الأسد استعمل السلاح الكيميائي مجدداً

بقلم: عاموس هرئيل وغيلي كوهين

صادق مصدر أمني رفيع المستوى في اسرائيل يوم الاثنين على أن نظام الاسد عاد فاستعمل السلاح الكيميائي قبل اسبوعين في واحد من أحياء شرق دمشق على منظمات المعارضة. وبخلاف حوادث سابقة يبدو أنه استعملت في هذه المرة مادة كيميائية معوقة لا مادة مميتة. والمصادقة الاسرائيلية هي أول سند استخباري يأتي من خارج سوريا للدعاوى التي أثارتها منظمات المعارضة في الدولة.
أفادت المعارضة عن وقوع حادثتين زعمت أنه استعمل فيهما سلاح كيميائي حدثتا في أحياء دمشق قبل نحو من اسبوعين. في الحادثة الاولى التي حدثت في 27 آذار، يوجد عند جهاز الامن الاسرائيلي شهادات تبدو صادقة عن استعمال المادة الكيميائية في حي حرستا شرقي دمشق. وتُعد المادة التي استعملها النظام مادة كيميائية معوقة، وهي وسيلة يفضي مجرد استعمالها الى الاضرار بالبشر لكن هذا الضرر يكون فعالا بضع ساعات ولا يسبب موتا. وفيما يتعلق بالحادثة الثانية التي حدثت في المنطقة نفسها، لا يستطيعون في اسرائيل أن يصادقوا هل استعمل سلاح كيميائي حقا.
استقر رأي المجلس الوزاري المصغر قبل شهرين على تجميد توزيع الاقنعة الواقية على مواطني اسرائيل اعتمادا على تقدير أن تهديد استعمال سوريا للسلاح الكيميائي قل جدا، وهي التي تملك أكبر مخزون من هذا السلاح في المنطقة. ومع ذلك ما زال مصنعان اسرائيليان ينتجان عددا قليلا نسبيا من الاقنعة لحاجة الجيش الاسرائيلي. وستوزن السياسة من جديد في نهاية السنة وسيتقرر آنذاك هل يتم التوقف تماما عن توزيع الاقنعة على المواطنين.
قال وزير الدفاع موشيه يعلون في حديث مع صحفيين في تل ابيب إن النظام السوري أباد كل مصانع سلاحه الكيميائي ويبدو أنه أباد ايضا أكثر السلاح الذي كان مُعدا لاطلاق السلاح الكيميائي. وأضاف يعلون أن نحوا من 60 بالمئة من المادة الكيميائية أُخرجت من سوريا للقضاء عليها في اطار الاتفاق مع الغرب. وقال: ‘تم في الاسابيع الاخيرة تعجيل مسار اخراج المادة من سوريا بعد فترة قصيرة في سفينة دانماركية أو نرويجية من ميناء اللاذقية ومن هناك الى موقع تحت سيطرة امريكية يتم فيه القضاء على المادة’.
وقدر وزير الدفاع أن سوريا يسودها شلل متبادل، فالنظام السوري غير قادر على اخضاع المقاومة، والمقاومة غير قادرة على اخضاع النظام. وقال يعلون إن ‘الاسد يسيطر اليوم على أقل من 40 بالمئة من مساحة الارض’.
وقال وزير الدفاع فيما يتعلق بالحوادث الامنية الاخيرة في حدود هضبة الجولان إن الحادثتين الاخيرتين اللتين وضعت فيهما شحنات تفجيرية الاولى قبل شهر وأصابت فيها قوة من الجيش الاسرائيلي واضعي الشحنة في شمال الجولان، والثانية قبل ثلاثة اسابيع وجرح بها اربعة مظليين بينهم نائب قائد كتيبة قال إنها ‘عمليات تخدم مصالح النظام وحزب الله’. وعرّف يعلون منفذي هذه العمليات بأنهم ‘مبعوثون’ من قبل سوريا وحزب الله وقال إنهم في جهاز الامن يتعقبون هؤلاء المبعوثين ‘لكنهم يلقون المسؤولية على النظام في دمشق’.
قال يعلون هذا الكلام بعد يوم من اعتراف الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لاول مرة بان منظمته وقفت وراء تفجير شحنة تفجيرية في الحدود بين اسرائيل ولبنان في مزارع شبعا قبل شهر. وتُفسر كل الحوادث الاخرى في الحدود مع سوريا ولبنان في اسرائيل بأنها محاولة من حزب الله ونظام الاسد لرسم ‘خطوط حمراء’ تخصهما في التوتر مع اسرائيل؛ فبعد أن قُصف معسكر لحزب الله في الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا بهجوم جوي منسوب الى اسرائيل في نهاية شباط، أراد حزب الله أن يجبي ثمنا من اسرائيل وأن يصدها عن هجمات اخرى داخل لبنان.
ولاسرائيل من جهتها خطوط حمراء خاصة بها أعلنتها في عدة فرص: فهي سترد على اطلاق النار على ارضها، وستعمل على احباط ومنع تهريب وسائل قتالية متقدمة من سوريا الى لبنان ومنع نقل سلاح كيميائي الى حزب الله. واسرائيل مستمرة على سياسة الرد العسكري على كل ضرب في اراضيها.
وهي تحاول بقدر كبير أن تُقر توازن رعب مشابها في سائر حدودها المتأثرة بالزعزعة في العالم العربي. وحتى لو كانت منظمات أصغر مسؤولة عن اطلاق النار عليها فان التهديد على نحو عام (وتستعمل القوة العسكرية احيانا ايضا) يوجه الى التي تتولى السلطة. فقد هاجم الجيش الاسرائيلي أهدافا للجيش السوري بعد التفجير الذي أصيب به المظليون الاربعة في الجولان.