"جرس" أول إذاعة شبابية فلسطينية متخصصة ترى النور قريباً

ولاء خضير – رام الله

ما بين جواز سفر، وانتماء للوطن، مشهد يصارعه كل ليلة مئات من الشباب الفلسطيني ، ماذا لو اجتهدت الدولة، والمؤسسات، والشركات، لتوفير فرص متكافئة للجميع ، لعلنا حيينها نجد الشاب الفلسطيني يمزق اوراق سفره .

احتضنت مؤسسة فلسطينات مشروعا شبابيا خالصاً، ايمانا بقدرات الشباب الفلسطيني على التمييز والابداع والانجاز، يصب المشروع نحو اطلاق اول اذاعة شبابية فلسطينية، كإحد المشاريع الإقتصادية لمشروع التمكين الإقتصادي والمجتمعي للشباب الفلسطيني .

انطلقت الاذاعة من افكار شبابية بحتة، وتعتبر الاذاعة الأولى من ناحية التخصص، فهي مختصة بالشباب، تهدف الى توعية وتثقيف الشباب الفلسطيني بالقضايا السياسية والإجتماعية ، وخلق مساحة  جديدة للتعبير عن الرأي والنقد البناء ، وإظهار مواهب ومبدعين شباب لم ينالوا بعد الفرصة المنتظرة .

مديرة مشروع تمكين الشباب المجمتعي في مؤسسة فلسطينيات خلود بدار، تعبر عن فخرها بإنجاز شبابي يثبت ان لدى الشباب الفلسطيني امكانيات وارادة قوية ، وتضيف بدار على حرص مؤسسة فلسطينيات على احتضان مشاريع شبابية لتطويرهم في ظل  قلة الفرص المتاحة لهم: "منذ بدايات العمل مع الفئات الشبابية وقد كان الحديث عن التميز والابداع وقدرة الشباب الفلسطيني على تقديم الأفضل كل في مجال تخصصه. إن عدم منح الشباب الفرصة وسماع صوتهم كان العامل الأهم في عدم قدرتهم على التعاطي مع محيطهم ومجتمعهم، وبالتالي ابتعادهم عن تحقيق المنجزات والمعجزات" .

وتكمل: " ولكن إيماننا العميق في فلسطينيات بقدرة الشباب ورغبتنا الحقيقية في سماع اصواتهم، ساهمت بشكل فعال في ظهور هذا المنتج الابداعي من قبلهم. جرس هي اول محطة راديو تسمع عبر اثير الانترنت والتي يديرها ويشرف عليها بشكل كامل "الشباب". نتطلع الى تحولها الى محطة اف ام بحيث تبث آراءهم ومقترحاتهم وتجول بأحلامهم لتصل الى الكل الفلسطيني.. ولكنها بحاجة الى كل الدعم والتشجيع من قبل اصحابها أولا ومن قبل المجتمع ثانيا. ننتظر بفارغ الصبر الى ما سيقدمه لنا الشباب الفلسطيني عبر هذا الأثير والذي نؤمن بأنه سيكون تغييرا نوعيا واضافة متميزة ضمن هذا المجال" .

 مدير البرامج في اذاعة جرس الشاب الإعلامي، معاذ طليب،  يتحدث عن تميز الاذاعة كونها تختص وتعنى بالشباب وقضاياهم وأحوالهم وواقعهم المعاش، لا سيما الإ انّ قليل من الإذاعات حاولت أنّ تتخصص في مجال معيّن أو طبعت بصبغة معينّة كتلك الإذاعات التي أخذت على عاتقها النهوض بالمرأة وقضاياها وواقعها المعاش، أو تلك التي آخذت على عاتقها اذاعة كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينة والمعاناة المستمرة، وآخرى للأسرى، وثالثة مجتمعية، ورابعة طربية.

   راديو جرس هو ثمرة عمل دؤوب لشباب فلسطيني مثابر، ومدرك للصعاب التي يواجهها، وبذلك يتحدث طليب : " من هنا جاءت الفكرة بإنشاء إذاعة شبابية الأولى من نوعها مخصصة لكلّ ما هو شبابي وعلى شتى الأصعدة والمسالك.سياسيا، اجتماعيا، ثقافيا، رياضيا، فنيا. وبنفس الوقت شبابي بحت، لا سيما ان الاذاعات الموجودة تعود للحكومة، او ان ملاكها رجال اعمال، او سياسيون، اما ان تكون جهد شبابي خالص، هنا حبكتنا في اذاعة جرس" .

يعتمد النجاح على  حجم المادة التي يمكن ايصالها للشباب الفلسطيني من خلال تقديم العديد من البرامج الإذاعية الشبابية وتخصيص تغطيات ذات التصاق بواقعهم وحياتهم اليومية، ولكن بحاجة الى كل الدعم، بهذا السياق يتحدث طليب : "كما يقال يد واحدة لا تصفق، وبالتالي هذه المبادرة أو أية مبادرة شبابية آخرى،هي بحاجة ليد ثانية وثالثة ورابعة كي تصل الى ما ترنو اليه، وبالتالي فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على الدعم والمساندة سواء كان ذلك من القطاع الحكومي أو الخاّص من مؤسسات شبابية وإعلامية تعنى بالشباب، وهذا هو الجزء الثاني من النجاح" .

قليلون هم الشباب الذين يأخذون على عاتقهم الدوّر الريادي،والبدأ بمشاريع تخصّهم من صغرهم  تكوت لهم عونا في مستقبلهم،فمع كل أسف أصبح معظم الشباب في ايامنا هذه يسعون للحصول على وظيفة هنا وهناك ويفضّلون العمل في القطاع الحكومي كي يضمن لهم أمانا وظيفيا أكثر ونوعا من الإستقرار.فالمبادرات الشبابية تكاد تنعدم لتأسسيس عمل خاص أو  مصلحة يديرونها بأنفسهم ،وبهذا يتبعثر ويتناثر جهد الشباب الفلسطيني،وهذه المبادرة قد تكون المشجّع للشباب الفلسطيني وبمثابة تحفيز وتعزيز  وجود الشباب الفلسطيني.

مدير الاخبار في اذاعة جرس الشاب الإعلامي نضال ابو عليا يتحدث عن فرص شبه معدومه  للخريجين، خاصة في مجال الاعلام فانها تتطلب سنوات خبرة، وعما هو محبط للشباب، يضيف قائلاً:" بعض الوظائف أصبح الخريج الفلسطيني يبحث لها عن "واسطة" قبل التفكير بالتقدم لها، لدينا أعداد كبيرة جدا من الخريجين ولا يتلائم مع متطلبات سوق العمل الفلسطيني الصغير    والغير مهيء لاستقبال الالاف من الجامعيين" .

ويأمل ابو عليا ان يكون راديو جرس هي الفرصة التي ستنقذ العديد من المواهب الاعلامية وتسير بهم نجو الطريق الصحيح، مضيفا: " وبناء على الخبرات الموجودة والبرامج المميزة والتي تم البدء في العمل عليها، واختصاص الاذاعة "بالشباب" ستحقق الاهداف التي تأسست من أجلها، حصلنا على وعود بتطوير الاذاعة  لتتحول أف ام في الشهور القليلة القادمة ،، اتمنى ان تكون فرصة لتوظيف اعلاميين واعلاميات جدد لم ينالوا بعد فرصة لنشر ابداعهم وقدراتهم" .
 

حرره: 
م.م