على إسرائيل أن أن تجري تحقيقاً شفافاً فيما يخص مقتل الشابين الفلسطينيين الذين قتلهما الجيش

استشهاد شاب قرب رام الله

بقلم: بن كاسبيت
الرد الاكثر غباء لمشاهدة الفيلم الذي يُرى فيه الفتيان الفلسطينيان يصابان بالنار ويسقطان دون أن يشكلا تهديدا على قوات الجيش الاسرائيلي هو الادعاء بان في سوريا يقتل عرب أكثر، ولا أحد يفتح فمه ببنت شفه. وبالفعل، نحن لسنا في سوريا. خيرا كان أم شرا. وشيء آخر: نحن نعيش في عالم مصاب بالازدواجية الاخلاقية وبالتلون، بالقيم المتغيرة وبرموز السلوك المرنة. ما هو مسموح لبشار الاسد محظور علينا. هذا هو الوضع، هذه هي فرضية العمل.
ولكن هذا ليس فقط بسبب ‘العالم’، بل بسببنا أيضا. وبالذات بسبب أن الجيش الاسرائيلي يبذل جهدا كي يلتزم بالمقاييس والقيم الغريبة تماما عن المحيط الذي نتواجد فيه، يجب أن نفحص هذه القصة بجدية.

سطحيا، لا يبدو الفيلم جيدا. فهما يبدوان يسيران ببراءة، لا حجارة، لا زجاجات حارقة، وفجأة يصابان بالنار ويسقطان. وبعد ان قلنا هذا، ينبغي أن نتذكر محمد الدرة. اليوم بات ممكنا القول على نحو شبه مؤكد بان الدرة، الذي أصبح الرمز الاكثر شهرة ونزفا في العالم العربي، لم يصب بنار الجيش الاسرائيلي (اذا كان اصيب بالنار. ثمة ايضا روايات غير مدحوضة على الاطلاق في أنه حي يرزق).

الفلسطينيون، وقسم من منظمات حقوق الانسان الوهمية والحقيقية التي تحيط بهم، يختصون في خلق استفزازات من هذا النوع. في العصر الحالي لا توجد مشكلة في طبخ أفلام، واجراء تحرير مغرض، والزرع والنزع، والتلفيق. من جهة اخرى، ليس صعبا تشخيص أفلام مطبوخة كهذه. ولهذا فان الرد الاسرائيلي الصحيح هو الاستجابة للدعوة الامريكية التي اطلقت أمس، وفتح تحقيق فوري، لاذع، حقيقي وسريع. والاهم: شفاف. محظور أن تكون لدينا أسرار في هذا المجال.
خلافا لحالة الدرة، لا حاجة للتطوع وأخذ المسؤولية عن الحالة بأسرع وقت ممكن. هذا لا داعي له، ومثلما سبق أن ثبت، هذا مغلوط من أساسه. على التحقيق أن يكون مستنفدا وبعده استنتاجات وعمل.

اذا كان جندي (او اسرائيلي آخر) اطلق النار بالفعل على الفتيين اللذين لم يقوما بأعمال تعرض الحياة للخطر فقتلهما هكذا عبثا، بدم بارد، فينبغي العثور عليه، ومحاكمته ومحاسبته قانونيا. فظواهر كهذه يجب اقتلاعها من الجذور. في مثل هذه الحالة يجب أخذ المسؤولية الكاملة وتحمل النتائج.
واذا ثبت أن الفيلم محرر أو مطبوخ والواقع على الارض كان مختلفا، فيجب كشف عورة الفلسطينيين بكل القوة.

محظور النسيان التحقيق يمكن أن ينتهي بخير، ولكن قد ينتهي بشر أيضا. على الدولة ذات السيادة أن تعرف كيف تأخذ المسؤولية عن أفعالها، بل واحيانا عن الجرائم التي ارتكبت باسمها. هذا هام لصورة اسرائيل في العالم، هذا هام لوضعها الدولي الضيق في العالم، ولكن هذا هام باضعاف لنا، نحن الاسرائيليين، كابناء بشر وكمن ننظر الى أنفسنا في المرآة بين الحين والاخر. وكما أسلفنا، نحن لسنا في سوريا، بل ولا نريد أن نكون.

معاريف الاسبوع