ماذا قال الفلسطينيون عن خطاب الرئيس في جدة؟

الرئيس محمود عباس

أمون الشيخ

(خاص) زمن برس: غص موقعا التوصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بآلاف التعليقات بعد كلمة الرئيس محمود عباس في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بجدة في السعودية أمس.

وتحدّث الرئيس في كلمته عن الأوضاع الراهنة في الضفة، وقضية المستوطنين الإسرائيليين المفقودين منذ ليل الخميس 12\6\2014، والمفاوضات والتنسيق الأمني.

وأثارت كلمة الرئيس جدلاً كبيراً بسبب تأكيده على استمرار التنسيق الأمني " حتى نحمي أنفسنا، حتى نحمي شعبنا"، على الرغم من "اللوم والاتهام بسببه"، إضافة إلى قول الرئيس " لا نريد العودة إلى الفوضى والدمار كما حصل في الانتفاضة الثانية ...أقول هذا بمنتهى الوضوح بصراحة لن نعود إلى انتفاضة تدمرنا"

ووصف الرئيس المستوطنين الثلاثة المفقودين بـ "الشبان الصغار" وقال إنه يجري التنسيق مع الاحتلال لأن هؤلاء "الشبان بشر" وقال إنه سواء كان المستوطن إسرائيلي أو أميريكي هو "إنسان".

وما أثار الجدل أيضاً توعّد الرئيس "الخاطفين" أو "الآسرين" بالقول "من قام بهذا العمل سيكون لنا معه حديث آخر وموقف آخر، أياً كان من قام بهذه العملية".

مقطع من كلمة الرئيس:

 

 

"يهين الشعب ويهين نضاله ويستهزء بنا"

ويرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أن كلمة الرئيس "كلمة غير مسؤولة ومسيئة للشعب الفلسطيني" وقال قاسم في حيث لـ زمن برس" عادة يتحفنا محمود عباس بالكثير من الكلام غير المتزن وغير المتوازن ..وحقيقة وجوده كرئيس يشكل عاراً تاريخياً علينا لأنه يهين الشعب ويهين نضال الشعب الفلسطيني ويستهزء بنا".

وأضاف قاسم "الكلام الذي سمعناه أمس من شأنه أن يمزق الشعب الفلسطيني لا يخدم المقاومة ولا يخدم المصالحة ولا يخدم إلا إسرائيل ..فلماذا يفعل ذلك وما الذي يجبره؟ والله لا أعلم ولا أحد يضغط عليه ليتكلم بمثل هذا الكلام"، قال قاسم إن الرئيس "يظن أن نتنياهو سوف يطبطب على ظهره ... لا ..نتنياهو سيقول له هذا لا يكفي".

وحسب رأي المحلل السياسي "من يتحمل المسؤولية والجريمة الكبرى هي الفصائل فهي أعطته من الدعم ما يكفي ليبقى في الرئاسة

وما ينتظره من كلامه هذا هو الفلوس  ..وهو يريد رضا العدو الأميركي والإسرائيلي".

وتابع قاسم عن وصف الرئيس المستوطنين بالشبان الصغار أنه "يريد أن يظهر أن قلبه رحيم ومشاعره الإنسانية جياشة وفياضة"، وقال "الشارع الفلسطيني كله مستاء من عباس لكنه أجبن من أن يقوم بعمل للتخلص من عباس ..نحن عندنا جبن واضح ..نرى الموبقات تقترف ضدنا ضد أنفسنا ضد شعبنا ولا نفعل شيئاً"، حسب تعبيره.

 "هاجس الرئيس هو حماية الوضع الفلسطيني"

من جهة أخرى رأى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن الموضوع ليس كلمة بمعزل عن الظرف، فبرأيه الظرف الذي تحدث فيه الريئس ظرف صعب".

وقال سويلم في حديث لـ زمن برس "الرئيس يشعر بأن الإسرائيليين ربما يخططون لاجتياح شامل ولتغيير معالم اللعبة كلها وحسم الضفة الغربية بصورة نهائية"؟

وتابع "أعتقد أن هاجس الرئيس هو حماية الوضع الفلسطيني أمام هذا التوحش الاسرائيلي"، وتابع "وعندما أدرك ان هناك خطة يقوم بتنفيذها الإسرائيليون بمعزل عن موضع الاختطاف يعني طريقة ردة فعل الإسرائيليين لا تنم عن ان المسألة مسألة اختطاف ثلاثة أو غيره، الموضوع أكبر من ذلك بكثير".

واعتبر سويلم أن القراءة الموضوعية والمنصفة تتطلب فهم ما قاله الرئيس في هذا الإطار وليس في أي إطار آخر".

وقال سويلم "الموضوع الجوهري والذي يتعلق بحقوقنا الوطنية هو أن الرئيس جدد شروط إعادة التفاوض إذا كانت إسرائيل جادة وهنا على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة"، وتابع "الرئيس حاول أن يعطي هذا الشكل إطار معين كي لا يمكن الإسرائيليين من استخدام العملية بصورة اكبر أو أن يتم لتصعيد بشكل أكبر".

وبسؤال سويلم عمّا إذا كانت رسالة تهديد الرئيس للخاطفين موجهة للمقاومة في حال ثبوت أسرها للمستوطنين أم أنها رسالة إلى إسرائلي قال سويلم "هي رسالة للجميع مع أنني لست متأكداً من أن جهة معينة قامت بعملية الخطف ..فكيف من المنطقي أن الجيش تأخر 9 ساعات حتى علم بالخطف؟ وقول المسؤولين الإسرائليين  أن العملية ستتأخر كيف يعلمون أنها ستتأخر؟ هناك علامات استفهام كثيرة حول القصة".

وقال سويلم إن اسرائيل تستثمر هذه العملية بغض النظر عن عملية الخطف ومن قام بها وتوقيتها وأهدافه ومنطلقاته وكل ذلك ..تستثمر هذه العملية من أجل حسم موضوع الضفة الغربية والتنكيل بالشعب الفلسطيني وإلقاءه تحت طائلة العقوبات الجماعية".

وتابع "هذا هو الموضوع الجوهري، ليس كلمة قالها الرئيس أو لم يقلها الموضوع ألا يجب أن يغيب عن بالنا أن إسرائيل تستغل العملية لقضايا أكبر بكثير من سياق العملية ومضمونها وأهدافها".

وبعيداً عن آراء المحللين السياسيين وزوايا نظراتهم، عبّر آلاف المواطنين منذ يوم أمس عن آرائهم بكلمة الرئيس وما جاء فيها، واتجهت غالبية التعليقات إلى رفض الكلمة وانتقاد ما ورد فيها.

 

آلاف التعليقات والصور المنتقدة للكلمة

ونشر مستخدمون عبر فيسبوك وتويتر آلاف التعليقات الرافضة لتهديد "المقاومة التي أسرت المستوطنين" حسب تعبيرهم، ورفض وصف الرئيس للمستوطنين بالشبان الصغار، إضافة على التشديد بأنهم "بشر" وكل مخطوف منهم "إنسان"، وعدم الالتفات إلى معاناة الأسرى خاص الإداريين الذين وصلوا اليوم الـ 57 في الإضراب المفتوح عن الطعام.

 

وتداول المستخدمون آراءهم عبر هاشتاغات "وسوم" مختلفة منها: #‏احنا_مش_بشر #‏احنا_بقر #‏الأسرى_مش_بشر #‏المستوطنون_بشر #‏فرفور_رام_الله فرفور_المقاطعة، وغيرها.

 

ومصطلح "فرفور" أطلقه مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على شاب من الناصرة (الصورة على اليسار) سجّل مقطع فيديو بعد فقدان المستوطنين وطالب الخاطفين بإعادتهم فوراً ووصف الفلسطينيين بالإرهابيين وقال عن نفسه أنه مواطن إسرائيلي ويفخر بذلك.

وفي مايلي بعض التعليقات حول كلمة الرئيس والتي تم اختيارها عشوائياً من موقع فيسبوك وهي بين مؤيد ومعارض:

 

 

من جهة أخرى علّق مستخدمون على زلات في المعلومات والمصطلحات وردت في خطاب الرئيس منها قوله أن الانقسام وقع عام 1907 بدلاً من أن يقول 2007 حيث وصفه بـ "انقلاب عام  1907"

شاهد:

الرئيس في مؤتمر جدة: الانقلاب الذي وقع عام 1907 من طرف dm_526434c54df52

وانتقد مستخدمون خطأ الرئيس عندما قال "المملكة الأردنية الهاشمية" بدلاً من "المملكة العربية السعودية" ووصفه ملك السعودية بـ "جلالة الملك" بدلاً من "خادم الحرمين الشريفين" قبل أن يعود ويستدرك الأمر.

شاهد:

الرئيس في مؤتمر جدة: المملكة الأردنية الهاشمية... من طرف dm_526434c54df52

وفي ما يلي بعض من الصور التي نشرت منذ وقت الكلمة أمس وحتى اليوم والتي تنتقد ما جاء فيها:

 

 
حرره: 
ا.ش