ومن البحر الاسود حتى البحر الاصفر. وربما حتى عدم الثقة بقدرة أو ارادة الاسطول الامريكي الذي يتجول في تلك البحار للدفاع عن اسرائيل حقا.

يبدو أن احدا ما تشوش هنا في تعريف اهداف الحرب المستقبلية. فنحن لا نزال لسنا أمريكا. ما يذكر بالاسطورة عن اوري يروم، أبو طياري المروحيات في سلاح الجو، الذي هبط دون انذار على دكة حاملة الطائرات الامريكية التي ابحرت في منطقة حيفا. «تشوشت»، اعتذر عندما سأله الامريكيون ما حصل. «اعتقدت ان هذه واحدة (من حاملات الطائرات) خاصتنا».

وعلى فرض أن نظرية القتال التي تقوم على اساس أربع غواصات تسند بشكل حقيقي التهديد بتدمير طهران اذا ما وعندما، فاني افترض بان هذه متلازمة حارس الكتيبة الذي اصبح القاعدة. في البداية يلقون بجندي يفحص من يمر. بعد ذلك يضيفون حاجزا، ويبنون موقعا، يضيفون جنديا، ينظمون وردية، يضعون حجرة للراحة والاكل والنوم ويسيجون. وقبل ان تتمكن من العبور مرة اخرى يكون هناك معسكر وساحة طوابير

وعلم وتعليمات الحراسة للقائد ونائبه.

يقال ان غواصة من هذا النوع تكلف نحو 400 مليون يورو، وبعضها يصل من الحكومة الالمانية، حسب «دير شبيغل». ودون الحديث عن الصيانة الجارية، الطواقم الاحتياطية ولاحقا التقاعد حتى نهاية كل الاجيال. وهذا ضمن امور اخرى هو معنى القضم منفلت العقال الذي تقوم به ميزانية الدفاع بحق التعليم، الرفاه، البنى التحتية والصحة. ولم نتحدث بعد عن طائرات اف 35 التي هي جزء من الجنون الذي يتغذى من الهوس الايراني الآخذ بالخبو.

لا أدري اذا كان ممكنا الغاء الطلب على الغواصات والطائرات. أنا اعرف بانه يجب الغاؤها. او كبديل جعل «العالم كله ضدنا» (باستثناء ميكرونيزيا) خطة احتياط، وعندها طلب المزيد من الغواصات، بما في ذلك واحدة للبحر الميت.

معاريف الاسبوع

حرره: 
ز.م