خطوة نتنياهو التالية بعد الأمم المتحدة

بقلم: ايلي بردنشتاين

استيقظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هجوم شديد، سواء من ايران أم من "نيويورك تايمز"، الصحيفة التي يستخدمها البيت الابيض لنقل الرسائل. وبينما ادعى نتنياهو بانه نجح في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "في أن يخرج الهواء من البالون الذي نفخه روحاني" في كلمته أمام الجمعية، الاسبوع الماضي، وصفت الصحيفة الأميركية المعتبرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بانه "يدق طبول الحرب ويخرب على مساعي اوباما الوصول الى حل دبلوماسي مع ايران". ويوشك نتنياهو على أن يشرح قريبا في حملة اعلامية واسعة تستمر نحو ثلاثة اشهر للرأي العام في اوروبا وفي الولايات المتحدة للوصول الى توافقات مع دول اوروبية وغيرها ممن تخشى، مثل اسرائيل، صفقة سيئة مع النظام في طهران، ترفع العقوبات المفروضة على ايران دون مقابل حقيقي.

ويبدو أن اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأميركي، الاثنين الماضي، ترافق وخلافات عميقة على الشكل الذي ينبغي فيه ادارة المفاوضات مع الايرانيين. ولما كان نتنياهو تنبأ مسبقا بالانتقادية الشديدة التي ستتلقاها رسائله، وعلى خلفية احساسه بالتقليص العميق الذي طرأ على المواقف التي عرضها سواء امام اوباما أم في خطابه في الجمعية العمومية، فقد قرر تمديد بقائه في نيويورك لمنح سبع مقابلات لمعظم شبكات التلفاز المحلية والتي سيحاول فيها تأكيد رسائله. والتقى، أول من أمس، مع محررين رئيسيين وكُتّاب مقالات كبار في عدد من الصحف الرائدة وأطلعهم على موقف إسرائيل. وبعد ذلك التقى نتنياهو بقادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة كي يساعدوه في نقل الرسائل.

وبتقدير محافل سياسية في واشنطن فان الرئيس روحاني معني بصفقة سريعة مع الولايات المتحدة والغرب كي يتمكن من عرض انجازات للشعب الايراني الذي يعاني من العقوبات الاقتصادية الجسيمة على الدولة. ويخشى نتنياهو من أن تتوصل الولايات المتحدة مع ايران في المرحلة الاولى الى صفقة جزئية حول اليورانيوم المخصب الى مستوى 20 في المائة. وحسب السيناريو الاسرائيلي المتشائم سيرفق الايرانيون بالصفقة بادرات جديدة، وبالمقابل يطلبون من الولايات المتحدة، وفي اعقابها من دول الاتحاد الاوروبي وغيرها ايضا، رفع العقوبات الجسيمة عن المنظومة البنكية الايرانية وعن تجارة النفط. "المسافة بين ما سيكون الايرانيون مستعدين لإعطائه وبين ما تطلبه الساحة الدولية طويلة، والخوف هو أن يكون الغرب بالذات هو الذي سيقترب من ايران وليس العكس"، قالت، أول من أمس، مصادر سياسية في العاصمة الأميركية.

يدور الحديث عن عقوبات تطلب فرضها جهدا هائلا على مدى السنين لإقناع الغرب بها، ويعرف نتنياهو بانها اذا رفعت لن يكون ممكنا اعادتها. وقالت مصادر سياسية إنه "من المحظور التخلي عن هذه العقوبات قبل أن تكون صفقة كاملة وجيدة. نحن نفهم ان تبدأ خطوة دبلوماسية مع ايران. ولكن على المقابل الذي يقدمه الغرب أن يكون متوازنا مع الخطوات الايرانية".
ومع ذلك، يعترف نتنياهو بأنه لن يكون سهلا مواصلة الضغط على الولايات المتحدة والغرب، ولا سيما في ضوء حقيقة انه يجد نفسه وحيدا جدا في المعركة، الى جانب دول الخليج والسعودية التي تخاف هي أيضا صفقة جزئية مع ايران. ومن جهة اخرى، يعتقد نتنياهو بانه اذا كان روحاني اعتقد حتى اليوم بان له صفقة سريعة في اليد، فانه سيكون مخطئا. نتنياهو يؤمن بانه في اثناء لقائه مع اوباما نجح في وضع المصاعب في وجه الايرانيين وقال انه يأمل بان يشعروا هم بذلك في المستقبل.

وعلى حد نهج نتنياهو، فان الضغوط التي يمارسها اثناء زيارته لعدم الثقة بمبادرة المصالحة التي طرحها روحاني ستساعد فقط الادارة الأميركية، التي لا تزال تتردد في ما ستفعله، لاتخاذ القرار السليم من ناحية اسرائيل. ومع ذلك، ادعت مصادر اسرائيلية عليمة بالمجريات في الساحة الدولية بالمسألة الايرانية، بان "نهج نتنياهو عزل اسرائيل أكثر فأكثر فقط، كون العالم لن يقبل الرسائل التي يريد إيصالها".