الاحتلال يؤجل جلسة الإفراج عن الأسير رداد

رام الله: أجلت محاكم الاحتلال جلسة الإفراج المبكر عن الأسير المريض الذي يصارع الموت معتصم رداد للمرة الثانية على التوالي إلى التاسع من يناير القادم، بالرغم من تدهور وضعه الصحي ونقله إلى مستشفى "مائير" في منطقة "كفار سابا".

وأبدى الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات، قلقه إزاء وضع الأسير رداد متسائلا هل يمكن أن ينتظر الأسير رداد حتى التاسع من يناير ليمثل أمام المحكمة والتي من الممكن أن تقرر عدم إطلاق سراحه، وتوقع على قرار إعدامه بالاستمرار في اعتقاله حتى انتهاء محكوميه أو انتهاء حياته .

وبين الأشقر ان حالة الاسير تصنف ضمن اخطر الحالات داخل سجون الاحتلال حيث أصيب حين اعتقاله عام 2006 بعشرات الشظايا السامة والتي لا تزال تنخر في جسده، الامر الذى تسبب له بالم شديد في الصدر وضيقٍ في التنفس وعدم القدرة على النوم لدرجة أنه كان يخرج الدم أثناء السعال ليلاً ونهاراً وهذا الدم كان يخرج من الرئتين، وارتفاع درجات الحرارة والصداع .

وأكد انه وبالرغم من ذلك ترفض إدارة السجون إجراء فحوصات للأسير للتعرف على طبيعة مرضه ، مدعيه بان ما يعانيه هو التهاب بسيط في الأمعاء وسيتم علاجه، مشيرا الى ان ضغوط الأسرى نجحت في إخراجه إلى مستشفى الرملة وعلاجه وإعطاؤه الفنتولين، وأدوية مسكنة ، لكنها لم تفلح في تخفيف آلامه  حسب ما نقلته وكالة الرأي.

وأضاف " تم عرضه بعد حوالي عامين من المعاناة على طبيب مختص لا يأتي إلى مستشفى الرملة كل شهر، بينما تستمر دورة إيصال التقارير الطبية لعيادة الطبيب أكثر من 3 أشهر متواصلة، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل اكبر.

وتابع : قرر الطبيب صرف دواء يحتوى على الكورتِزون ما سبب له آلام في الأمعاء ، وكذلك من ضمن العلاج حقنة (الرافال) وهى باهظة الثمن، لذلك رفضت مصلحة السجون تقديمها له والتعويض عنها بالحبوب لنفس المادة ولكنها أرخص بكثير ، وغالبا لم تتوفر هذه الحبوب في عيادة السجن أو يتم تأخير صرفها له.

وأضاف الأشقر بان تلك الأوضاع القاسية أدت إلى فقدان وزنه، ونزيف شديد مستمر ، وآلم في بطنه يجعله يصرخ طوال الليل، وبعد احتجاجات شديدة من قبل الأسرى الذي لم يعودوا يحتملوا هذا الوضع لزميلهم تم نقله إلى مستشفى خارجي ليتبين انه يعانى من السرطان المزمن في الأمعاء والتي يصعب علاجها .

وبين الأشقر بأنه بعد وصوله لهذه المرحلة لم تعد المسكنات تجدي نفعا ، لأنه أصبح يعانى من نزيف ، فتم إعطاؤه إبرة على الفور لرفع مستوى الهموجلوبين بالدم ، وتعرض لجلسات علاج بواقع جلسه كل ثلاثة أشهر لتنظيم دقات القلب .

وأكد أن تلك الجلسات لم تفلح في علاجه ، وتراجعت صحته أكثر كما أصبح يعاني من ضغط الدم غير منتظم ، ودقات القلب وصلت إلى 160 دقة للدقيقة، وأصبح يعاني من خلل في السكّر ، ولم يعد قادر على الحراك .

وأضاف "مؤخرا حاول الاحتلال علاجه عبر جلسات كيماوى للتخفيف من اثر السرطان الذي بدء ينتشر في جسده ، وعندما لم تفلح ضاعف الاحتلال جرعه الكيماوي له ، لكنها أيضا لم تقدم شيئاً ، وتراجعت صحته إلى حد الخطورة القصوى ، وقد تم نقله إلى مستشفى مائير بعد هذا التدهور الخطير .

وحمَّل الأشقر إدارة السجون المسئولية الكاملة عن تدهور حاله الأسير إلى هذا الحد ، نتيجة المماطلة الطويلة في إجراء الفحوصات له وتقديم العلاج المناسب لحالته منذ البداية ، وعدم إعطائه بعض الأدوية بحجة ارتفاع ثمنها .

كما حمل المؤسسات الحقوقية وخاصة الصليب الأحمر الدولي الذي كان يعلم بحالة الأسير منذ البداية ولم يتدخل لتقديم العلاج له أو إطلاق سراحه، المسئولية عن حياة الأسير لصمتها على الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحقه .

حرره: 
م . ع