في الطريق الى صدام

بقلم: شمعون شيفر
يشبه الوضع في اسرائيل والمناطق قطارين يسيران بسرعة نحو صدام أما الاول فتقوده تسيبي لفني وأما الثاني فيوجهه متطرفو المستوطنين
يُكثر أصدقاء جون كيري الذي يعمل بلا كلل في الدفع قدما بالتسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، يكثرون نعته بأنه ‘أرنب الانرجايزر’. لكنه بدا أمس في شهادته أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ كواحد فرغت بطارياته تماما.
قال وزير الخارجية الامريكي إن الاسرائيليين أفشلوه بعد أن رفضوا الافراج عن السجناء الفلسطينيين وأعلنوا بناء 700 شقة في حي غيلو. ‘وفجأة حدث صوت انفجار بوم’، قالت كيري، واضطر الفلسطينيون الى القيام عن طاولة التفاوض. وكانت العلاقة السببية وراء ‘بوم’ كيري هادرة واضحة فالاعمال الاسرائيلية هي التي أفضت الى تفجير التفاوض؛ لا رفض الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية، ولا استمرار السلطة على التحريض بل نُكث الاتفاقات التي أفضت الى تجديد المحادثات هو الذي أفضى الى وقفها كما يزعم كيري.
لكن كيري لم يكتف بهذا التنديد الخفي. بالعكس، يبدو أنه بعد شهادته في مجلس النواب ولم يكن ذلك للمرة الاولى قد بين كلامه ويبدو أن ذلك بسبب ضغط ممن حول نتنياهو، وأثنى على رئيس الوزراء الاسرائيلي لـ ‘الخطوات الشجاعة التي خطاها’ بأن وافق على الافراج عن كل السجناء الفلسطينيين في الدفعة الرابعة عوض الافراج عن بولارد.
لكن يجب أن نقول إنه ليس الحديث عن تفاوض في جوهر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في الارض والدولة ذات السيادة واللاجئين والقدس بل الحديث عن حوار لا مضمون له. ومع ذلك تستمر المحادثات بين تسيبي لفني وصائب عريقات لأن مصلحة الطرفين تقتضي هذا الايهام، أو كما أوجز مسؤول فلسطيني رفيع ذلك بقوله: ‘الشيء الوحيد الذي وضعه الاسرائيليون على طاولة المباحثات محصور في البسكويت وكأس عصير’.برغم أن المتفاوضين استقر رأيهم في بداية المحادثات على الحفاظ على مضمونها سرا، تسربت كل التفاصيل الى الخارج وخلفت خيبة أمل عميقة وأثارت غير قليل من الاسئلة موجهة الى تسيبي لفني، الرئيسة فيها هي: ماذا تفعلين هناك، إلا اذا كنت قد استقر رأيك على أنك باقية بكل ثمن لتكوني مظلة لعجز نتنياهو وعدم استعداده للتقدم؟.
ينبغي أن نضيف الى هذا الواقع الذي أخذ ينشأ أمام أعيننا في يتسهار. فقد أشار هدم الموقع العسكري لجنود الاحتياط بالقرب من المستوطنة أول أمس الى وجود قطارين يسرعان الانطلاق نحو صدام: أما القطار الاول فتقوده لفني وأما الثاني فيوجهه المتطرفون من المستوطنين. وقد يجلب الصدام بينهما كارثة علينا جميعا.
يحرص نتنياهو على أن يرسل تصريحات الى الصحف عن المحادثات التي يجريها مع وزير الدفاع ويحذر فيها من الوضع، لكنها ليست كافية لمنع الحريق على الارض.
فالذي يتوقع من الاسرائيليين أن يستمروا على الاتيان لتأدية الخدمة الاحتياطية والدفاع عن المستوطنين يجب عليه أن يبرهن لهم لا لجون كيري على أنه مسؤول عن إحداث واقع جديد في يهودا والسامرة.
ليس الحديث هنا في الحقيقة عن تبادل اتهامات بين اسرائيليين وفلسطينيين بل عن سؤال قيادي بسيط وهو الى أين يقودنا رئيس الوزراء نتنياهو في الحقيقة؟.

حرره: 
م.م