الجمهور صوت بالاقدام: خيبة امل

بقلم: دان مرغليت

اذا تبين بعد بضع ساعات ان نسبة التصويت في 2013 تماثل أو تشابه النسبة التي سجلت في 2008 فستكون نسبة التصويت منخفضة كثيرا. إن كل ما قيل تنديدا بهذه الظاهرة قبل خمس سنوات ما زال نافذا قائما، بل إنه يقوى لأنه لم يتحسن.

إن الاستنتاج ذو قطبين، وهو ان الجمهور رد بصورة مخيبة للآمال. ليست خيبة أمل في الحقيقة في مستوى التشويه المتطرف الذي ميز ملاحظة اسحق بن اهارون في 1977، الذي أراد تقريبا أن يستبدل الشعب لأنه منح الليكود الحكم. لكن يمكن ان نقول في هذا السياق بجدية ان الجمهور لم يظهر النضج المتوقع منه. ومن جهة اخرى فان الفرار الكبير من صناديق الاقتراع يعبر عن عدم ثقة الجمهور الواسع بالطريقة الديمقراطية المستعملة في صعيد الانتخابات البلدية. وليس ذلك فقط امتناعا عن تحقيق حق مدني في الانتخاب في صناديق الاقتراع، بل هو احتجاج، وهذان القطبان مقلقان.

إن التصويت ايضا في بات يام لشلومي لحياني يثير الغضب، ولا حاجة الى ان نقول انه يجب ان يُقرر في القانون وفورا أن من قُدمت فيه لائحة اتهام مع احتمال ان يفضي ذلك الى وصمة عار، لا يستطيع ان يستمر في عمله. لكن يجب على عالم الاجتماع الوطني ان يفهم في الماهية كيف حدث ان يكون الجمهور مستعدا أصلا لمعاودة انتخاب شخص تغطيه من فوق رأسه غيمة ثقيلة.

يمكن ان نعلل الأمر، إن رئيس المجلس البلدي المتهم يتمتع بالطبع بالبراءة الاصلية ما لم يُدان، وقد اشتغل المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين بجهد كبير، بدل ان يقدم دعوى قضائية قبل سنتين، وما كان مع افيغدور ليبرمان وملف التحقيق المتعلق بغابي اشكنازي وبوعز هرباز تكرر في بات يام ايضا. ومع كل ذلك كيف حدث ان يقوم الجمهور، بعد ان تم تقديم لائحة الاتهام، ليدافع عن المتهم؟ هل تغيرت النظرة الى مخالف القانون المحتمل فلانت؟

ليس مهما ان يكون صوت في بات يام 22 في المئة أو 42 في المئة فقط. فالمهم هو انه لا توجد اكثرية ساحقة تنفي امكانية منافسة من يجب عليه أولا ان يرتب اموره في المحكمة.

ان الشيء الأساسي محصور في القدس. إن نير بركات وموشيه ليئون، هما لاعبان ثانويان فقط في الدراما الكبيرة. ففي صناديق الاقتراع يُبت أمر مكانة ومصير آريه درعي وافيغدور ليبرمان السياسي فالاول سجين مفرج عنه، والآخر ينتظر بت قضاء آلهة العدل المغطاة العينين. وإن فوز ليئون، بل ان انجازا كبيرا نسبيا سيحصن مكانة ليبرمان ودرعي.

وما معنى ذلك؟ انه الضغط من شاس على ‘اسرائيل بيتنا’ لحل الحكومة، أو ضغط ثقيل من ليبرمان لضم درعي الى الحكومة مع المعنى الميزاني والدستوري لهذا الامكان. في لحظة كتابة هذه السطور ما زال يوجد احتمال ان يبقى بركات رئيسا لبلدية القدس. واذا كان ليئون فسيكون عند بنيامين نتنياهو سبب جيد ليأسف انه لم يؤيده علنا ولم يعمل على منع مرسَل ليبرمان ودرعي من اللقب الذي يغري عيني الناخب وهو ‘مرشح الليكود’.

 

اسرائيل اليوم