الآغا: الوضع بغزة مأساوي وتحملنا تجاوزات حماس بحق فتح حفاظاً على الوحدة
زمن برس، فلسطين: قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف اللاجئين زكريا الآغا إنه يجب دعم مساعي القيادة الفلسطينية لفك الحصار عن غزة وربطه بالتوازي مع التوجه السياسي لإنهاء الاحتلال.
وشدد الآغا في لقاء مع فضائية عودة اليوم على عدم جواز اتخاذ أي فصيل لأي قرار يؤثر على المصالح الوطنية العليا، حسب وصفه.
وأوضح الآغا بأنه يجب "ربط ما حدث بغزة بحركتنا الدولية وليس لفك الحصار وفتح المعابر وحسب بل لتسليط الضوء على وضع شعبنا ومعاناته، ولدعم توجه القيادة الفلسطينية بهدف إنهاء الاحتلال الاسرائيلي الكامل عن اراضي 1967، و قيام دولة فلسطينية مستقلة ".
ورسم الآغا صورة إنسانية مأساوية للأوضاع في غزة وقال "ألقيت على غزة الاف أطنان المتفجرات ، وارتقى 2142 شهيداً وجرح 11100 مواطن، ودمر الاحتلال 35 الف منزل، منها 10 الاف منزلا تدميراً كاملاً ، ونزح 350 ألف فلسطيني عن بيوتهم وأراضيهم، كما استوعبت وكالة الغوث حوالي 240 ألف، فيما توزع من 120 -130 ألف نسمة عند العائلات الفلسطينية وفي المستشفيات، رغم قدراتها المحدودة على استيعاب الشهداء والجرحى".
واشار الى صعوبة الحياة في مراكز الايواء وقال "استوعبت المدرسة الواحدة ما بين 3000-5000نازح طيلة العدوان ، مع شح المياه ، ومحدودية دورات المياه ، حتى ان الغرفة الواحدة يعيش فيها 80 شخصاً كلهم اطفال ونساء، لافتاً أن المدرسة ومنشأتها الخدماتية تستوعب في الأحوال العادية الف طالب لمدة بضعة ساعات ."
ولفت الآغا الى محدودية القدرة الاستيعابية للمستشفيات التي لا تزيد عن 2000 سرير مقابل 11000 جريح ، وضع بعضهم بممراتها حتى أن الثلاجات لم تكفي للشهداء وبقي بعضهم أياما في الممرات ، وهناك مئات موجودين تحت الأنقاض حيث لا إمكانية لرفعها لانتشال جثث الضحايا" ، مبيناً أن حجم الدمار يبلغ مليون و300 طن، حتى أن أحد الخبراء أكد بأن حجم هذه الأنقاض يدفن 600 دونم في البحر!
وشدد مسؤول ملف اللاجئين في المنظمة الى ازدياد نسبة الفقر وحاجة النازحين الى مساعدات وإمكانيات لا تستطيع السلطة وحدها ، فغزة منطقة كارثة انسانية، مطالباً بتجنيد العالم من أجل مواجهة الكارثة .
وتحدث عن انتهاكات وقعت بحق مناضلي حركة فتح وقال "هدفنا في حركة فتح أن نكون مع شعبنا دائماً في صموده وكفاحه ، لكنا فوجئنا بفرض الإقامة الجبرية على أعضاء من الحركة اثناء العدوان، فطلبنا من إخواننا التحمل، ولم نشأ ابراز الموضوع في وسائل الاعلام حتى لا نحرف البوصلة ، لكن بعد ازدياد الاعتداءات على المناضلين أخبرنا القيادة واتصلت مفوضية العلاقات الوطنية في الحركة مع حماس ، فكان الرد أنها أعمال فردية رغم اتساعها وشموليتها في مناطق القطاع، وبدأ التعرض للأخوة بإطلاق النار على أقدامهم ".
وضرب الآغا مثلاً عن حالة من هذه الاعتداءات وقال "نزح أحد المناضلين من بيته مع أسرته نتيجة الغارات الجوية للشمال، وعندما عاد قالوا له أنت لم تلتزم بالإقامة الجبرية ثم أطلقوا الرصاص على ساقيه"، مستغرباً "رفض المستشفيات الحكومية استقبال هذه الحالات"، حسب ما روى.
وأكد الأغا "حرص فتح على التحمل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية" وقال " الوحدة الوطنية أساس عملنا ونتحمل المعاناة في سبيل الحفاظ عليها، ونحن بأمس الحاجة للوحدة الوطنية والمصالحة فنحن نتعرض لحرب والعالم في صمت ونحن بحاجة للوحدة من أجل التصدي للعدوان" ونبه من "سوء الأوضاع السياسية والخلخل الذي قد يحدث إذا لم يتصرف الآخر في الوطن بعقل وحكمة"، حسب وصفه.