مصر: "بيتقبض علي"...تطبيق لخدمة المتظاهرين

القاهرة: مع تزايد احتمالية القبض على المتظاهرين ابتكر شاب مصري تطبيق "بيتقبض علي" (يقبضون علي) كأحد تطبيقات الهواتف الذكية المرتبطة بالأحداث الجارية والذي يوفر "طبقة إضافية من الآمان" لمستخدمه كما يقول مطوره، ففي اللحظة الحرجة، وبلمسة زر ودون احتياج للإنترنت تصل رسالة المستخدم إلى "الأهل والمحامين والأصدقاء" معلمة إياهم بالقبض عليه، ويضاف للرسالة رابط بمكان الاعتقال ليتيسر لهم الوصول إليه بسرعة.

ويصف مطور التطبيق، بدر محرم، النسخة المحدثة من هذا التطبيق التي أطلقها مؤخرا بأنها تمكن المستخدم من إرسال رسالة إلى حسابات تويتر وفيسبوك للأصدقاء مستغلة ميزة في مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على إيجاد الأصدقاء القريبين جغرافيا باستخدام إشارة (نظام تحديد الموقع) "جي بي إس" على الهواتف الذكية التي تدعم هذه الميزة.

ويقول محرم -وهو خريج علوم الحاسوب الآلي ويبلغ من العمر 29 عاما- عن قصة ابتكاره في تصريح "للجزيرة نت" إنه نفذ من وحي الثورة من قبل تطبيق "لعبة أجندات" الذي يوثق للأحداث الجارية وحقق انتشارا على أجهزة الجوال.

وفي منتصف عام 2011 ابتكر تطبيق "بيتقبض علي" -الذي يكتب بحروف إنجليزية "Byt2ebed 3alia"- لأنه "يعز علي أن يختفي شاب أو يُعتقل أو يفقد وعيه أو يُقتل ويتم إيداعه المشرحة ولا يعرف أهله عنه شيئاً إلا بعد حين وبشق الأنفس"، مشيرا إلى أن التطبيق لاقى إقبالا كبيرا "نظرا لتكرار قطع الاتصالات والإنترنت خاصة في الصدامات بين المتظاهرين والشرطة".

وأوضح أنه أصدر منذ أيام تحديثاً لذلك التطبيق يتيح للمستخدمين إرسال الرسالة لمواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر أو البريد الإلكتروني، إضافة للرسائل النصية القصيرة عبر الجوال التي ترفق برابط يوضح مكان المستخدم على الخريطة من خلال ميزة "جي بي إس" في الهاتف.

وعن المعوقات التي واجهته، قال محرم إنه لم يكن يعرف البرمجة بلغة أندرويد (نظام تشغيل الأجهزة الذكية الذي تطوره غوغل)، "وهي لغة حاسوب غير محكية، فتعلمتها في عشرة أيام"، ثم "واجهتني مشكلة نشر التطبيق في (متجر) غوغل بلاي وساعدني صديق مقيم بالخارج في فتح حساب بالموقع".

وعن كيفية عمل التطبيق، يوضح مبرمج الحاسوب محمد بحيري أنه يتم تحديد قائمة بالأرقام المهمة التي يرغب الشخص في التواصل معها وقت الخطر، ثم تُجهز الرسالة، وفي حال تعرضه لمضايقات أمنية يضغط زراً معيناً، فيظهر التطبيق على الشاشة، ثم يضغط على زر "ah" (نعم) لتصل الرسالة للقائمة التي وضعها ومعها خريطة تحدد آخر مكان وجد فيه المرسل.

وأضاف بحيري أنه يمكن تحميل التطبيق على أي جوال يعمل بنظام أندرويد ولذلك حقق انتشاراً كبيراً، "وأعرف كثيرين يستخدمونه".

وينفي صاحب التطبيق تحقيق أية أرباح أو مكاسب من وراء ابتكاره، مؤكدا أنه يعتبره عملا خيريا، وقال إنه يتمنى أن يعود المتظاهرون سالمين لأهاليهم، ويؤسفه أن التطبيق انتشر بسرعة حيث "كنت أتمنى أن تتحسن الأحوال الأمنية في مصر وأن تحقق الثورة أهدافها، وألا يتعرض الآلاف لخطر الاعتقال".

وفي تعليقات الزوار ضمن صفحة التطبيق على متجر غوغل بلاي كتب مصطفى الأسد يقول "برنامج ممتاز لمعارضي الانقلاب".

بينما كتبت يمنى محمد تقول "تطبيق سهل وسريع ولا يلزم شبكة إنترنت، سيسرع كثيرا من عملية إيجاد وتتبع المعتقلين"، ونصحت "كل من يشارك في المسيرات" تحميل هذا التطبيق على أجهزتهم الجوالة.

أما أحد المستخدمين فقد اشتكى من أن خاصية تحديد الموقع لا تتم إلا عبر تقنية "جي بي إس"، وأنها أحيانا لا تعمل، وطلب تطوير البرنامج بحيث يتمكن المتظاهر من تحديد مكان اعتقاله حتى في حال توقف خاصية "جي بي إس".

وردا على ذلك قال محرم إن تتبع المستخدمين يتم عبر ميزة "جي بي إس" في الهاتف الذكي وفي حال عدم توفرها يعتمد التطبيق على الإشارة من شبكة الجوال نفسه، مؤكدا أنه ستصدر نسخ من التطبيق لكل دولة لكنه حاليا موجه لمصر.

حرره: 
ع.ن