أطفالٌ مُهددون بفقدان البصر يعيشون ظروفاً مأساوية في مخيم دير البلح

فقدان البصر

سعيد قديح

زمن الخير،  خاص زمن برس: « لا .. لستُ بخير » بهذه العبارة التي خرجت من حنجرة أحمد الدنف ( 12 عامًا ) بدأنا قصتنا، فعينّي أحمد كانتا تبصران جيدًا قبل أن حلَّ بهما ما حل، فقد أضعفهما ارتفاع الضغط بالعين، ما أتلف أنسجة العصب البصري فيهما، ليغدو مصابًا بالجلوكوما، ما اضطر أهله لتركيب عين صناعية في اليمنى بعد معاناة طويلة، وبقاء اليسرى تعاني يومًا بعد يوم، ومع هذا لم يطرأ تحسنٌ يذكر على نظره.

يعيش « أحمد » مع أخوته الصغار في الطابق الثاني من بيتٍ يقع في مخيم دير البلح على ساحل البحر، لا يملكونه أساسًا، حيث جدرانه متهالكة البناء، والأثاث الرديئة غير الصالحة، مفتقرين لدورة مياه جيدة، ومطبخ يصلح ليكون جزءًا حاضرًا في البيت يعدون فيه مائدة افطارٍ دون النزول إلى بيت الجد لتفحّص الافطار مع كل يوم يمضي من شهر رمضان، ومشاركتهم إياه، فهو ينزعج من هذا على حد قوله ومن حال عائلته عمومًا التي تجري الأقدار فيهم بما لا يشتهون.

والدته ( 34 عامًا ) وهي تشير لتقارير طبية لأحمد وأخته رضا ذات الأربع سنوات المصابة بنفس المرض والذي يأخذ بالتفشي بعينيها دون أن يجدوا القدرة على علاجها هي الأخرى تقول لزمن برس:" حال البيت، وحال الأولاد صعب كما ترى، لنا منذ سنوات طويلة هكذا نعاني". وتكمل:" نعم، نعاني للحد الذي نعجز فيه عن كل شيء، عن الأمل في أن تكون ظروفنا القادمة أفضل".

والده محمد ( 40 عامًا ) لم يجد عملًا إلى الآن، وان كان يبحث في كل لحظة عن شيء يسترزق منه لأجل أولاده وعلاجهم، فيرجع في كل مرة مصابًا بخيبة أمل، يغزو اليأسُ معه عيون أطفاله، فهو يأمل في أن يرمم البيت في أقرب وقت، وجدرانه، وغرفه، ويأتي بأثاثٍ جديد، ويعالج أولاده، ويجعل من العيش فيه هائنًا صالحًا لا يداهمهم معه الفقر ولا الحرمان.

وأضاف أحمد قائلًا:" بتعرف انه لما الواحد يكون عايش في مثل هيك حال، بتبقى أحلامه، وطموحه، مثل الوهم بالزبط، أنا مش شايف شيء يخليني أحلم بشكل منيح، بتطاردني الكوابيس بالليل كثير، بخاف ييجي يوم وما أشوفش بعينيا اشيء فعلًا ".

جدته التي صعدت الدرج للتو لتطمئن على حالهم تقول لزمن برس:" حالتهم تدعو للتحسر، 7 أفراد مالهمش غير الله، عايشين وراء الحيط، القرش الواحد بالعافية بوفروه، غير عن وجع العين عند الأولاد، بدهم رعاية من المؤسسات، ومتابعة لأمور علاجهم".

وتضيف قائلةً:" مائدة واحدة صغيرة تجمعنا كلنا نحن على الافطار، نوفر ما عليها بشح ما في اليد من هنا وهناك، بصعوبة بالغة نعيش" وتختم بالقول:" آمل من المؤسسات أن تنظر لحالهم، أريد أن أرى أحفادي يعيشون والأمل واضح في عيونهم، بدي اياهم يتعلموا ويكبروا ويصيروا مثل غيرهم ويفيدوا بلدهم، مش يضلوا هيك بدون اشيء".

ويعيش في مخيم دير البلح حاليًا أكثر من عشرين ألف فلسطيني، يعاني معظمهم  من البطالة والفقر المدقع، حيث تفاقمت أوضاعهم أكثر في السنوات الأخيرة بسبب الحصار المفروض من اسرائيل على قطاع غزة. مفتقدين  سبل الوصول لمياه شرب صحية ولكهرباء دائمة باتت تزورهم ساعات قلائل في اليوم أو لا تزورهم أبدًا، هم غير قادرين على بناء أو توسعة مساكنهم بسبب الحظر المفروض على مواد البناء والزيادة الباهظة اذا توافرت أحيانًا.

* في شهر رمضان المبارك وكالة زمن برس الإخبارية تفتح نافذة زمن الخير لدعم العائلات التي تعيش أوضاعاً صعبة غردوا عبر #هاشتاغ #زمن_الخير وشاركونا في الوصول إلى عائلات محتاجة. ...معكم نحو الخير.

للاطلاع على مزيد من الحالات http://zamnpress.com/social-responsibility

-زمن الخير ستقدم مساعدة متواضعة للعائلة، لمن يرغب في تقديم المساعدة الرجاء التواصل معنا عبر صفحة زمن الخير لتزويدكم بتفاصل التواصل المباشر مع العائلة.

 

حرره: 
م.م