تحليل حذيفة سرور

يعيش عشاق الساحرة المستديرة ومتتبعي كرة القدم في أوروبا والعالم أجواءً حماسية هذه الليلة ستشهد لقاءً بين أكبر فرق اللعبة في العالم (ريال مدريد وبرشلونة) على المستوى الجماهيري والشعبي والإعلامي وقيمة النجوم في الفريقين .

  هذه المباراة ستحسمها عوامل نفسية قبل العوامل الكروية والتكتيكية ، وقدرة أي من الفريقين على التعامل الجيّد مع عوامله النفسية ستضمن له اللقاء بنسبة كبيرة .

كما يعلم الجميع فبرشلونة لا يمر بأفضل حالاته بل يعيش الفريق كابوساً حقيقياً في الفترة الأخيرة، وهذه المباراة ربما ستشكل سلاحاً ذو حدين بالنسبة للفريق فمن ناحية قد يدخل لاعبي الفريق لملعب المباراة وثقتهم مهزوزة بعد تواضع نتائجهم في الفترة الأخيرة . إضافة لذلك قد تضعهم المباراة تحت ضغط نفسي رهيب يكون فيه اللاعبين مطالبين بتقديم مستوى ونتيجة تليق بنادي برشلونة .

 من ناحية أخرى، ربما ينتظر لاعبي برشلونة هذه المباراة لتعويض خيبتاهم هذا الموسم ولإثبات التفوق على الغريم للمرة الثالثة هذا الموسم وإسعاد جماهيرهم التي لم تستفيق من كابوس الهزائم.

 هذا سيعطي لاعبي برشلونة قوة إضافية وحالة معنوية عالية داخل الملعب ستربك كتيبة ريال مدريد التي تفتقد أهم عنصر فيها هذه الليلة.

  على الجهة المقابلة يعيش ريال مدريد حالة معنوية عالية انعكست بشكل ملحوظ في الملعب  وجنى على إثرها انتصارات بنتائج عريضة في الدوري، إضافة لنشوة التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال رغم المعاناة أمام  دورتموند العنيد .

 هذه الحالة ستتحول لكابوس حقيقي إذا ما خسر الفريق هذه الليلة وستؤثر بشكل كبير على لقاء الفريق بالعملاق البافاري الأسبوع المقبل .

كما أسلفت فإن هذه المباراة ستقوم على جزئيات بسيطة وستشهد ندية وتنافسية بدرجة عالية ولا أتوقع أن يتحكم أي من الفريقين بالمباراة والآخر يكتفي بالمتابعة، فمهما كانت ظروف أي الفريقين فهم يدركان قيمة هذه المباراة وقيمة هذا الكلاسيكو بالذات لأنه سيشكل مباراة الموسم للريال ومباراة الحقبة لبرشلونة.

على المستوى التكتيكي :

يفتقد ريال مدريد لجهود نجمه الأول كرستيانو رونالدو وعلى الجهة المقابلة يفتقد نادي برشلونة لجهود مدافعه جيرارد بيكيه، وعليه ستتقلص الخيارات الهجومية للريال والخيارات الدفاعية للبرشا .

تشكيلة الريال قد تشهد تعويض رونالدو بدي ماريا على الأطراف وتعويض دي ماريا بإيسكو أو ايرمندي في الوسط فإيسكو يمثل عقلية هجومية لكارلو وأيرمندي يمثل خياراً متحفظاً للمدرب الأيطالي الذي تلازمه عقدة الفوز على برشلونة وهذه فرصته الذهبية لكسر هذه العقدة .

تشكيلة برشلونة لن تشهد تغيرات جذرية كما كان في المباراة السابقة وستعتمد على الإسماء التقليدية في الفريق والتي سيقع على عاتقها استنهاض خبراتها وقدراتها من أجل مساندة الفريق الذي يعيش أتعس الظروف .

 في النهاية أتوقع كما أسلفت لقاء مفتوحاً ينذر بمباراة كبيرة تليق بسمعة وحجم الفريقين.