الأغـلـبـيـة الإسـرائـيـلـيـة لا يهمّها الحج إلى الحرم

بقلم: ياعيل باز - ميلميد

من مكان ما، تحت رادار الخطاب الجماهيري، وقعت علينا مفاجأة الحرم، الذي قد يشعل مرة اخرى اضطرابات وعواصف بيننا وبين الفلسطينيين. يعرف الجميع فقط كيف تبدأ، ولكن لا أحد يعرف الى اين ستتطور. فلماذا الان بالذات؟ لماذا على الاطلاق؟ لماذا رفع النائبان موشيه فايغلين واوريت ستروك وغيرهما من رفاقهما الحرم الى "رأس فرحتنا"؟

موشيه فايغلين، رجل حبوب اكتسب لدى الكثيرين عالمه في أعقاب كفاحه العادل لصالح القنّب الطبي، يترك مرة كل بضعة اشهر او سنوات، انشغالاته العادية، ويعود الى هوسه بالحرم. يريد كل من يحتاج الى قنّب طبي أن يحصل عليه، ويريد من يريد الحج الى الحرم أن يستطيع ذلك. ثمة الكثير مما هو جيّد في الانشغال في موضوعين مختلفين جدا لو لم يكن احدهما – الحج الحر الى الحرم- خطيرا وقابلا للاشتعال لدرجة إشعال "المناطق" من جديد.

وانضمت الى فايغلين، وكيف لا، المقيمة في الخليل اوريت ستروك، التي لا تفوت اي فرصة لتركب موجة التطرف.

ستروك مقتنعة بان شعب اسرائيل كله يجلس ويقضم اظافره في ترقب متحفز لرؤية اذا كان سينجح هذه المرة هذا الكفاح من أجل الحج، وما ان تعطى الاشارة حتى يتراكض جموع بيت اسرائيل للتسلق الى هناك. برأيها فان "الحرم هو لب لباب تواجدنا في البلاد، وشعب اسرائيل بجموعه يريد أن يعود الى الحرم ويقيم الهيكل فيه".

لا، لم أكتشف شيئا. فالنائبة ستروك واثقة بان كل صباح يتوقع ملايين الاسرائيليين الحج الى القدس لإقامة "الهيكل الثالث" فيها.

هكذا هو الحال عندما يسكن المرء في مستوطنة صغيرة في قلب الخليل – يفقد الصلة الحقيقية بـ "شعب اسرائيل"، الذي باسمه يتحدثون.

يحتمل ان يكون قسم مهم من الجمهور يرى في الحرم مكانا مقدسا، واذا ما ضغطوا عليه سيقول انه مع حرية العبادة للجميع.

على المستوى المثالي هذا على ما يرام تماما. حبذا لو كنا نعيش في واقع يحترم فيه ايضا حق الصلاة في الحرم لليهود.

من يريد أن يجلس منعزلا في قلب عشرات الاف الفلسطينيين في الخليل فيجعل بذلك النزاع الطويل معهم نزاعا غير قابل للحل تقريبا، لا يمكنه أن يتوقع الا يشعل تغيير الوضع الراهن في الحرم اضطرابات هائلة بين اليهود والمسلمين.

ان ثمن هذا الاشعال كان مجديا دفعه لو كان الحديث يدور حقا عن "لب لباب تواجدنا في البلاد". ليست هذه هي الحالة. فالأغلبية العظمى من الاسرائيليين لا يهمهم حقا اذا ما حج بضع مئات من اليهود او لم يحجوا الى هذا المكان، وبالطبع ليس له اي اهتمام لبناء "الهيكل" من جديد. يهمهم اكثر بكثير ان تبنى الشقق حيث يمكنهم أن يسكنوا مع عائلاتهم.

ستروك، فايغلين، وبالطبع النائبة ميري ريغف، مع أقلية صغيرة وصاخبة، غير ذات صلة، تقاتل من اجل أقلية مسيحانية، ستفعل كل شيء كي تشعل هنا اضطرابات هائلة. بشكل عام، الرب يكون قويا في صراعهم المجنون، الذي لحظنا يحظى بتجاهل شبه مطلق من الجمهور ومن وسائل الاعلام على حد سواء.

في كل مرة يكون فيها بعض الهدوء، ويهدأ الميدان، يبحث لهم الفايغليون والستروكيون عن سبب لإعادة اشعاله. فالهدوء ليس جيدا لهم.

وعندها يتذكرون بأنه لا يزال ممنوعا على اليهود الحج والصلاة في الحرم. ها هو! يمكن العودة الى العناوين الرئيسة.

وقد تقع معجزة، بمعونة الرب، ويكون ممكنا ان نجلب الى منطقتنا انتفاضة لطيفة ما تبعد قوات الجيش الاسرائيلي والشرطة لأيام كثيرة وبالطبع تجبي ضحايا في الطرفين وتعميق الشرخ الفظيع.

او أن يتذكر "شعب اسرائيل" بأن الفلسطينيين هم اسوأ اعدائنا، وبالتالي محظور التنازل لهم في شيء، ومحظور ازالة بيت واحد في المناطق المحتلة.

الحرم هو الملجأ الاكبر للمتطرفين المنقطعين والمسيحانيين ممن وصلوا كيفما اتفق الى مكانة اعضاء كنيست. الكنيست ذاتها التي لم تطرح اقتراحهم المجنون حتى على التصويت.

حرره: 
م . ع