'تسويق'التراث الفلسطيني'على أنه إبداع إسرائيلي

لندن ـ’فيما يتعرض الشعب الفلسطيني لسلب ارضه وتهويدها،’تواصل إسرائيل بانتحال تراثه’والتحلي به’وتجييره لمصالحها الإقتصادية والثقافية وذلك عبر السطو على ‘الملكية التراثية لأنواع من الملابس ‘والصناعات الحرفية والفنون التشكيلية وتسويقها على أنها إبداع أو إبتكار إسرائيلي.’

آخر عمليات السطو هذه تمثلت بانتحال الملكية التراثية للأزياء’الفلسطينية’المطرزة التي تعتبر’جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية’بحيث يمثل كل ثوب جزء من هذه الثقافة سواء كانت مدنية أو فلاحية أو بدوية.

وقامت مؤخراً’بعض’الشركات الأجنبية بعرض ملابس وأحذية تحمل تطريزات من التراث الفلسطيني’عبر مواقعها الإلكترونية’وذكرت أنها من صناعة’مصممي أزياء ‘يقيمون في إسرائيل دون ذكر أي رابط عن تاريخ وتراث هذه الأزياء وإرتباطها بجغرافية فلسطين’التي تميز منطقة من أخرى بأسلوب التطريز وشكله ‘مثل بيت لحم ورام الله والبيرة وبيت دجن.’

واللافت’أن المواقع التي تعرض بعض هذه المنتجات تدعي أن بعضها مستورد من إيطاليا’كموقع′انثروبولوجي الذي يعرض فستان ”فلايم تيونك” الذي يحمل تطريزات باللون الأحمر وموقع ”جاي كرو” الذي يعرض مجموعة كبيرة من الفساتين والأحذية المنقوشة بتطريزات عرف بها التراث الفلسطيني.

يذكر أنه في العام الماضي’أثارت زيارة قام بها مصممو أزياء إسرائيليون إلى مصانع لخياطة الملابس في بلدة الرام الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية جدلا فلسطينيا حول أهدافها.

وتعمل عدة مصانع فلسطينية منتشرة في الضفة الغربية بتصميم وخياطة الملابس لصالح تجار إسرائيليين يعملون على بيعها داخل إسرائيل وتصديرها إلى الخارج بعلامات تجارية معروفة.

وقامت إسرائيل في العقود الماضية بتسجيل أثواب فلسطينية باسمها في الموسوعات العالمية، مثل ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم (ثوب الملك) الذي سجلته إسرائيل باسمها في المجلد الرابع من (الموسوعة العالمية). ويعتبر ثوب الملك من أجمل الأثواب الفلسطينية ويتميز بغطاء الرأس المسمى الشطوة، وعليه القطع الفضية والذهبية ومرصع بالمرجان.

وتتركز خيوط التطريز ذات الالوان التي تقترب من الاحمر الغامق في معظم الاحوال اضافة الى الالوان الاخرى المساعدة وهي غالبا ما تكون في معظم اجزاء الثوب مثل الاكمام والصدر والظهر، اما الاشكال فهي متنوعة ومختلفة حسب المنطقة التي يتم فيها تطريزها فمناطق الشمال لها طابع مميز عن المناطق الجنوبية، حيث تختلف البيئة والحياة البشرية الى حد ما ومن باب اولى اختلاف الاذواق وما ينتج عن ذلك من أنشطة وفنون يدوية.

وتحرك هذه الفن وتغير مع تغير الظروف والاوضاع في صورها المختلفة فقبل نكبة فلسطين كان هناك بعض المسميات العديدة لانواع التطريز والاساليب المستخدمة فمثلا تسمى الخيوط والقماش المستعمل: النجوم، الفنانير، قرص العسل، النخل العالي، عرق الورد.

ولكن وبعد عام 1948 واكب فن التطريز الحياة الجديدة لهذا الشعب وظهرت مسميات مختلفة عن السابق سيطر عليها العامل النفسي والاجتماعي فطغى عليه حيثيات النكبة والمعاناة اليومية لللاجئين وخاصة في المخيمات التي ابدعت في كافة الفنون التشكلية ورسمت صورة واضحة المعالم للطابع الفلسطيني المتميز في هذا المجال.’ومن’اهم الوحدات الهندسية التي تستخدم في الزركشة هي:

المثلث، النجمة الثمانية، الدائرة، المربع، المعين، الخطوط الزخرفية وهي المستقيمة – المتقاطعة المتعرجة بصورة حادة او العكس – المسننة.

‘من جهة أخرى،’يشتكي الشعب الفلسطيني اقدام اسرائيل منذ احتلالها لفلسطين على سرقة المأكولات التراثية الفلسطينية مثل الفلافل والحمص وأصبحت تتباهى وتتفاخر وتدعي بانها وجبة يهودية من التراث اليهودي.

وقد قامت ‘اسرائيل بتقديم وجبة ‘الحمص والفلافل’ الفلسطينية كوجبة تاريخية من المطبخ اليهودي للرئيس الامريكي باراك اوباما خلال زيارته للمنطقة.

 

حرره: 
ز.م