اطفال سورية هدف سهل لبشار

بقلم: سمدار بيري

تلفظت الطفلة رنا عبيد من سورية أنفاسها جوعا، وهي لم تبلغ السنة شاحبة لم تعرف محيطها. وقد مات 170 طفلا جف حليب أمهاتهم بسبب الضغط في هذا الشهر في ثلاثة أحياء محيطة بدمشق، وهي المعظمية والغوطة الشرقية، التي أصابها الهجوم الكيميائي، ومخيم اليرموك، وهو المحبس الفلسطيني الذي يُضرب ساكنوه بسبب نقد صدر عن خالد مشعل بعد أن هرب، للرئيس الاسد.
‘يُزعزع العالم لحظة من صور البطون المنتفخة جوعا للاطفال الذين يموتون في سورية، ولكنه يعاود شؤونه بعد ذلك. إن الأحياء الثلاثة المحيطة بدمشق سيطر عليها المتمردون، لكن السلطة تتعامل بحنكة ويحيط الجنود بالمنطقة المحتلة وتُنشر فوق كل حاجز خلية قناصين. ومن يحاول نقل زجاجات شرب تصيبه رصاصة، ولم يعد أحد يستطيع أن يدفع ثمن المنتوجات الغذائية التي أخذت تنفذ والادوية كذلك بسبب الارتفاع الكبير في الاسعار، ولا يوجد حليب طازج والمخابز مغلقة. ووجهت النيران الى قوافل مساعدة الامم المتحدة فولت هربا.
رأينا في هذا الاسبوع الزوجين الرئاسيين في مسجد دمشق الكبير. يقولون إنه جاء ولا يعلم أحد متى تم تصوير الفيلم في الحقيقة الى صلاة عيد الاضحى. وظهرت أسماء الاسد بحذاء رياضي أمام طلاب مدرسة أعمارهم كأعمار أبنائها الثلاثة، كي تغرس شجرة زيتون في ذكرى شهداء الحرب الناشبة منذ ثلاث سنوات في سورية، ويا لمبلغ الهزل في ذلك. وقد أصبح الاسد يعلم أنه مستمر وهو محاط بطوق سميك من الحراس. وخرجت أسماء لاظهار الحضور أمام عدسات التصوير على أثر موجة الاشاعات التي قالت إنها هربت مع أبنائها من سورية.
‘من الذي يضمن أن يكون تجميع الاطفال حتى الموت هو آخر محطة في سلسلة التعذيب التي يوجدها خيال بشار المريض؟ ينبغي ألا ننسى أنه أقسم أن ينقذ حياة الناس حينما أُجيز طبيبا في لندن قبل أن يدخل القصر.
‘إن اولاد سورية هم هدف سهل للدكتور بشار، منذ أن نشبت الهبة الشعبية في البلدة النائية درعا في آذار/مارس 2011. وقد بدأت الوحشية التي لا حدود لها بخطف اولاد رشوا كتابات جدارية وعادوا مقطعي الاعضاء في أكياس بلاستيكية، وتطور ذلك ليصبح زيارات ليلية لاحياء سكنية، ومراسم إعدام لنساء وشيوخ واطفال أطلق شبيحة النظام النار عليهم، وحينما نزل الرجال للعمل السري خطفوا الفتيان والبنات من الشوارع وطرحوهم في مراكز اعتقال وأطلقوهم ليتحدثوا في البيوت عن فظاعات التعذيب والتنكيل الجنسي.
إن الوحشية المريضة هزت العالم المستنير الذي يُظهر ذاكرة قصيرة ويُخندق في عدم اكتراث حتى بعد الهجوم الكيميائي على ريف دمشق. حينما تحين لحظة كتابة تاريخ الهبة الشعبية في سورية سنتذكر الافلام المثيرة للقشعريرة لأكياس النايلون القاتمة. كانت صفوفا طويلة وفي كل كيس جثة ولد صغير.
تتحدث معطيات غير دقيقة ولا سبيل للتدقيق في خضم الفظاعة عن ربع مليون طفل وولد قضى عليهم شبيحة بشار، وعن اربعة ملايين ولد تلقوا حياتهم هدية، اقتُلعوا في داخل دولتهم أو أصبحوا لاجئين نجحوا في الفرار من سورية. أصرت أسماء الاسد في هذا الاسبوع على اعطائهم درسا مغطى اعلاميا في حب الوطن الخائن: أنا هنا أمس واليوم وغدا مع أبنائي لأربيكم على قيم صحيحة لتعرفوا الثقافة المجيدة، ولتكونوا مواطنين مخلصين، بل لتذوبوا تأثرا من المأكولات الرائعة للمطبخ السوري. ‘وفي حين كانت تقرأ النص الذي كتبوه لها في وزارة الاعلام، أفتى فقيهان في ريف دمشق بفتوى للاولاد الجائعين في الاحياء المحاصرة تبيح أكل لحم الكلاب والقطط والحمير من اجل البقاء فقط.

حرره: 
م.م