فلسطينيون يقاطعون الاحتلال ... بالرسم والقصيدة!

بقلم: بديعة زيدان

«عبر عن رفضك» هو عنوان المبادرة الشبابية التي أطلقها «مركز بيسان للبحوث والإنماء» أخيراً، لمقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي والتعبير عن رفض ممارساته العنصرية، عبر الرسم والقصة والقصيدة لجمهور طلاب المدارس ما بين الصف التاسع والثانوية العامة (التوجيهي)، في محاولة لإتاحة الفرصة أمام هؤلاء الشباب والفتيات للتعبير عن رفضهم لسياسات الاحتلال، أو الرغبة في مقاطعة منتجاته المنتشرة بكثافة في الأسواق الفلسطينية.

الشابة لميس فراج، منسقة حملات الدعم والمناصرة في مركز بيسان للبحوث والإنماء، أشارت إلى أن الحملة عبارة عن مسابقة جاءت إثر التفاعل مع الشبان والفتيات في المراكز المختلفة التابعة للمؤسسة، الذين هم جزء من مبادرة أوسع تحمل اسمع «قاطع احتلالك»، التي انطلقت منذ سنوات، وباتت تضم العديد من المتطوعين.

وشددت فراج على أن «عبر عن رفضك» عبارة عن مسابقة للشباب في المدارس للتعبير عن رفضهم لسياسات الاحتلال، والانخراط في حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية بوسائل تعبيرية وإبداعية راقية، لافتة إلى أن المميز فيها إنها موجهة لطلاب المدارس في محافظتي رام الله ونابلس بالدرجة الأولى، وذلك بمشاركة أكثر من عشرين مدرسة حكومية، وأربع إلى خمس مدارس خاصة في رام الله. ويخضع المشاركون في تلك المبادرات إلى حملات توعية، يتم خلالها توزيع قمصان عليها رسم حنظلة، الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة للفنان ناجي العلي وهو يركل الرمز (الباركود) الخاص بالمنتجات الإسرائيلية (7290) ويلقي بها في سلة المهملات.

وتتم المبادرة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم الفلسطيني، ويجري تنظيم ما يشبه ورش عمل حول مفهوم مقاطعة الاحتلال، أي مقاطعة منتجات الاحتلال المنتشرة في الأسواق الفلسطينية، علماً بأن مقاطعة المنتجات كفعل نضالي مضاد للاحتلال ليس حديثاً بالنسبة للفلسطيني، حيث ساد في فترة الانتداب البريطاني، وبالتحديد في ثورة عام 1936، ومن ثم في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، مع العلم بأن الموقف الرسمي الفلسطيني المكبل بالاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي، لا يمكنه القيام بحملات كهذه، فيما قامت بالسابق بحملات لمقاطعة منتجات المستوطنات دون المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية.

وأشارت فراج إلى أنها والقائمين على المبادرة شددوا في حملات التوعية للطلاب على فكرة أن المنتجات الإسرائيلية الواردة إلى الأسواق الفلسطينية هي الأسوأ أو الأقل جودة، وأحياناً بعض البضائع الفاسدة التي يتم ضبطها، أو غالبيتها، إسرائيلية المنشأ، وهذا من شأنه أن يخفف من حدة انتشار الصورة النمطية السائدة لدى العديد من الفلسطينيين بأن المنتج الإسرائيلي أفضل من المنتج الفلسطيني، وهو ما تسعى إليه المبادرة والحملة، مع قناعة بضرورة تحسين جودة المنتج الفلسطيني، «ولكن هذا لا يمكن أن يحدث من دون الإقبال على شرائه»، مع أن المنتج الفلسطيني بدأ ينافس بشكل جيد في الفترة الأخيرة من حيث الجودة على درجة التحديد.

وأضافت: «الأهم أننا لسنا مضطرين للمقارنة دائماً، بخاصة أن الإقبال على المنتجات الإسرائيلية يزيد من فرص استمرار الاحتلال في فلسطين... في مثل هذه الحالات نحن نقتل أنفسنا بأيدينا، فجيش الاحتلال الإسرائيلي يمول من الموازنة العامة التي يأتي جزء منها من الضرائب المفروضة على البضائع الإسرائيلية التي نحن السوق الاستهلاكي الأكبر لها كفلسطينيين».

والهدف من المسابقة هو تحفيز الطلاب وتشجيعهم، وخلق حال من التفاعل الاجتماعي مع أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم للخروج بأفضل الأفكار، كي يشاركوا فيها بالمسابقة. وتنشر الأعمال الفائزة في أكثر من مناسبة، منها مهرجان مركزي في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، إضافة إلى جوائز عينية للفائزين.

والجدير ذكره أن الحملة الأم (قاطع احتلالك)، والتي تأتي مبادرة «عبر عن رفضك» في إطارها، لا تقتصر فقط على المقاطعة التجارية للاحتلال الإسرائيلي، بل تتوسع لتشمل المقاطعة الثقافية والمقاطعة الأكاديمية، والتي تدخل في إطار «التطبيع مع الاحتلال». وتدخل في إطار «قاطع احتلالك» رحلات طلابية في إطار مشاريع يعمل الناشطون على محاربتها على رغم المغريات المادية التي تستهدف الطلاب بشكل خاص، بهدف نسج علاقات طبيعية أو شبه طبيعية مع الطلاب الإسرائيليين.

 

 

حرره: 
ا.ش