صراع الـ (Social media ) يحتدم بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد "عملية الخليل"

عملية الخليل

سعيد كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: بعد أن لاحظ مقطعًا عبر الموقع الشهير " يوتيوب " لشاب اسرائيلي  يظهر وهو يصف العرب بالإرهاب ويدعو لقتل الفلسطينيين والانتقام منهم في اشارة إلى حادثة المستوطنين المخطوفين بالخليل، سارع كرم ( 26 عامًا ) من مدينة غزة لتسجيل مقطع قصير بكاميرا هاتفه يرد فيها على الشاب الاسرائيلي ساخرًا مما يقوله، ونشره مباشرةً على يوميات حسابه الشخصي في فيس بوك.

المتابعون تفاعلوا وشاركوا ما سجله كرم، الذي قال لزمن برس:" ينبغي لنا أن نكتب وندون ونسجل لأجل قضيتنا ما دام هناك مساحة متاحة لنشر هذه الرسائل عبر فيس بوك وتويتر وغيره والرد على اتهامات الاسرائيليين الذين يستخدمون نفس هذه المواقع في الترويج لصالح تصرفاتهم سياساتهم وقوانينهم الظالمة".

وكان اسرائيليون عبر فيس بوك أطلقوا حملة بعنوان  « الى أن يعود المخطوفون .. اقتلوا مخرب فلسطيني كل ساعة» وفور نشر الصفحة سجل عشرات الالاف من الاسرائيليين اعجابهم بها مؤيدين الفكرة، ونشر فلسطينيون بدورهم صورًا تداولتها بعض المواقع للمخطوفين وهم باللباس العسكري وعبارات تدعو إلى اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين تحت هاشتاغ  #BringBackOurBoys الذي أطلقه إسرائيليون لكنه سرعان ما تحول لهاشتاغ فلسطيني، إذ سيطر المغردون الفلسطينيون عليه وملئوه بصور الأسرى والشهداء وانتهاكات الاحتلال المتواصلة.

وعلى الجانب نفسه، بات سهلًا ملاحظة الصور التي تحمل تصرفات عدوانية تقوم بها اسرائيل في كثير من الأحيان اتجاه السكان الفلسطينيين داخل المدن والقرى وأمام الحواجز، وتوظيفها بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الشعارات أو الرسائل القصيرة المكتوبة على الصور.

 

وشكلت هذه المواقع في الفترة الأخيرة منطلقًا أساسيًا يوظفه الشباب الفلسطيني لنشر أفكارهم، والتعبير عن مواقفهم اتجاه القضايا المختلفة، ولعل قضايا الأرض والأسرى والاعتقال اليومي والقوانين المجحفة بحق الفلسطينيين كانت ولا تزال مدارًا للحديث والتعليق والتدوين في ساحات المواقع الاجتماعية التي من أبزرها فيس بوك وتويتر.

وعن الأسباب التي تدع الشباب الفلسطيني يلجأ إلى المواقع الاجتماعية من أجل تحقيق هذا، تقول الصحفية جنى نبوت والناشطة عبر صفحتها في فيس بوك من رام الله لزمن برس:" ان سهولة الوصول لقاعدة جماهيرية كبيرة داخل وخارج فلسطين وخلق حلقة فيما بينهم هو أحد أهم الأسباب".

 وتتابع بالقول:" اذا أردنا الحشد لقضية معينة في سبيل جعل العالم كله يعلم ما يحصل حولها، فلا بد أن يؤتي ذلك ثماره شرط أن تكون للقضية قيمة ومعنى جديد تضيفه، لتكون مؤثرة ومساهمة بحيث يتم توظيفها بالشكل السليم".

ولا يكتفي المستخدمون الفلسطينيون بلغتهم العربية الأم في الكتابة وتوجيه الرسائل المناهضة لتصرفات اسرائيل عبر صفحاتهم وحساباتهم الشخصية اذ في كثير من الأحيان يستخدمون لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والعبرية في سبيل ايصال الفكرة للعالم، اذ أنشأ شبان فلسطينيون صفحات اتخذت منشوراتها من الانجليزية لغةً لها ومن أبرزها:" Campaign of exposing Israeli crimes via social media " و "eye on Palestine".

وكانت مواقع مختصة بأخبار الـ (  (Social media وضعت  فلسطين في المركز الثالث من حيث أعلى نسبة مستخدمين لموقع تويتر في العالم العربي، بعد السعودية والكويت، مضيفةً أن النشاط الأكبر للمتابعين على تويتر في فلسطين هو من نصيب السياسة. وكشفت نفس المواقع أن فلسطين تحتل المرتبة العاشرة على العالم العربي والـ 81 على مستوى العالم بـ 1.04 مليون مستخدم من أصل 4.29 مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان غزة والضفة حسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني منتصف 2012م، أي بنسبة 24.24%.

 

ورغم الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال على المدن والبلدات الفلسطينية منذ خطف المستوطنين الثلاث، وعمليات الاعتقال المكثقة واقتحام المنازل، إلا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي رأوا في كل إجراءات جيش الاحتلال هذه عبثاً، وأنها دون أي جدوى، فنشرو مقاطع الفيديو الساخرة التي تهزأ من عملية الاحتلال المكثفة في مدينة الخليل.

وقام بعض مستخدمي موقع فيسبوك بالاستهزاء بتصريحات الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي من خلال إرسال رسائل له تخدعه بأن صاحبها يعرف مكان الجنود المختطفين.

حرره: 
م.م