الاعتراف بـ "الدولة اليهودية"... ورقة مساومة

بقلم: أمنون لورد
توجد ثلاث امكانيات يمكن أن تشرح تصريح يائير لبيد في المقابلة مع "بلومبرغ" بان الفلسطينيين لا يتعين عليهم ان يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية. الاولى هي أن لبيد لا يفهم المادة؛ الثانية هي ان هذا موقفه المبدئي، مثل موقف ايهود اولمرت وكثيرين آخرين في الجمهور الاسرائيلي؛ والثالث أنه ينسق مع رئيس الوزراء نتنياهو. 
لقد عاد نتنياهو وصاغ موقف اسرائيل المبدئي في خطابه في بار ايلان يوم الاحد: "عندما يطلب منهم أن يقولوا: هل أنتم تعترفون؟ ... انتم مستعدون لان تعترفوا بدولة يهودية أخيرا؟، يقولون، نحن مستعدون لان نعترف بالشعب الاسرائيلي. مستعدون لان نعترف بإسرائيل... (لكن) هل انتم مستعدون لان تعترفوا بالدولة اليهودية، الدولة القومية للشعب اليهودي؟ والجواب حتى هذه اللحظة هو لا. لماذا لا؟". 
"اعترفوا بدولة يهودية"، قال تنياهو. "طالما لم يفعلوا ذلك، لن يحل السلام. فقط حين يعترفوا بحقنا في أن نعيش هنا في دولتنا ذات السيادة، دولتنا القومية – فقط عندها سيكون السلام ممكناً".
السبب في أن نتنياهو يشدد جدا على هذه النقطة هو سبب مزدوج: تاريخي – استراتيجي، وكورقة مساومة على حد سواء. السبب التاريخي الاستراتيجي، الذي يعطي الانطباع بان اغلبية زعمائنا لا يفهمون، يرتبط بالمعركة الثابتة للطرف الاخر، بقيادة م.ت.ف و"حماس". من صاغ الموقف الذي على اسرائيل ان تتخذه بالنسبة للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية كان اللواء يهوشفاط اركابي الراحل قبل أكثر من 40 سنة. الفلسطينيون يرون حقهم في تقرير المصير كحق ينطبق على كل بلاد اسرائيل/فلسطين. العالم يعترف بـ "حقهم في تقرير المصير". وبالتالي، مطلوب اعترافهم بالحق القومي لليهود في دولة يهودية كي يكون واضحا أن لحقهم في تقرير المصير حدودا وهو لا ينطبق خلف هذه الحدود، حتى لو كان لديهم استعداد لحل وسط مؤقت كاضطرار تفترضه الظروف التاريخية. لا ينبغي استبعاد امكانية أن يكون لبيد لم يكلف نفسه عناء دراسة الموضوع، ولهذا فانه ببساطة مخطئ في نهجه. ولما كانت للبيد قوة دعائية كبيرة فقد كان من الأفضل لو أنه تعلم قليلاً ومنح اسنادا لنتنياهو في هذا الموضوع، ولا سيما لأن نتنياهو يقود الآن حملة لتحطيم نزع الشرعية ضد اسرائيل. 
يدعي كثيرون بان يهودية اسرائيل شأن داخلي. لماذا نحتاج نحن لان نطلب ذلك منهم؟ ولكن هذا الطلب حجر اختبار لمدى استقلال الفلسطينيين. حقيقة أنهم لن يعطوا مثل هذا الاعتراف تدل، ضمن امور اخرى، على أنهم متعلقون بإسناد باقي العالم العربي.
وعليه، فان مسألة الاعتراف هذه تصبح ورقة مساومة. اذا كنتم غير قادرين على أن تمنحوه، فلا يمكن أن تقوم تسوية دائمة، ونحن نتوجه الى تسوية انتقالية – خلافا لرغبة الفلسطينيين. وتبرز امكانية أن يكون لبيد يكمل نتنياهو في هذا الموضوع. رئيس الوزراء يضع البنية التحتية للتسوية الانتقالية التي تسمح لإسرائيل بسيطرة امنية وتواجد طويل المدى في بعض المناطق الاساسية – مثل غور الاردن. ستحصلون على قدر ما تعطون. ولبيد في هذه الحالة يفتح الامكانية للحل الوسط حول موضوع الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.