ينبغي فحص قانون العودة من جديد

يئير إتنغر

يتم التشهير بالحاخامية من فوق كل منبر، ويتم انشاء على الارض نظم بديلة عنها، ويبادر اعضاء كنيست فيسنون قوانين ترمي الى اضعافها، وأصبح يهود كثيرون في اسرائيل والعالم ومنهم ارثوذوكس على يقين من أنه أكل الدهر عليها وشرب. ويتمتع الحاخام دافيد لاو بسبب ذلك بصفته يخضع لامتحان في سنته الاولى في المنصب، يتمتع بميزتين نادرتين وهما أن التوقعات من الجهاز الذي تولى المسؤولية عنه لا يمكن أن تكون أدنى مما هي عليه، وكذلك فان التوقعات منه باعتباره حاخاما رئيسا اشكنازيا يؤيده من يطمحون الى الحفاظ على الحاخامية كما هي، لا تبلغ عنان السماء. يتحدث الحاخام لاو بعد ثمانية اشهر من تولي منصبه وعشية عيد الفصح عن مواجهة سلطة الموظفين في الحاخامية، وعن الجهاز البيروقراطي المتعب، ويقترح تغيير قانون العودة.
بحسب استطلاع مقياس الديمقراطية في 2013 عن المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، توجد الحاخامية في أدنى السلم لأن 43 بالمئة فقط من الجمهور يثقون بها، وبين استطلاع منظمة الشفافية العالمية في 2013 أن الاسرائيليين يُدرجون الحاخامية في الدرك الأسفل لفساد السلطة الى جانب الاحزاب.
ينبغي عدم اتهام لاو بأنه لا يطبق أجندة خصومه الذين هم أكثر ليبرالية، لكنه أصبح يُسمع كلام مفاجيء رويدا رويدا وبحذر من المعسكر الخصم في ظاهر الامر. ‘اليمين فقط يعيد المناطق’، قال حاخام مجموعة يفنه، الحاخام العاي عوفران.
في حين ما زال كلام عوفران بمنزلة هوى قلب، فان المحامية باتيا كهانا درور المديرة العامة لمنظمة طريق مسدود التي تساعد من يُرفض طلاقهن، كثيرة المدح للاو بصفته قاضيا شرعيا ممتازا لحل المشكلات وعتق المعلقات (غير المطلقات). يبدو لاو مستقلا من جهة سياسية بخلاف نظيره الشرقي الحاخام اسحق يوسف الذي لم تترك يده يد رئيس شاس آريه درعي منذ أن تم انتخابه. وقد شارك في مسيرة حريدية اعتراضا على التجنيد في شباط (للاحتجاج على العقوبات الجنائية كما قال)، لكن المحيط القريب منه ليس حريديا. وعلى العموم التشابه بينه وبين أبيه واضح من جهة اللغة الفصيحة والاصغاء الى كل من يتقدم إليه، وبحقيقة أن عنده قصة أو حكاية أو شيئا من التوراة بسيطا قابلا للاستيعاب يناسب كل حالة نفسية وكل جمهور.
يفضل لاو أن يعرض نفسه بأنه حاخام رئيس للجميع، فوق الاوساط وأنه اسرائيلي. وتُبين صفحته في الفيس بوك وهذا تجديد في حد ذاته صورة حاخام نشيط جدا يحرث البلاد طولا وعرضا، ويلاقي مزارعين في هضبة الجولان وطلبة جامعات في جامعة بن غوريون واولادا بلغوا الرشد في اوفكيم. ‘أنا موجود هنا أحيا في البلاد. حينما آتي الى العفولة أو ديمونة أو بئر السبع أو تل ابيب أحدث الناس بلغة واضحة فيفهمونني وأفهمهم’، قال لاو. ويجري الحديث معه في سفر بين مدينتين في سيارة اسكودا المستعملة التي حصل عليها من مديرية السيارات الحكومية. وقد رفض سيارة ‘بي.إم دبليو’ الالمانية التي خصصت له كي لا يمس بشعور الناجين من المحرقة كما يقول.
يقول إن نضاله الأكبر من اجل التغيير موجه على ‘سلطة الموظفين’ في الحاخامية. ‘دخلت العمل بعد الانتخابات بيوم وطلبت الى كل واحد من عمال الحاخامية قائلا: قل لي ما الذي تفعله وكيف تفعله. أحاول أن أحركهم كي يتصرفوا بحسب معايير بصورة مستقيمة وشفافة ونزيهة ومنظمة. والصحيح أن الامر صعب جدا. وقد طلبت استشارة تنظيمية للحاخامية، وربما يمكن أن نعزز أحد الاقسام ونحذف آخر’.
إن البيروقراطية ايضا تعمل عليه. فلم يكد ينجح في الاشهر منذ جاء في إقرار تدابير عمل جديدة في قسم امتحانات الحاخامية، والموظفين في قسم صغير مسؤول عن الذبح في خارج البلاد فقد تجاهلوا توجهاته لاقرار تدابير عمل شفافة.
يقول: ‘البيروقراطية فظيعة. فقد كانت هناك سلطة موظفين حتى اليوم. استقر رأيهم مثلا على رفض ذباح ما ترتجف يداه. وأصبح هذا الشخص الآن يطلب مساءلة وفحصا طبيا. من يعنى بأمره أصلا؟ انتهى الامر عندي، فأنا لست مستعدا أن يبت موظف أمر حياة انسان. ينبغي أن توجد لجنة من ثلاثة حاخامين ليقرروا هل هو ذباح جيد، وقد نجحت في هذا المجال في أن أحرك الامور، لكن يحتاج الناس الى زمن لاستيعاب مطالبي منهم، فالامر لا يحدث في يوم واحد’.

هآرتس

حرره: 
م.م