ليرحل بيريز

بقلم: ابراهام تيروش

عندما تنافس شمعون بيرس ابن الـ 84 أمام روبي ريفلين على منصب رئيس الدولة في 2007، سأله أحد ما في موضوع عمره الطويل. ماذا يضيركم، أجاب، في أقصى الاحوال ستكون بعد سنتين ثلاث سنوات جنازة رسمية. اذا نعم، كانت منذئذ جنازات رسمية وفاخرة، ليس لبيرس، أطال الله بعمره. فهو لا زال معنا هنا، حي يُرزق، بل ويشكل تهديدا على من يخشى من خطواته السياسية في المستقبل، وتوجد كهذه.

الرئيس التالي سينتخب في أيار 2014، من قبل 120 نائبا في تصويت سري يبقي دوما ثغرة للمفاجأة، مثل انتصار قصاب على بيرس في 2000. ولكن المعركة توجد في ذروتها منذ الآن. المرشحون المركزيون يعملون بنشاط على اقناع النواب حتى من غير أحزابهم، للتصويت لهم ويعملون على الصحفيين ايضا.

وفوق كل هذا تحوم روح شمعون بيرس. السؤال ما الذي يخطط له وماذا سيفعل في نهاية ولايته تُشغل بال المرشحين وتفرض كما يُقال رهبة على رئيس الوزراء. ورغم نفي الرئيس الصريح، من الصعب تصديقه في أنه لا يريد تمديد ولايته. فالحديث يدور عن بيرس، ولعله يخطط بشكل عام كما يُقدر آخرون، للعودة الى الحياة السياسية وليقف في سن 91 على رأس كتلة وسط يسار؟.

والخطوتان تبدوان مدحوضتين. فتمديد الولاية يتطلب تغييرا في القانون في الكنيست ومن الصعب الافتراض بضمان اغلبية لذلك.

محظور أن توجد اغلبية كهذه. فتغيير القانون على اساس شخصي هو خطوة مرفوضة رفضا باتا. وفي الماضي اقتُرح بالنسبة لتمديد ولاية مسؤولين آخرين رئيس المحكمة العليا، الحاخام الرئيس ولم تصل، وعن حق، حتى الى مجرد مشروع قانون في الكنيست.

خطوة العودة الى السياسة، اذا ما كان يُنظر فيها بالفعل، ستكون خطأ جسيما قبل كل شيء من جانب بيرس نفسه. فدفعة واحدة سيعود ليكون بيرس ما قبل الرئاسة مكروها، مُشهرا به ومُنددا به من الكثيرين. فضلا عن ذلك، مع كل التمنيات له بحياة طويلة وبصحة جيدة، من غير المعقول أن يكون شخص في عمره موضوع البشرى الجديدة والمرشح لرئاسة الوزراء عن كتلة سياسية تسعى الى تغيير الحكومة الحالية. فهذا ليس منطقيا لا جسديا ولا من ناحية الصورة وكذا لا يبدو أنه سيتحقق اجماع لذلك من جانب كل الاحزاب المرشحة لأن تكون في مثل هذه الكتلة. فتصوروا أن الانتخابات ستكون في موعدها، بعد اربع سنوات ويكون بيرس ابن 94. فهل عندها سيتنافس على رئاسة الوزراء؟ هراء وترهات.

باختصار، أجد صعوبة في أن أصدق بأن في هذا الموضوع ايضا يخاف رئيس الوزراء كما يتهمونه. فما الذي يخيفه؟ اقتراح بتمديد ولاية الرئيس يمكنه أن يحبطها في الكنيست بسهولة شديدة، والاحتمال في أن يتنافس بيرس أمامه في الانتخابات التالية ويعرضه للخطر هو تقريبا مثل الاحتمال في أن يفعل احمد طيبي ذلك.

ينبغي فقط الأمل في ألا يقف نتنياهو نفسه فجأة خلف مبادرة تمديد ولاية الرئيس إذ ربما من الأفضل له أن يكون بيرس داخل الخيمة من أن يكون خارجها. صحيح أنه احيانا يثير غضبه بتصريحاته وبتدخله الزائد في المجال السياسي، ولكن اذا ما كان محررا من القيود التي يفرضها عليه منصبه، فمن شأن هذا أن يكون أمرا اسوأ بكثير من ناحية رئيس الوزراء.

فما بالك أن بيرس خلق مقياسا جديدا للرئاسة، غير قليل بموافقة رئيس الوزراء بل واحيانا بمساعدته وبتكليفه. فلم يعد رئيسا تمثيليا وعديم الصلاحيات حقا بل رئيسا مشاركا في مواضيع سياسية وغيرها بل ويقوم هنا وهناك بمهام عن الحكومة.

والآن الخطر المحدق بنتنياهو هو أن يرغب كل رئيس جديد يُنتخب في أن يدخل في حذاء بيرس وأن يتصرف بالشكل الذي تصرف به. اذا ما الذي يحتاجه رئيس الوزراء، هل سيحتاج رئيسين يتدخلان به، واحد من الداخل وواحد من الخارج؟

أوليس من الأفضل أن يكون بيرس رئيسا لعدة سنوات اخرى؟ الجواب هو لا وألف لا، وينبغي الأمل أن يكون هذا مقبولا من نتنياهو ايضا.

معاريف