فليذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة

بقلم: نفتالي بينيت

إن احدى القصص المشهورة عن مدينة حيلم هي قصة ‘الجسر المكسور’، إنه ذلك الجسر الذي كان الناس يسيرون عليه ويسقطون عدة أمتار الى أسفل. واجتمع حكماء المدينة ووجدوا حلا فقد بنوا مستشفى تحت الجسر. كان تصورهم أنه يجب السقوط فتعالوا ندفع الثمن ونعالج المشكلة بعد ذلك.

يسيطر على اسرائيل في السنوات الاخيرة تصور مشابه يقول بشرط ألا تكون الامم المتحدة وبشرط ألا تكون لاهاي. وفي كل سنة يتجدد مهرجان الرعب، فاذا لم نفعل ما يريده الفلسطينيون سيلجأوا الى الامم المتحدة، واصبحوا دولة وادعوا علينا في لاهاي بسبب عمليات الحكومة والجيش والمستوطنين في يهودا والسامرة. ولن يستطيع ضباط الجيش الاسرائيلي السفر الى فرنسا واسبانيا وبريطانيا. وسيكون وزراء الحكومة مطلوبين في شرق آسيا. ويبدو أن هذا هو سلاح يوم القيامة عند الفلسطينيين. وقد وجد من قبل وزير دفاع سماه: تسونامي سياسي.

حان الوقت اذا لنغير التصور العام وهذا ليس سلاح يوم القيامة بل هو مسدس فارغ. ويوجد سبب جيد يبين لماذا ليس الفلسطينيون اعضاء في لاهاي وليسوا اعضاء في الامم المتحدة. وهذا هو الوقت لندرك ما الذي يدور الحديث عنه ولنكف عن الخوف ولنعمل في الأساس.

هل تعلمون أنه قد قدمت فينا دعوى قضائية في لاهاي من قبل؟ حدث ذلك في 2013 حينما قدمت دولة جزر القمر في افريقيا العضو في آي.سي.سي دعوى على دولة اسرائيل بسبب السيطرة على السفينة التركية ‘مرمرة’، فهل سمع أحد بذلك؟ وهل سقطت السماء؟ وهل اعتقل ضباط من الوحدة البحرية 13 في الخارج؟.

وعلى العموم فان دعوى في المحكمة الدولية في لاهاي ستضمنا الى المنتدى الفخم لدول كثيرة قدمت عليها شكاوى من قبل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ولا يطلب أحد هناك الانسحاب من لندن لابطال الخطر. ويوجد ما يُفعل. يجب على اسرائيل ومنظمات مستقلة أن تبادر الى دعوى قضائية في لاهاي على القيادة الفلسطينية لتنفيذها جرائم حرب. ويوجد سببان للدعوى.

الاول قتل وارهاب لابرياء. فالفلسطينيون يطلقون عن سبق اصرار آلاف الصواريخ على مدارس ومستشفيات ورياض اطفال. والاطلاق المتعمد لاصابة مدنيين هو جريمة حرب سافرة.

والسبب الثاني هو التحريض على الارهاب وتشجيعه الذي يصدر كل يوم عن رام الله. ففي كل شهر تحول السلطة الفلسطينية مدفوعات تقاعد ومخصصات لقتلة اولاد ونساء أفرجت عنهم دولة اسرائيل ولاولئك الذين ما زالوا في السجون. وهم يقولون للمخرب إمض فاقتل يهوديا، وبدل أن أدفع اليك قبل ستحصل على التفضل بعد. وهذا تشجيع لارهاب، وهذا تحريض.

ويوجد سبب آخر يجعل هذا التصور ينهار لأنه توجد لدول العالم مصلحة واضحة في منع حدوث ذلك. فالعالم يدرك جيدا آثار التوجه الفلسطيني الى لاهاي. واذا قبلت دعواهم على البناء في المستوطنات فسيفتح صندوق عجائب سياسي مع آثار عالمية.

ليست اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي بنت ‘مستوطنات’. فقد فعلت روسيا ذلك في جورجيا بعد الحرب في 2008. ولتركيا مستوطنات في شمال قبرص. ويوجد فرق فقط وهو أن ذلك أشد عندهم. فالتعريف هناك ‘ارض محتلة’، والحديث عندنا عن ‘ارض متنازع عليها’. وهم آخر من يريد ذلك.

إن الدعوى القضائية على عمليات الجيش الاسرائيلي ايضا قد تشعل العالم. فماذا سيحدث في الغد حينما ترفع طالبان دعوى على جندي امريكي أو حينما يستقر رأي كوريا الشمالية على جر الولايات المتحدة الى لاهاي بسبب احتلال ارضها في الجنوب؟.

لن يكون التسونامي علينا فقط بل سيصل الى ابواب كل الدول الغربية. وهكذا اصبحت دولة اسرائيل الصغيرة تقف في وجه الطوفان مرة اخرى. حينما ضربنا الارهاب في بداية الالفية الثالثة خرجنا لمعركة مضادة وهزمناه في وقت كان العالم يراقب ذلك متنحيا، فاذا احتجنا الى ذلك فسنفعله مرة اخرى.

لكن ليست دول العالم وحدها هي التي لا تستفيد من ذلك بل الامم المتحدة نفسها لا يفيدها ذلك. فقبول الفلسطينيون لوكالات في الامم المتحدة سيفضي الى انهيار اقتصادي فوري لوكالات الامم المتحدة بسبب فقدان ميزانية وهي لا تنتحر. والسبب أن مجلس النواب الامريكي أجاز في تسعينيات القرن الماضي قانونين يمنعان الانفاق على وكالات الامم المتحدة التي تقبل الفلسطينيين اعضاء حينما يتم ذلك باجراءات من طرف واحد ودون أن يتم الاعتراف بأن دولتهم دولة مستقلة.

في 2011 انضم الفلسطينيون الى اليونسكو واستُعمل القانون بصورة آلية فأغلقت الولايات المتحدة صنبور ميزانية المنظمة فدُفعت اليونسكو الى عجز مالي بلغ 70 مليون دولار في كل سنة. والاضرار بالمنظمة باهظ وقد أصبحوا نادمين على قبولهم الفلسطينيين في صفوفهم. ولن تكرر منظمات اخرى هذا الخطأ. ونقول في الخلاصة إن تصور ‘أن الاتجاه الى الامم المتحدة هو كارثة’ لا أساس له. لكن هذا التخويف للنفس يجبي منا ثمنا باهظا ويُمكن الفلسطينيين من أن يستعملوا علينا ابتزازا مكررا وقد حان الوقت لنضع لذلك حدا. ونقول للفلسطينيين اذا أردتم التوجه الى الامم المتحدة فاتصلوا بنا وسنشتري لكم بطاقة سفر. ومن المؤكد أنكم حزمتم أخطاءكم وحدكم.