الضرب والسعي إلى حل

الضرب

دان مرغليت

وقف الثلاثي الاسرائيلي الذي يقود حملة «الجرف الصامد» أمس امام كاميرات التلفزيون وهم يتعرضون لكماشة الانتقاد من اليمين واليسار، الديماغوجي في جوهره. من اليسار التحريض ضد الجيش الاسرائيلي لجدعون ليفي الذي على مسافة وراءه يقف نواب ميرتس، ومن اليمين نقد غير مسبوق من افيغدور ليبرمان الذي بدلا من ان يشرح كما ينبغي للعالم كم هي سياسة اسرائيل محقة وحكيمة يغمز للجمهور في البلاد بان الحكومة تعاني من العجز.

اقترحت جمعية «اومتس» (شجاعة) أمس على المستشار القانوني يهودا فينشتاين فتح تحقيق ضد التشهير بالطيارين من قبل ليفي في «هآرتس»، وشيء لن يخرج من هذا؛ تماما مثلما ينبغي لنظام سليم أن يطرد ليبرمان من الحكومة على انتقاده لها في ذروة المعركة، وهذا ايضا لن يحصل.

في اليوم الذي قتل فيه الاسرائيلي الاول في حاجز ايرز ليس هناك أسهل من الانشغال بالدماغوجية. فاذا كان بوسع اسرائيل أن تنثر حكم حماس في غزة الى كل صوب فان ثمة معنى للخطوة البرية. ولكن لعلمها ان الامر ليس في متناول اليد دون تحالف مع مصر والاردن والسعودية والسلطة الفلسطينية – فان الخطوة البرية هي تكرار للاسباب غير الصحيحة التي دفعت ايهود اولمرت الى أن يرسل الى حرب لبنان في 2006 الجيش الاسرائيلي الى المعركة الدموية الزائدة في معبر السالوقي.

إذا أدت الخطوة البرية (كنتيجة قصوى) الى اغلاق بعض الانفاق فهذا أمر هام، ولكن مثل قصف صواريخ حماس من الجو فانه يمنح اسرائيل فقط مجالا ومسافة زمنية هامة للاستعداد على نحو أفضل للحملة التالية، وليس حلا. يخيل لي أن بنيامين نتنياهو وموشيه بوغي يعلون وبيني غانتس، ذوي السيرة العسكرية المحترمة (وكذا لنفتالي بينيت مقابلهم) لا يحتاجون الى هذه الحماسة كي يثبتوا بانهم لا يخافون.

فضلا عن ذلك، فان من يشجعون الان نتنياهو ويعلون في اليمين على الشروع في خطوة برية سيكونون الاوائل للوقوف على دمه السياسي حين تجبي المعركة حياة مقاتلين شبان. يمكن المخاطرة بحياتهم من أجل هدف مستقر. حملة «السور الواقي» في 2002 كانت هدفا مستقرا. ولكن هل ليبرمان وميري ريغف يمكنهما أن يقنعا قادة الجيش الاسرائيلي بان في جعبتهما حملة مشابهة لقطاع غزة؟ ولماذا ليس مفضلا الطلب الذي يطرح في اجتماع خاص تنظمه تسيبي حوتوبيلي في الكنيست لمنع تزويد غزة بالكهرباء الى ما هو اكثر مما يلزم للحياة؟

ان ليبرمان وأمثاله يتلقون الان التصفيق من الجمهور الغفير ولا سيما من جمهور ناخبيهم في اليمين، وبشكل مفهوم. يهددون نتنياهو ويعلون بانهما يفقدان قوتهما السياسية. ليس صحيحا. فحسب استطلاع القناة 2 فان التأييد لسلوكهما في الحملة اكبر من الانتقاد. ولكن حتى لو قبلنا الفرضية بان النتائج ستسوء من ناحيتهما – وهذا فقط الى أن يتبدد الدخان من فوق الحملة – إذ عندها صحيح وحكيم واخلاقي ان يتجاهلا الجملة الاصلية: «وكل الشعب يرى الاصوات».

ان الاصوات الحقيقية توجد خلف الضجيج الفوري. حتى الان فعلا ذلك بحكمة. الضرب والسعي الى حل سياسي، هذه هي الصيغة المناسبة، وليس التسيب اللساني في طرفي محور ليبرمان – ليفي.

 

اسرائيل اليوم

كلمات دلالية: