لماذا نقول نعم؟

بقلم: عاموس يدلين
هجمة "الابتسامات والسحر" الايرانية بلغت في نهاية الاسبوع ذروتها. وتضمنت الهجمة كل العناصر الحيوية لاستراتيجية سليمة من الدبلوماسية العامة في القرن الواحد والعشرينخطابات معتدلة وغير حماسية في الجمعية العمومية للامم المتحدة، تقول كل "الامور السليمة" وتمتنع عن التعابير المتطرفة والمثيرة للحفيظة التي كانت للرئيس السابق، لقاء وزيري الخارجية الذي لم يعقد منذ زمن بعيد، مكالمة هاتفية تاريخية ايضا بين الرئيسين الايراني والاميركي.

رئيس الوزراء يتصدى لمهام غير بسيطة: من جهة عليه أن يحذر ألا يضع نفسه في موقف العائق، الذي يمنع تحقيق اتفاق، موقف من لا يفهم التغييرات الجارية في الساحة الدولية ومن يواظب على التمسك بخيار القوة. ومن جهة اخرى، عليه أن يقدم رسالة منسجمة ومرتبة تجيب على السؤال: كيف ينبغي التقدم من هنا – ماذا سيكون عليه "الاتفاق الايجابي" الذي يعطل خطر القنبلة الايرانية وماذا سيكون عليه "الاتفاق السيء" – الذي يسمح للايرانيين بالوصول تحت رعايته الى القنبلة النووية.
وهاكم عشر نقاط مهمة لحديث رئيس الوزراء مع الرئيس الاميركي، باراك اوباما ولخطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة:
1. 
نهج ايجابي وليس سلبيا. الحوار والمفاوضات هما أدوات شرعية ومهمة. يجب اتخاذ موقف يرى بايجابية الحلول الدبلوماسية وذلك لان فيها يوجد دوما افضلية على الحلول العسكرية. ومع ذلك، فالحوار ليس هدفا بحد ذاته، بل يشكل اطارا لسياق، هدفه تعطيل التهديد النووي العسكري الايراني.
2. 
خطر صغير. حتى لو كان واضحا بأن الايرانيين لن يقبلوا مطالب رئيس الوزراء من المهم تعريف ما هو الاتفاق الذي حتى لو أبقى خطرا ما في أن تقتحم ايران النووي العسكري تحت رعايته أو في ظل خرقه، فسيكون هذا خطرا صغيرا جدا أقل من مخاطر استمرار الوضع القائم، والتي تؤدي، باحتمالية عالية الى قنبلة نووية وأقل جدا من مخاطر الخطوة العسكرية لمنعها.
3. 
رقابة وشفافية. من يقرأ تصريحات الرئيسين الايراني والاميركي يمكن ان يفترض، وعلى ما يبدو هذا هو افتراض مسنود، بأنه كان تنسيق مسبق في الصياغات لمبادئ الاتفاق المتوقع – من جهة حق ايران في تطوير مصادر طاقة نووية ومن جهة اخرى شفافية ورقابة على البرنامج و "خطوات مهمة" لم يحددها اي من الطرفين.
4. 
في حالة الخرق. على الولايات المتحدة واسرائيل أن تركزا على المقاييس التي تبعد ايران عن القنبلة النووية – في حالة الغاء ايران للاتفاق من جانب واحد، طردها للمراقبين، انسحابها من اتفاق حظر نشر النووي الـ NPT او عملها مجددا في مسار سري. يدور الحديث عن تقييد كبير لعدد أجهزة الطرد المركزي، التي تدور في ايران، حصر التخصيب بمستوى 3.5 في المئة، اخراج كل المادة المخصبة من ايران وعودتها الى منشآتها النووية فقط في شكل غير قابل للاستخدام في قنبلة نووية.
5. "
اتفاق سيئ". الاتفاق الذي يجمد برنامج ايران بالحجم الحالي – اكثر من 10 الاف جهاز طرد مركزي قديم فاعل ومخصب، الفي جهاز طرد مركزي أكثر حداثة مع انتاج تخصيب أعلى ومادة اذا ما خصبت الى مستوى عسكري ستكفي لـ 7 – 9 قنابل، هو اتفاق سيئ ولا يجب قبوله.
6. 
فنانو مفاوضات. ينبغي الاشارة الى المخاطر في عملية المفاوضات نفسها – محظور ان تكون المسيرة دون موعد انهاء محدد. فمن شأن ايران أن تعود الى تكتيك المفاوضات لكسب الوقت، والذي تستغله لتوسيع وتعميق برنامجها النووي بكل ابعاده: انتاج وتفعيل المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، جمع المواد النووية المخصبة، تطوير قناة بلوتونيوم والمضي قدما في النشاطات في مجال الرأس المتفجر النووي. الايرانيون هم فنانو المفاوضات ويجب ان يطرح امامهم فريق على مستواهم.
7. 
خطر احادي البعد. نوصي بعدم تكرار خطأ "الخط الاحمر" ذي البعد الواحد. فالصفقة الاسوأ للغرب هي صفقة لا يعالج فيها سوى بعد واحد – مثلا البعد الطولي لمستوى التخصيب: ما بدا جذابا للكثير من الخبراء في الغرب – "انجاز" يقيد التخصيب الايراني حتى 5 في المئة أو "انجاز" لا يتجاوز فيه خط رئيس الوزراء الاسرائيلي (مادة مخصصة لقنبلة واحدة بـ 20 في المئة) هي معالجة خطيرة لبعد واحد وغير كاف للبرنامج النووي الايراني.
8. 
مباشرة الى النهاية. ينبغي الامتناع عن خطوات صغيرة لـ "بناء الثقة"، وصحيح التوجه مباشرة الى الاتفاق النهائي، الى "نهاية اللعبة". والسبب الاساس وربما الوحيد للموقف المهادن اكثر من جانب الايرانيين هو كلفة العقوبات وثقل وزنها. ولهذا فسيحاول الايرانيون الحصول على تخفيفات كبيرة للعقوبات مقابل خطوة لبناء الثقة غير كبيرة من جانبهم. لقد فشل نهج خطوات بناء الثقة على مدى العقد الاخير من المفاوضات مع الايرانيين.
9. 
النموذج السوري. من الصحيح الاشارة الى "النموذج السوري" كنموذج ايجابي: التفكيك التام والاخراج من سوريا لكل منظومة الانتاج والقدرات العسكرية غير التقليدية، رقابة عميقة من فوق بقرار مجلس الامن وكل هذا في ظل تهديد عسكري مصداق. ومع ذلك، في المسألة السورية ايضا لا يزال الاختبار امامنا – اختبار التنفيذ واختبار التعاون الكامل من جانب الاسد.
10. 
التحديات الاضافية. وأخيرا، يجدر بالذكر أنه حتى لو كانت مشكلة النووي ليست التحدي الوحيد الذي تشكله ايران في وجه تقدم السلام والاستقرار في المنطقة. يجب أن نتذكر بأن المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين هي هدف لارهاب وحشي من المنظمات المتفرعة للايرانيين. كما أن الدور الايراني السلبي للغاية في سوريا وفي لبنان، في الخليج وفي العراق، يجب أن يبحث في اثناء استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وايران.
يجب ان نعطي للاتفاق (الجيد) فرصة حتى لو كنا نقدر بان الخطوة الايرانية هي مثابة خداع. وسيكون لكشف الخداع فضائل استراتيجية. ويمكن للمفاوضات بين الولايات المتحدة وايران أن تتطور في ثلاثة اتجاهات، اثنان منها يمكنهما ان يكونا ايجابيين لاسرائيل: اتفاق جيد يبعد ايران عن القنبلة، او فشل مدوٍ يمنح شرعية لاعمال اخرى بهدف وقف البرنامج. ان التحدي الذي يقف امامه رئيس الوزراء هو منع اتفاق سيء والوصول الى تفاهم مع الاميركيين في مسائل السياق والجوهر: اي نوع من السياق التفاوضي واي نوع من الصفقة سيكونان خطيرين وسيئين لمصالح الولايات المتحدة واسرائيل الحيوية.

 

يديعوت أحرنوت