الأبارتهايد ليس في مدرستنا ياكيري

بوعز بسموت
في شهر كانون الاول زرت متحف الابرتهايد في يوهانسبورغ. وقد ساعدتني هذه الزيارة على ان افهم في اي واقع كان يعيش الرئيس الاسود الاول لجنوب افريقيا.
المتحف مخطط بشكل يشعر فيه الزائر وكأنه يعيش على جلدته الابرتهايد، هنا والان. احساس غير لطيف في الداخل، ولكن تخفيف مضمون في الخارج في الوقت الذي يسير فيه السود، البيض والملونون الواحد الى جانب الاخر على ذات الرصيف.
وزير الخارجية الامريكي جون كيري أحدث في الايام الاخيرة عاصفة، بعد أن كشف الموقع الامريكي ‘ديلي بوست’ النقاب عن تصريحات قالها. فقد حذر من انه اذا لم تكن تسوية، ‘ستصبح اسرائيل دولة أبرتهايد’. اسرائيل. أبرتهايد؟ ماذا يعني هذا يا سيد كيري؟ طابور لليهود، طابور للعرب وطابور للسود أمام أبو العافية في شارع ييفيت في يافا، إذا لم يوقع أبو مازن وشريكه الجديد هنية على اتفاق؟ ‘لو كان بوسعي أن ارجع الشريط الى الوراء لاخترت كلمة اخرى’، قال كيري الذي ندم على ما قاله. لعله حان الوقت لان نفهم كم هو مغاير واقع جنوب افريقيا بين أعوام 1948 و 1994 مقابل اسرائيل من العام 1948 وحتى الابد.
في جنوب افريقيا، حيث تحكمت أقلية بيضاء بأغلبية ساحقة سوداء، انتهج نظام أبرتهايد قام على أساس مبادىء الفصل العنصري بين البيض، السود والملونين، ومنح حقوق زائدة لابناء الاقلية البيضاء. حكومة دانييل فرانسوا مالن سنت في العام 1948 سلسلة من القوانين العنصرية في جنوب افريقيا وصنفت كل المواطنين حسب العرق. الفصل كان شاملا.
الواقع الاسرائيلي ليس مثاليا. وهو يخلق عدم المساواة، واحيانا، كما ينبغي الاعتراف، يوجد مس بحقوق قسم من السكان. ولكن الامر ينبع من واقع سياسي امني قانوني خاص، فيما أن التطلع هو لتغييره ذات يوم، بمساعدة جيراننا. في دولة اسرائيل، خلافا لجنوب افريقيا في حينه، لا يوجد قانون أو نظام تقف خلفه فكرة الفصل على خلفية عنصرية.
اسرائيل ليست كاملة (يحتمل أن مثل باقي دول العالم، لن تكون كذلك في اي وقت من الاوقات). اما اتهامها بكونها دولة أبرتهايد (الامر الذي أصبح موضة) فهذا سخيف وليس صحيحا.
غير أن الفكرة تسللت عميقا جدا حتى وصلت الى وزير الخارجية الامريكي. حسن أن ندم. يمكن اتهامنا بكثير من الامور، اما الابرتهايد فليس في مدرستنا.
اسرائيل اليوم