دبي: ارتفعت أخيراً الأصوات المنادية بضرورة الحفاظ على خصوصية المستخدمين والمناهضة لبرامج التجسس الضخمة التي كشف عنها الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن. 

لكن في ظل عدم وجود أي بوادر لإيجاد حل نهائي لهذه المشكلة، والمخاوف بشأن قوننتها، برزت مشاريع عدة هدفها تشفير البيانات وإخفاؤها عن عيون الحكومات. 

الهاتف الأسود
أحدث هذه المشاريع وأبرزها، وربما أكثرها طموحاً، يدعى "بلاك فون" أو "الهاتف الأسود" الذي صُمم لتمكينه من القيام باتصالات آمنة ومشفّرة والتصفح بسرية وتبادل الملفات بشكل آمن. 

ولتحقيق هذا المشروع، تعاونت كل من شركة "سايلنت سيركل" - التي أغلقت خدمتها لتبادل الرسائل الإلكترونية المشفرة الصيف الماضي بعد رفضها كشف بيانات المستخدمين أمام المحكمة – تعاونت مع شركة الهواتف الإسبانية الناشئة "غيكس فون"، التي سبق لها أن أنتجت هواتف ذكية بنظام أندرويد وتعمل حالياً على نظام تشغيل متصفح فايرفوكس للهواتف المحمولة. 

وقد أعلنت الشركتان أنهما ستعملان على هذا المشروع المشترك من سويسرا، ووصفتا هاتف بلاك فون بأنه أول هاتف في العالم يضع الخصوصية بين يدي مستخدميه.

خصائصه
ومن الخصائص المذكورة على الموقع الإلكتروني الخاص بالهاتف: 

- بلاك فون غير مقفل ويمكن اختيار أي شركة اتصالات للحصول على خدماتها.

- خصائصه التشغيلية تنافس هواتف الشركات المصنعة الأخرى.

- الهاتف مزود بالعديد من الخصائص والميزات التي تمكن المستخدم من القيام بكل ما يحلو له، ويحافظ على الخصوصية والأمان.

- الأدوات المثبتة على الهاتف تعطي المستخدم الحرية الكاملة لاتخاذ ما يناسبه من قرارات تحمي خصوصيته وتمنع الآخرين من مراقبته.

- بإمكانك إجراء وتلقي الاتصالات الآمنة، وتبادل الرسائل النصية بأمان، وتبادل الملفات وحفظها بسرية تامة، أو لدردشة عبر الفيديو من دون رقابة، وتصفح الإنترنت بحرية، وتجهيل النشاط الخاص بك عبر الشبكة.

مستقبل تشفير البيانات
وعلى الرغم من أن الشركة لم تخض في تفاصيل التقنيات التي تستخدمها، ربما لأسباب أمنية، لكنها تقول إن "بلاك فون" يعمل بنظام تشغيل مبني على نظام أندرويد ويدعى "برايفت أو أس".

الجدير ذكره أن تشفير البيانات التي يتم تبادلها عبر الإنترنت يحتاج من الطرفين استخدام أدوات تحمي الخصوصية، وبالتالي فإن جدوى هاتف "بلاك فون" ستعتمد على استخدامات أصحابه. 

ويرى الخبراء أن استخدام أدوات التشفير على نحو متزايد في الآونة الأخيرة، سيؤدي في نهاية المطاف إلى احتلالها جزءاً مهما من السوق، وبالتالي فإن تشفير البيانات والأدوات الخاصة به قد يصبح أمراً منتشراً في المستقبل.