«قائد غولاني لا يمثّل الدروز»

الدروز

كارين روزكوفسكي

صباح أول أمس رافق نشطاء منتدى «ارفض» عنان شاهين (19 سنة) من سكان شفاعمرو في طريقه الى مكتب التجنيد في حيفا. شاهين، درزي، وصل الى المكتب كي يخرج منه مواطنا، وليس جنديا. وقد أخذ بالحسبان بان ينهي اليوم في المعتقل. ولم يرَ سوى هدف واحد أمام عينيه: الاعفاء من الخدمة في الجيش الاسرائيلي. وقد استعان شاهين في كل الفترة الاخيرة بالمنتدى الذي يدعو الشبان الدروز الى رفض الخدمة في الجيش. «كان هذا مفرحا جدا»، تقول نيسان حمدان (23)، من سكان عسفيا ومن مؤسسي المنتدى، «عنان تسرح وسيحصل منا الان على منحة دراسة».

وتوضح حمدان، طالبة الادب العربي ودراسات شرق آسيا في جامعة حيفا هدف منتدى «ارفض» فتقول: «نحن نقول علنا اننا فلسطينيون».

وكان المنتدى تأسس في العام 2010، بداية باسم آخر ومؤخرا نال الزخم. وتروي حمدان تقول: «ارتبطنا نحن مجموعة من الاشخاص من حيفا على مدى سنتين وبحثنا عن السبيل للخروج الى الشارع بأجندتنا. اعضاؤنا هم من كل القرى الدرزية في الشمال وفي الكرمل. وأجرينا حوارا في الموضوع. وفي نهاية السنة الماضي فقط بدأنا المبادرة الى لقاءات مرتبة.

«بعد ذلك أصدرنا فيلما على اليوتيوب يتوجه لكل من يريد أن يرفض وليس فقط للدروز. ساعدنا الكثير من الاشخاص منذئذ. ونحن نستخدم محامين، علماء نفس يدعمون الجانب النفسي ونشطاء يتحدثون مع العائلات المعنية بان يتجند ابناؤهم خلافا لارادتهم».
في «ارفض» يدعون بان دولة اسرائيل خلقت انقساما حين قررت تجنيد الدروز الزاما، وبالمقابل مست بشدة بصورتهم في نظر الفلسطينيين. «نحن نعرف أنفسنا كدروز فلسطينيين»، تشرح حمدان. «الدولة قررت التجنيد الالزامي للدروز فقط، وهذا لم يكن عبثا. فقد أرادوا خلق شرخ، ان نعتاد على أن كل طائفة قائمة بحد ذاتها.
مرفوض تجنيد طائفة فلسطينية واحدة. يوجد ايضا مسلمون ومسيحيون. يجندون الدروز ويطلبون منهم أيضا أن يصطدموا بالفلسطينيين في غزة وفي الضفة. يدفعوننا لان نبدو كأعداء لهم. اسألي فلسطينيين في رام الله من هو الدرزي فسيقولون لكِ الدروزي هو جندي على الحاجز».

الاعداد للرفض

وتروي حمدان بان المنتدى يضم أعضاء من سكان غزة والضفة. «نحن على اتصال متواصل مع الفلسطينيين واللاجئين في العالم ونعمل من زاوية نظر الحرية، القرار الشخصي والاختيار الحر. من يريد أن يتجند، حتى لو كنا ضده، لن نقنعه. فهذا موضوعه الشخصي. اذا كان أحد لا يريد أن يتجند – فنساعده لاننا نؤمن بانه غير ملزم. ليس منطقيا أن يعاقب اذا ما رفض».

في المنتدى يدعون بان في الاشهر الاخيرة توجه اليهم أكثر من 20 من ابناء الطائفة ممن لا يريدون ان يخدموا في الجيش الاسرائيلي. وهي تقول ان «الدروز لم يعودوا إمعات، فالكثيرون منهم لا يريدون أن يتجندوا».

وكان شاهين الذي تسرح أول أمس من الخدمة في الجيش الاسرائيلي استعان باعضاء المنتدى. وتقول حمدان اني «فخورة به. فقد شرح بانه يرفض ان يكون جزء من الجيش. قبل بضعة ايام حان موعد تجنيده. في مكتب التجنيد في حيفا طلبوا منه ان يأتي بعد بضعة ايام. يوم الاحد ذهبنا معه. رفض التجند وطلب رؤية ضابط الامن. فهو ملزم باعالة العائلة ولا يرى نفسه يخدم في الجيش.

«خرج مع اعفاء وكان واثقا أنه سيدخل السجن. تحدثنا معه كثيرا، اعددناه. سألناه اذا كانت لديه الشجاعة لدخول السجن فرد بالايجاب. أنا لا أنجح في الفهم لماذا ينبغي معاقبة الرافضين. اناس بسن 18، ما الذي رأوه في الحياة؟ فجأة يتعين عليهم ان يخدموا في جسم لا يتحدث باسمهم ولا بلغتهم».

«هناك من أشرح لهم باننا في زمن الحرب نحن ضد التجنيد فيجيبونني: «كيف تقولين هذا عندما يكون ابناء قريتك يقاتلون؟ انظري الى قائد غولاني العقيد غسان عليان الذي كأنه يمثل الدروز في هذه الحملة. هذا عبث. لماذا هو يمثل وأنا لا امثل؟ هو يمثل نفسه وجيش الدفاع الاسرائيلي. هذا اذا كان ممكنا على الاطلاق ان يسمي هذا دفاعا وليس هجوما».

هل تكرهين الجيش الاسرائيلي والدولة ؟

«أنا لا أكره ولكن فيّ غضب. الدولة صادرت اكثر من 80 في المئة من اراضينا، وتعد شبابنا بالارض بعد انهاء الجيش. في كل القرى لا يوجد على الاطلاق تراخيص بناء واراض للبناء فيها. فعن اي حقوق ووعود يتحدثون؟

«السبب الاول عندنا لعدم التجند هو أننا لا نرى أنفسنا جزءاً من الجيش الاسرائيلي. يقولون لنا اذا لم يكن مريحا لكم فاذهبوا الى غزة، ولكننا نعيش في الدولة ونريد أن نكون هنا. أجدادنا ولدوا هنا، عندي اصدقاء في غزة ولكن اراضينا وبيوتنا هنا. اولا العدل وفقط بعد ذلك يمكن أن يأتي السلام».
لم نتمكن من الحصول على تعقيب قائد غولاني غسان عليان.

وجاء من الناطق العسكري ان «المنتدى موضوع الحديث غير معروف للجهات ذات الصلة في الجيش. ابناء الطائفة الدرزية يتجندون للجيش الاسرائيلي حسب قانون خدمة الامن ويقاتلون كتفا الى كتف كجزء لا يتجزأ من الجيش. نسب التجنيد بين الطائفة الدرزية هي من أعلى النسب، الميل السائد على مدى السنوات الاخيرة. الجيش يثمن مساهمة جنود الطائفة لمن الدولة وللانتصار في ميدان المعركة».

معاريف 

 

حرره: 
م.م