تشومسكي: الخطر الإيراني هاجس غربي إسرائيلي

بقلم: سارة ليفوفيتش ـ دار

يريد البروفيسور نعوم تشومسكي العودة للقاء زعيم حزب الله، حسن نصر الله. وسبق أن التقاه أثناء زيارته للبنان قبل سبع سنوات، قبيل حرب لبنان الثانية، وإذا تمكن فسيلتقيه ثانية. وفي مقابلة حصرية مع صحيفة إسرائيلية يقول تشومسكي ان «الأمر لم يعد ممكنا الآن. فهو يخشى من هجوم إسرائيلي وهو محروس جيدا، ولكن لو كان ممكنا لقابلته مرة أخرى. فنصر الله شخصية هامة في السياسة اللبنانية والشرق أوسطية وحزب الله كيان بارز في المنطقة».

 بارز في السوء؟

 «نصر الله ليس قديسا، لكن ليس في تاريخه شيء يمكن أن يقارن بجرائم شمعون بيريز أو توني بلير».

 عم تتحدث؟

 «لقد أمر بيريز بقصف قرى لبنانية، وهو أحد مهندسي الاستيطان، وهو شخص لا ينبغي احترامه. وتوني بلير يقع في خانة أخرى. غزوه للعراق، بالشراكة مع جورج بوش، مجرد نموذج لأكبر الجرائم الدولية كتلك التي أعدم بسببها النازيون في محاكم نيرنبرغ».

وتشومسكي، ابن 84 عاما بروفيسور لغويات، مفكر مختلف بشأنه وهذا يظهر من الجمل الأولي في المقابلة معه. وقد توجته «نيويورك تايمز» كأهم مفكر على قيد الحياة في زماننا رغم أن البروفيسور يشعياهو ليفوفيتش قال عنه سابقا أنه «مزيج سطحي غير ناجح من الاشتراكية الثورية والفوضوية الإنسانية». وفي استطلاع دولي للمجلة البريطانية بروسبيكت والصحيفة الأميركية فورين بوليسي اختار 20 ألف قارئ تشومسكي كأهم مفكر على قيد الحياة الآن، لكن أوري أفنيري قال انه «في نزاعنا هو غارق في ذكريات طفولة ما قبل قيام الدولة، حيث هشومير هتسعير لم يشفى من فكرة ثنائية القومية».

وآراؤه بعيدة، بعد الشرق عن الغرب، عن المقاربات المعهودة في السياسة الدولية الغربية، ولكن لديه آلاف الأنصار في كل أرجاء العالم يشترون كتبه ويحضرون محاضراته. وهو يهاجم السياسة الخارجية الأميركية، الاقتصاد الرأسمالي، والعولمة. وبالمقابل، دأب على الدفاع بشدة عن مواقف الدول العربية مثلا، وعندما ينتقدها فإنه يتهرب من الاتهامات الحادة، ويتهم «الطرفين» ويبذل جهده لتوضيح الوضع أكثر من اتخاذ موقف واضح.

وقال عن الحرب الأهلية في سوريا أنه قلق: «فنظام الأسد، وحشي جدا، ورد بعنف شديد على التظاهرات الهادئة للمعارضين، وجر الوضع نحو حرب أهلية. وبالمقابل فإن بين المتمردين جماعات جهادية. والجميع يرتكب أعمالا بشعة. وافترض أنه في نهاية المطاف سيتم الفصل بين الأسد وجماعات المتمردين». وعن الانقلاب في مصر يقول ان نظام الإخوان المسلمين – الذي قمع الشعب وانتهج سياسة اقتصادية مشابهة لسياسة مبارك - استبدل بنظام عسكري ينتهك حقوق الإنسان. ويقول: «كنت أنتظر من المصريين مقاومة النظام العسكري المسنود من أميركا والسعودية وإسرائيل. وهناك مواطنون مصريون يحاولون خلق ائتلاف يعارض الإخوان المسلمين والحكم العسكري».

 لحزب الله وإيران أيديولوجيا معادية للسامية تتحدث عن إبادة إسرائيل. ورغم ذلك تؤيد حزب الله وإيران؟.

 «ما الذي يدفعك للظن أنني أؤيدهما؟ لم أعرب أبدا عن تأييد حزب الله وإيران».

 إيران تنتهك حقوق الإنسان وتعدم المثليين جنسيا.

 «أنا أعارض النظام الإيراني علنا وبشكل دؤوب»

 الأنظمة الإسلامية تضر المسلمين. لماذا لا تعارضها بدلا من معارضتك للغرب؟

 «إن الحكم الإسلامي الأشد راديكالية هو السعودي. هل تعنين أن نحارب السعوديين؟ أنا في كل الأحوال لا أحارب الغرب».

إيران غير عنيفة

 آراؤك المتطرفة لا تدفع أناسا للخوف مما تقول؟

 «بحسب المعايير المتبعة في إسرائيل فإن آرائي قد تبدو متطرفة. بمعايير دولية آرائي ليست متطرفة، والناس لا يخشون كلامي. ولا يسعني التجاوب حتى مع قسم ضئيل من الدعوات لإلقاء كلمات أمام جمهور كبير في الولايات المتحدة وكل أرجاء العالم، فضلا عن طوفان طلبات كتابة خطب ومقابلات. وبأسف شديد أضطر لرفضها كلها تقريبا أو تأجيلها لأشهر طويلة. ورغبت في الحديث معك خصيصا لأكسر هذه الصورة».

 «أنت تكرر مناهضتك للإرهاب، ومع ذلك تريد مقابلة زعيم حزب الله، رغم أن دولا كثيرة، بينها الولايات المتحدة، إسرائيل وكندا والاتحاد الأوروبي، قررت أن حزب الله تنظيم إرهابي؟

 لا يهمني ما تقول أميركا وإسرائيل. وأنا لا أقبل القرارات الاعتباطية لحكومات عنيفة. فلأميركا قائمة إرهاب: نلسون مانديلا كان في هذه القائمة، وصدام حسين خرج منها في مطلع الثمانينيات. وفي هذه القائمة أمور أخرى كهذه. هذه القرارات اعتباطية وغير موثوقة وتتم بأيدي حكومات عنيفة».

 ألا تشكل صواريخ حزب الله على الشمال عملا عنفيا؟

 منذ تركت إسرائيل لبنان وحتى العام 2006 لم تطلق صواريخ على الشمال. رغم أن إسرائيل انتهكت الهدوء في الشمال، بشكل دؤوب ظلت الحدود هادئة. تغيرت الأمور العام 2006 عندما حاول حزب الله اختطاف جنود وتدهور الوضع.

 أليس خطف الجنود عملا عنفيا؟

 «بداهة أنني لا أؤيد اختطاف جنود، مثلما لا أؤيد اختطاف مدنيين لبنانيين بأيدي إسرائيل. خطف المدنيين أسوأ من خطف جنود. وإسرائيل تشكل خطرا. هي غزت لبنان خمس مرات، وهي تحتل غزة وتسيطر على الفلسطينيين. وبحسب الإعلام الدولي إسرائيل اغتالت علماء الذرة الإيرانيين. إيران لم تمس علماء ذرة إسرائيليين».

 إيران التي تطور سلاحا نوويا، ليست عنيفة؟

 إيران لا تمثل تهديدا للعالم الغربي. وإيران، مثل إسرائيل، بين الدول المكروهة في العالم، لكنها لا تشكل تهديدا. الخطر الإيراني هاجس غربي وإسرائيلي، وهو يظهر فقط في نظر أميركا وإسرائيل. وهما من تهددان باستخدام السلاح ضد إيران. وبحسب الأمم المتحدة محظور التهديد باستخدام القوة. إسرائيل وأميركا تهددان باستخدام القوة ضد إيران، بينما لا تهدد إيران باستخدام القوة. لا يهم ما تظنونه عن إيران، خامنئي وروحاني ليسا هتلر. لإيران ميزانية دفاع ضئيلة وهي تقريبا لم تنفذ أعمال عنف في الاعوام المئة الأخيرة».

 الرئيس باراك أوباما قال قبل أيام ان إيران يمكن أن تتسلح نوويا خلال عام.

 بوسع إيران تطوير سلاح نووي منذ سنوات، ودول كثيرة تملك هذه القدرة. والسلاح النووي الإيراني جزء من قدرة الردع ومعد لمنع هجمات وغزو أجنبي. وسياستهم دفاعية. ولنفترض أن لدى إيران صواريخ نووية، فإنهم ليسوا انتحاريين، ولن يستخدموا السلاح لأنهم يعرفون أن هذه نهايتهم كدولة».

 قال الزعيم الروحي لإيران آية الله علي خامنئي الأسبوع الفائت انه متشائم بشأن الاتصالات مع الأميركيين. أليس هذا إعلانا يهدف لرفض اتصالات دبلوماسية؟

 لا يهم إن أحب خامنئي الاتصالات الدبلوماسية أم لا. الرئيس الإيراني حسن روحاني يحاول خلق اتصالات ديبلوماسية مع الولايات المتحدة. وحتى لا تفهميني خطأ، فإن النظام الإيراني الحالي ليس مفضلا عندي، لكن المسألة هي هل يشكلون خطرا على العالم».

 بحسب رئيس الحكومة الإسرائيلية، كما تجلى في خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الفائت وخطاب بار إيلان هذا الأسبوع، إيران تشكل خطرا على إسرائيل.

 لم يكن هذا خطابا مؤثرا ولم يعزز مكانة نتنياهو ولا مكانة إسرائيل في العالم. لقد عرض نتنياهو رسالة لا ترتبط بما يجري في العالم، وكان متطرفا جدا. وانتقدته نيويورك تايمز على الخطاب، وكذلك فعلت افتتاحيات صحف أوروبية.

لا أحد يعترف بالسوء

ولد نعوم تشومسكي في فيلادلفيا. وكان والده، زئيف، مدرسا للغة العبرية التي يتحدثها تشومسكي («في الماضي كنت أتكلمها أفضل لكني لم أتحدث بها منذ زمن طويل») وهو يقرأ الصحف العبرية، لكنه لا يقرأ كتبا. ويقول: «قبل خمسين عاما كنت أقرأ كتبا عبرية، لكن اللغة باتت حديثة ولغتي قديمة». ودرس تشومسكي الفلسفة واللغويات في جامعة بنسلفانيا، ودارت أطروحته للدكتوراه على البني التركيبية ونشرت عندما كان ابن 29 سنة فأحدثت ثورة في اللغويات. وقررت أطروحته وجود قواعد عالمية مشتركة لكل بني البشر، مقوضا بذلك النظرية القائلة بأن الإنسان يولد من دون قدرة مسبقة في مجال اللغة.

وإلى جانب عمله كمحاضر في معهد ماستشوستاس التكنولوجي MIT اشتهر تشومسكي كضالع في السياسة وصاحب آراء مختلف بشأن بعضها. ومثل أميركيين كثر عارض حرب فييتنام، لكــنه أيد نضــال التاميل في سيرلانكا بقيادة «نمور التاميل»، المسؤولين عن اغتيالات كثيرة وعمليــات انتحــارية وحكــومة الخمير الحمر في كمبوديا في نهاية السبعينيات المسؤولة عن قتل حوالي نصف مليون نسمة.

وفي نظره فإن اللاسامية شأن هامشي. ويقول: هناك عنصرية، لكنها ضد العرب. ومرارا خرج ضد وسائل الإعلام الأميركية التي تخدم، بحسب رأيه، «مصالح المجمعات الصناعية» والحكومة. وانتقد بشدة جامعته نفسها، زاعما أنها مختبر لتطوير السلاح بدعم حكومي. وشبه تفجيرات 11 أيلول 2001 بقصف أميركا مصنع الأدوية في السودان العام 1998 بأوامر الرئيس بيل كلينتون. وكان هذا جزءا من رده على التفجيرات التي أودت بمئات القتلى وآلاف الجرحى في السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا. وزعمت الولايات المتحدة أن مصنع الأدوية في السودان يخدم أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، في تطوير سلاح كيماوي. ولقي حارس مصرعه في الهجوم على المصنع، لكن تشومسكي زعم أن عشرات آلاف السودانيين ماتوا بعد ذلك جراء نقص الأدوية.

في العام 79 انفجرت فضيحة حين أيد تشومسكي المحاضر الفرنسي روبرت فوريسون، الذي أنكر وجود عرف الغاز في الكارثة وأقيل من مؤسسته التعليمية. وقال تشومسكي انه يعارض آراء فوريسون لكنه مع حقه في إبدائها. وفي المقابلات والمقالات يكثر من مقارنة الساسة الغربيين بالنازيين. وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني قبل نصف عام شبه وزير الخارجية الأميركي في عهد بوش الابن، كولين باول، بالاستراتيجي المجرم النازي يواخيم فون ريبنتروب. وفي رأيه، فإنهما بررا الحرب الوقائية. وقال: «أحد الاتهامات لريبنتروب كان تأييده الحرب ضد النرويج. النازيون عرفوا أن بريطانيا ستغزو أوروبا من النرويج، فسبقوهم وأقاموا حكومة كويزلنغ. وباول برر الحرب الوقائية رغم عدم وجود تهديد، لكن رينتروب أعدم لجريمته... وعليكم إكمال النقص».

وينال 147,655 متابعا له على تويتر تغريدة يومية. في مطلع الأسبوع كتب «إذا عدتم للقرنين الـ 17 و18 كانت الصين والهند مركزي التجارة في العالم. وكانت أوروبا هامشا بربريا. الولايات المتحدة تريد السيطرة على الشرق الأوسط ليس لكسب منفذ إلى النفط وإنما كي تملك سلاحا استراتيجيا ضد خصومها، أوروبا وشمال شرق آسيا».

ويعالج قسم من تغريداته في تويتر قضايا العولمة. ومؤخرا كتب: «ليس مفاجئا، أن صورة العولمة هذه مبلورة لخدمة مصالح صانعيها». وفي مقالاته وخطبه يهاجم منظمة التجارة العالمية واتفاقية التجارة الحـرة مع أمــيركا، بزعم أنها تقوض الديموقراطية وتحفظ الامتيازات المفرطة للنخب. ويوجه انتقادات شديدة لمديري المجمعات الصناعية. وقبل ثلاثة أسابيع كتب تغريدة تويتر: «لن تجد أحدا، في مصنع السلاح، في إدارة مجمع كبير أو أي مكان آخر، يقول: أنا سيء وأريد فعل أشياء تزيدني ورفاقي غنى».

والشرق الأوسط أحد مراكز اهتمام تشومسكي. وتوني بلير كريه في نظره لقبوله الانضمام للغزو الأميركي للعراق وينال منه توبيخا لا حدود له. ومؤخرا اتهمه في تغريدة بأنه يفضل دعوته لمزرعة بوش على الاهتمام ببقاء الإنسانية. وهو يكرر إدانته للقصف الإسرائيلي للمفاعل العراقي العام 1981. ويقول في مقالة نشرها قبل نصف عام ان «القصف لم يضع حدا للمشروع النووي العراقي بل شجعه. ويمكن لقصف إيران أن تكون عواقب مشابهة... فالولايات المتحدة تعذب إيران منذ ستين سنة، منذ الانقلاب الذي رعته وكالة المخابرات المركزية عاو 1953».

لا يضر إسرائيل

ويتابع تشومسكي بقلق الوضع الاقتصادي لإسرائيل. ويقول: «في الماضي كانت إسرائيل ديموقراطية بنمط اسكندنافي. وتغير الوضع نحو الأسوأ. فقد تبنت إسرائيل سياسات اقتصادية قوضت الخدمات العامة المقدمة للمواطنين، وشجعت الأغنياء. ومن أجل أن تنجح الاحتجاجات ينبغي مواصلة الجهود وعدم التوقف، وأن يضاف إلى ذلك نشاطات سياسية، لكن الاستمرارية هي الأساس».

 لقد حاولت المساس بإسرائيل عندما بلورت قبل عشر سنوات مجموعة محاضرين دعت لمقاطعة الاستثمار في إسرائيل، وفي شهر أيار هذا العام ألححت على الفيزيائي ستيفان هوكينغ لعدم المشاركة في مؤتمر الرئيس.

 «مؤتمر الرئيس ليس مؤتمرا علميا وإنما مؤتمر وطني. ولو كان ينوي المشاركة في مؤتمر فيزيائيين لكانت القصة مختلفة، لكن المؤتمر كان بمشاركة أناس لا مبرر للتعامل معهم باحترام. فقد عقد المؤتمر تكريما لمجرم الحرب شمعون بيريز، مهندس المستوطنات، والذي تحت زعامته قصفت الحكومة الإسرائيلية مدنيين عربا. كل ما تفعله إسرائيل في المناطق المحتلة غير شرعي. في مطلع السبعينيات توفرت لإسرائيل الفرصة للاختيار بين بناء المستوطنات وإبرام معاهدة سلام، وهي اختارت المستوطنات ولذلك وصلت إلى حرب يوم الغفران. هذه السياسة مستمرة على مر السنين، وهي تفضي إلى عزلة إسرائيل في العالم».

 لكن هناك ساسة ومعلقين من معسكر اليسار الإسرائيلي يقبلون بشمول الكتل الاستيطانية في أي اتفاق للسلام

 سيكون صعبا التوصل لاتفاق سلام مع بقاء المستوطنات، وكلما استمر الأمر أكثر صار أصعب. ومع ذلك بالوسع التوقيع على اتفاق سلام والتوصل لتفاهم بأن لا يتم إخلاء عدد من المستوطنات، لكن ينبغي لإسرائيل التنازل عن أراض لصالح الدولة الفلسطينية من دون نقل العرب من وادي عارة إلى الدولة الفلسطينية كما يقترح أفيغدور ليبرمان. وبرأيي أن مبادرة جنيف العام 2003 كانت جيدة، ومؤسف أن حكومة إسرائيل رفضت الإصغاء للمبادرين. في كل مرة يتوفر أساس للاتفاق، تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تقويضه».

 إطلاق الصواريخ من غزة يتواصل رغم الانفصال

 بعد وقت قصير من تنفيذ خطة الانفصال جرت في فلسطين انتخابات وصعدت حماس إلى الحكم. الولايات المتحدة وإسرائيل عاقبتا فلسطين بشدة انتقاما من نتائج الانتخابات، وفُرض حصار شديد على غزة، وردا على ذلك أطلقت حماس صواريخ. في مطلع العام 2008 عندما تقرر وقف إطلاق النار لم تكن حماس من انتهكه. في تشرين الثاني من العام نفسه انتهكت إسرائيل وقف النار، دخلت غزة، قتلت رجال حماس وبعد ذلك شنت عملية الرصاص المسكوب».

 في كل مناسبة تتحدث أنت عن معاناة سكان غزة لكنك تتجاهل كليا معاناة السكان الإسرائيليين في سديروت ومناطق أخرى.

 أنا متعاطف مع سكان سديروت، لكن ينبغي لهم أن يحملوا حكومتهم ذنب ما يجري. وأنا لا أحب حماس لكنها صعدت إلى الحكم بانتخابات حرة، وليس بوسعك العمل ضد انتخابات ديموقراطية. بدلا من معاقبة غزة ينبغي إزالة الحصار وإتاحة التواصل الجغرافي بين غزة وباقي المناطق».

 أعربت مرارا عن معارضتك المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، ولكن القبة الحديدية التي تحمي المستوطنات الإسرائيلية من الصواريخ تم تطويرها بتمويل أميركي.

 الميزانية العسكرية الأميركية تضر بإسرائيل، لأنها تسمح لها بمواصلة سياسة الاستيطان. وينبغي لدولة إسرائيل أن تقرر ما الذي تريده، المستوطنات أم الأمن».

 من الجائز أن أناسا مثلك، يخرجون ضد إسرائيل في كل مناسبة، يضرون دولة إسرائيل أكثر من المستوطنات؟

 بالعكس. الضرر الذي يلحق بإسرائيل يأتي من أصدقائها الذين يؤيدون سياستها التدميرية، التي تدفع بها نحو العزلة. إنهم يعتبرون أنفسهم أنصار إسرائيل لكنهم من يدفعون إلى عزلة إسرائيل في العالم».

 رغم كل ما قلت، هل أنت متفائل بشأن مستقبل إسرائيل؟

 إن مسألة بقاء إسرائيل ليست بالمسألة البسيطة. في العام 88 زرت إسرائيل وسألني صديق إن كنت أظن أن إسرائيل ستبقى بعد عشرين عاما. كانت الانتفاضـة الأولى في بدايتها، ووافق المجلس الوطني الفلسطيني على حل الدولتين لشعبين، لكن حكومة إسرائيل رفضت ذلك بدعم أميركي. منذ ذلك الحين وحتى الآن تواصل إسرائيل سياستها وتعرض وجودها للخطر. ينبغي لكم الانتباه لذلك. لا تنسوا عبارة ليس بالسلاح ولا بالقوة وإنما بروحي تبقون».

 

 

حرره: 
ا.ش